هل يسرق أصحاب الأعمال جهودنا؟ .... كتاب رأس المال


التعليقات

السلعة تقاس بكمية العمل المطلوب لإنتاجها

راقني ما كتبت، لكن قبل التعليق على ما اقتبست، وجب إبراز معنى السلعة والقيمة.

السلعة: في عيون الماركسية، هي أي " منتج" أو "خدمة" ينتجها العمل البشري، بشكل مباشر أو غير مباشر، وتهدف عملية خلقها بتداولها في السوق.

القيمة/ السعر: لم يتم تداول مصطلح " القيمة" في أوروبا الغربية إلا في القرن ال13، حيث عنتّ "تحديد سعر لشيء ما".

نشر " ماركس" في كتابه " بؤس الفلسفة" أربع مميزات أساسية للسلعة:

أ) قيمة المبادلة : وهي قدرة السلعة على تبادلها بسلعة أخرى، أو ما تم تداوله لاحقُا، بالقدرة على المقايضة.

ب) قيمة الإستخدام: هي أهمية السلعة السوقية ومدى إستخدامها، ولا ترتبط قيم الإستخدام والمبادلة بشكل إلزامي; حيث ينتج الماس قيمة مبادلة عالية، بينما ينتج الماء قيمة إستخدام عالية.

ج) القيمة: وتعني فائدة خدمة السلعة للفرد.

د) السعر: ما يُدفع للحصول على سلعة معينة.

وعليه:

فإن السعر، لدى "ماركس" تتحدد بمقاييس أخرى غير كمية العمل المطلوب لإنتجاها، حيث تترابط مميزات السلعة المذكورة آنفاً فيما بينها بطريقة أو بأخرى، ولصياغة ذلك، أذكر بعضاً من محددات السعر أمام السلعة:

1) التكلفة: وهي، جزئياُ، ما ذكرته عن كونها " كمية العمل المطلوب للإنتاج". فعلى عكس السعر، فإن التكلفة هي كل ما يُضحى به لإنتاج سلعة معينة. فعملية إستخراج الذهب أثمن بكثير من كلفة إنتاج الدقيق أو السكر. ولكن لا يتحدد السعر فقط بالكلفة، حيث أن تكلفة إستخراج الفحم ربما تكون أعلى قياساُ بالدقيق أمام الذهب، وهذا ما ينقلنا إلى محدد آخر.

2) الندرة: وهي محدودية المورد أمام إستهلاك البشر الغير محدود. يُستخدم هذا المحدد أساساً في أغلب المستخرجات المعدني، من ضمنها النفط. حيث أن الذهب عنصر غير أرضي، فإن محدوديته عالية أمام استخدامه، وذلك فإن قيمته أعلى.

3) قانون العرض والطلب: وهو العلاقة بين كمية المعروض من سلعة معينة أمام كمية الطلب عليها. هذا المحدد هو السبب الرئيسي في الأزمة الطاحنة عام 2008، حيث كان المعروض من المنازل أكثر بكثير من الطلب عليها، فانهارت القيمة أمام تكلفتها مما أدى إلى افلاس عدد من المتداولين والبنوك.

4) الجودة: هي حجر الأساس في عملية " التنافسية السوقية" الأساسية للإقتصاد الحديث. حيث تعرف بمدى تميز السلعة عن غيرها من مشابهتها. وذلك ما يخلق حالة من تفاوت الأسعار وبذلك تعدد الخيارات لدى القوة الشرائية.

أرجو أن أكون أوضحت رؤيتي فيما يتعلق بما ذكرتم عن تحديد مقياس السلعة بقيمة إنتاجها فقط. حيث ذكرت، ذاكرًا لا حاصراً، أبرز محددات سعر السلعة بنوع من الإستفاضة.

ما رأيكم؟

أنهُ ماركس يا سادة.


كتب وروايات

مُجتمع متخصص لمناقشة وتبادل الكتب (غير المتعلقة بالبرمجة والتقنية بشكل مباشر) والروايات العربية وغير العربية والمواضيع والأخبار المتعلقة بها.

77.8 ألف متابع