كان صباحا ضبابيا بشكل غير عادي، وفي وسط ذلك الضباب الكثيف ، كان هناك شخص مرتدٍ ملابسه السوداء ، مخفيا رأسه بقبعة، ووجهه بوشاح حاكه الزمن، فظهرت آثار القِدم عليه ، حاملا بين يديه شيئا ملفوفا في قماش ، وضعه على عتبة الميتم ، ثم ذهب مسرعا مختفيا بين خيوط الضباب الكثيفة تلك . ذلك الشيء الملفوف بعناية في بطانية من قماش فاخر هو طفلة صغيرة جميلة متوردة الخدين ، و قد وضعت قصاصة داخل البطانية مكتوب عليها قصاصة داخل البطانية مكتوب عليها " 'إليوت - وُلدت في 1999/01/01' ".

هل هذا الطفل هو مستقبل العالم أم مجرد طرحة ضائعة؟

{ بعد 17 سنة - ميتم الزهور - قاعات التدريس }

وسط ضجيج الطالبات و ثرثرتهم، كانت تلك الفتاة جالسة بهدوء تستمع لأستاذة التاريخ و هي تقول : ” صمت!!! هذا عامكم الأخير في الميتم و يجب عليكم أن تعتمدوا على أنفسكم ، على كل حال كما تعلمون ففي الأسبوع القادم لدينا معرض التاريخ الخاص بميتمنا ، و نحن نرموا لجمع تبرعات كثيرة فيه ، و لتحقيق ذلك يجب عليكم تحضير ابحاث رائعة و مميزة تليق بهدف الحفل , هذا كل شيء”. ثم رن جرس انتهاء الحصة ، فنهضت كل البنات بشكل هستيري متدافعين ، لكن تلك الفتاة كانت الخيرة كونها على الأرجح لا تحب الزحمة ، و عندما قارت على الخروج من القاعة نات الأستاذة “ إيلفران “ : إليوت تعالي ، أريد إخبارك شيئا (….) أنا أعتمد عليك كثيرا يا صغيرتي إليوت ، و أعول عليك أكثر من زميلاتك، كوني أعلم كم أنتِ ذكية وذات إمكانيات كثيرة ، أبذلي جهدك في هذا البحث ، حسنا ؟

-إليوت : “ حسنا سيدتي إيلفران “

ذهبت إليوت إلى الحمام لقضاء حاجتها لكن في طريقها قابلت “ إلزامبرت “و”جاسمين” الفتاتان اللتان يحاولان جعل حياتها جحيما، فمنذ بدأت ذكرياتها و هاتان الفتاتان تتنمران عليها بشتى الطرق ، و لكن لحسن حظها فهي تملك مهارة اللامبالاة بالفطرة لذلك هما لا يؤثران عليها بتاتا بتصرفاتهما الصبيانية تلك ، التي قد تصل أحيانًا إلى استخدام العنف ، مثل الآن ، إذ قامتا بدفعها وضحكتا بشدة قائلتان : هذا لأنكي تتصرفين بغطرسة و تكبر لا أساس لهما أنتِ يتيمة مثلنا، ولكنكِ لا تتحدثين معنا ، هل أنت اميرة او ما شابه ( صوت قهقهة و ضحك بصوت عال) “

نهضت البنت المسكينة و نفضت الغبار من ملابسها و قالت : “ لدي واجب علي أن أنجزه ، وعليكما فعل ذلك أيضا خيرا لكما “, ثم ذهبت .

دخلت إلى الحمام لتغسل وجهها وتخفّف من تعبها بعد الحصص الدراسية المتواصلة، وعندما رفعت رأسها من حوض الغسيل، قابلها انعكاسها في المرآة الطويلة الموجودة أمامها: فتاة ساحرة بشعر كالليل العميق، حيث يتدلى الشعر الأسود اللامع الأملس الناعم على كتفيها بسحر خاص ، تكتمل إطلالتها بعيون زرقاء عميقة، تلمع كبريق البحر الهادئ . وجهها متناغم وجميل، مزين بنمش سحري خفي يضيف له نظرة غامضة وجاذبية خاصة. شفتيها رقيقتان بلون وردي ناعم.

دخلت إليوت الغرفة، واتجهت مباشرة نحو مكتبها الخشبي الجميل الذي كان يضيؤه ضوء النافذة المشمسة. كانت تشعر بالحماس والقلق في الوقت نفسه، حيث كانت تستعد لبدء بحثها المدرسي. لم تكن تعرف بالضبط ماذا ستكتب في بحثها، وقالت لنفسها بتوتر: 'كيف يمكنني أن لا أخيب ظن السيدة ميشيل؟ ماذا يجب علي أن أكتب في بحثي ؟'

ثم رمت على مكتبها كتبها المدرسية المختلفة و المراجع وأوراقها الملونة وبدأت بتصفّحها بحثًا عن الإلهام. وفجأة، تذكرت! تحدثت السيدة ميشيل ذات مرة عن تلك الحضارة القديمة، ماذا كان اسمها يا ترى؟ وقالت بحماس: 'نعم!! كان اسمها حضارة أطلنتس!'...... (يتبع )

بداية رتيبة ... اعلم لكن الحماس لم يبدأ بعد ! هذه ليست سوى البداية لمغامرة لا مثيل لها ......