منى مهير

مسلمةمهندسةأديبة

97 نقاط السمعة
6.05 ألف مشاهدات المحتوى
عضو منذ
3

شروق قمر

مشتت إلى ألف قطعة وقطعة، لا لوم عليه فزمانه هكذا، وبيئته هكذا، ووُلدا ووجدا الجميع هكذا، ساكنا؛ عاقل أقصى ما يصل إليه العقل، كل شئ يرده إلى العقل ولا سبيل للعواطف إنها سُبل السُذج من البشر، حسنا المال هو المكسب الوحيد والعواطف لا تُكْسب مال؛ فلما أُنفق ما لم أكن جانيا من خلفه، هكذا يفكر وهكذا يحيا، فى نظرته ألف كلمة وكلمة، و فى صمته ألف تفسير وتفسير؛ مسكين . -إنه وقت الشروق. -أى شروق؟! إنها الثامنة والنصف مساء؛ مجنونة
2

عمى حسين

فى قاعة لا تسع إلا القليل من البشر، جزء منها مقسم لصنع المشروبات وبيع الأطعمة، والجزء الأخر مرصصة فيها المقاعد والمناضد ، يجلس رجل تخطى الستين من عمره، شاب شعره وتقوس ظهره وتباطئت خطواته، يجلس وحيدا بحقيبة ليس بها إلا القليل من الأطعمة لسد رمقه خلال اليوم، يخرج من الصباح الباكر قاصدا تلك المكتبة، يجلس فى الكافتريا يتصفح الجرائد، لقد تربى منذ الشباب على تصفح الأخبار ومن شاب على شئ شاب عليه، يجلس واضع قدم على قدم، يمر ثلث اليوم
2

رواية_البيوت_الآمنة

حاول خالد أن يستريح قليلا، يشعر براحة منذ أن وطأت قدمه هذا المكان، فهنا مكان ولادته، وهنا نشأته الأولى وأيام سعادته، ليتها تعود مرة أخرى، إستلقى على السرير وحاول النوم لكنه سمع صوت نشيج وبكاء، فتحرك يتفقد أثر البكاء، كان بكاء يبكى، فنسى ما به وقال بصوت جهور: من هنا، من الذى يبكى؟ بينما على جالس فى الصالة يبكى حاله وضعفه تفاجئ بصوت خالد، ظن أن أمره كُشف، لكنه رأى خالد يحرك يده فى كل اتجاه، فأدرك حقيقة خالد وتذكر
2

رواية_البيوت_الآمنة

اصطحب مصطفى خالد إلى المزرعة فلم يمانع فى ظلمته تلك؛ فالظلام محيط به من كل جهة وكل من يمد له يده يسير خلفه ظنا فيه النجاة، فى الفترة الماضية سار خلف الأطباء على أمل الشفاء، فما رحموا ظلمته وما رحموا ضعفه، اتفقوا جميعا على أن يحجزوه داخل ظلمته تلك بأسوار من حديد لا إنفكاك لها، فلا يخجل أحدهم من أن يقول له: عودة بصرك أمر مستحيل، عجبا لهم! وهل الشفاء بأمرهم؟! وهل الأمل كان فيهم؟! لقد نسوا أنهم أسباب فى
4

رواية_البيوت_الآمنة

عندما رُفض خالد من قِبل خالته، شعر أن كبريائه جُرح، وأراد أن يجعل خالته تدرك أن مثله ليس بالذى يُرفض، إنه الابن الأكبر والولد الوحيد، والده ثرى، لديه شركة تصدير واستيراد، تُحقق أرباحا مرتفعة سنويا، تزوج قبل أم خالد مرتين ولم ينجب وعندما أنجب خالد كانت فرحته لا تسع الدنيا، فتعهد ألا يجعل شئ ينقصه، عندما دخل الجامعة اشترى له سيارة، وبعد عامين اشترى له فيلا صغيرة ليتزوج فيها، فكان يملك من المؤهلات ما يجعل أهل أى فتاة ترحب به،
3

