في قرية من قرى البَلَد النائية تقطن امرأة عجوز، و على بُعد بضعة أميال يوجد سوق أسبوعيّ، يتردّد عليه السكان.
قصَدَتِ العجوز هذا السوق، سيراً على الأقدام، من أجل التّبضع، بدأتْ تجول و تجول بين مرافقه و اشترت كل ما تحتاجه الأسرة خلال الأسبوع ثم غادرت السوق و شدّت الرِّحال إلى بيتها. و في منتصف الطريق، سقطت البطيخة، التي هي ضمن مُقتنياتِها، على الأرض فتناثرتْ أجزاؤها على رمال أحد أودية المنطقة، فانحنت العجوز المسكينة و جلستْ على رُكبتيْها و أخذت تأكل هذه البطيخة، و لما أكملتْها، قالتْ: لم أخسر ثمنَ البطيخة، فرغم عدم وصولها إلى أفراد الأسرة و تذوُّق طعمها اللذيذ و لكن جدّتهم قامتْ مقامهم و لم تُضِع نقوذ البطيخة.
حكتِ القصة لصديقاتها فضحكن حتى انهمرتْ أعينُهم بالدموع.
شاعت الحكاية في القرية، كلٌّ يحكيها بطريقتِه الخاصة و من تلك القرية الجميلة أخذتُ تلك القصة الواقعية لأضعَها في مُتناول القرّاء الأعزّاء..
الكاتب الأستاذ { علي اعمو }