سقوط مطبق

معرض عن الخير ، متبع لكل سبل الشر، مقبل على دنياه معرض عن أخرته، فما زال فى الثلاثنيات ومن أين يأتيه الموت إنه وقت الصحوة والفتوة والشباب، فاتح كلتا ذراعيه لدنياه ، يظن الخبث ذكاء والخدعة نباهة والفتن فرص، هكذا تمضى أيامه، لا زواج، غير مؤمن بالأسرة، أيقضى عمره يجمع المال ليحصده على زوجة واحدة فقط، إنه هكذا يجمع بين أكثر من إمرأة دون زواج وقيد، أحضر دراجته النارية الجديدة وكانت بصحبته فتاة، ظنت أنها لم تخلق إلا للمتعة، فخروجة
1

رواية_البيوت_الآمنة

لقد مر أسبوع منذ ولادة آروى، تبدو حزينة طيلة الوقت، تبكى باستمرار، الجميع ظنوا أن هذا طبيعى عقب الولادة، لكنها حائرة لم تهتدى لقرار بعد مع زوجها عقب علمها بخبر عودته لطليقته. كان مالك مازال فى عمله، بينما هالة فى المطبخ تطهى بعض الحلوى، انتهزت آروى أن صغيرتها نائمة وإرتدت ثيابها وذهبت لهالة -أين تذهبين آروى؟ -أرجوك هالة إعتنى بالصغيرة، أريد أن أخرج قليلا أشعر بلإختناق - انتظرى حتى يعود مالك ونذهب سويا - أريد أن أكون بمفردى، سأعود سريعا،
5

كيف تحاول امرأة اليوم التوفيق بين واجبات البيت وبين تطوير الذات؟

فى الماضى القريب كان تركيز المرأة مُنصب على بيتها؛ زوجها وأولادها ، ترتيب وتنظيم البيت، قلة هن اللاتى كنا يخضن سلك التعليم وكان عقبها يشغلن مكانا فى العمل الحكومى الذى يبعد مسافة لا بأس بها عن بيتها، فتعود فى منتصف اليوم لتهتم بشؤن البيت، تاركة عبء العمل ومسؤلياته خلف ظهرها، لكن اليوم اختلف فإن لم تكن على اطلاع بما هو جديد تخلفت عن الركب، وإن ركزت الجهد فى تطوير الذات والعمل لربما قصرت فى بيتها، فكيف لها اليوم أن تسدد
3

رواية_البيوت_الآمنة

فى الصباح جلست آروى وشاركت أمها الفطور، لم تتحدث الأم بكلمة عن موضوع الخطبة لقد منحتها ثلاثة أيام؛ فاليوم الأول تثور وتتمرد، والثانى تحاول أن تهدأ، والثالث ربما تفكر بعقلانية بعيدا عن المشاعر؛ لكن أنًّى لها بتلك العقلانية وهى مازالت صغيرة لم تصبها الخطوب بعد لتنضج فيها ذاك العقل، مازالت تستهويه الأفلام والروايات فى عروض الزواج، لطالما حلمت بفارس على جواده الأبيض حاملا معه باقة ورد وباليد الأخرى خاتم الخطوبة و قد كان، تحتاج إلى صديق تشكو له مرة، وتبكى
3

رواية_البيوت_الآمنة

انتهى العام الدراسى وعادت آروى إلى منزلها ، إنه يوم الجمعة اتصلت ابنة خالتها بالأمس وأخبرتها أن أخاها خالد قد أخذ موعد مع أمها بعد العصر ليطلبها رسميا، فاستيقظت أروى من الصباح الباكر سعيدة مسرورة على غير عادتها، قبلت يد أمها وأحضرت لها الفطور بعد صلاة الجمعة، و أخذت تعد نفسها، أخرجت جميع فساتينها وظلت ترتدى كل واحد وتنظر إلى المرآة، تائهة لم تهتدى بعد لفستان ترتديه وتستقبل به خالد، نظرت إلى هذا الفستان الذى أهدته لها ابنة خالتها فى
0

سمو الحب

يبدأ الرافعى رحمة الله عليه مقاله كالعادة بالتشويق ؛سمو الحب؛فعن أى سمو يتحدث؟! وإذا ما ذكر الحب ذكر معه الألم والشوق والجفاء، يبدأ مقالته فى موسم الحج والجمع قد لبوا نداء خليل الله ، وأتوا إلى بيت الله من كل صوب لقضاء شعائر الحج، وقد كان المفتى هذا العام عطاء مفتى بنى أمية ، فقد كانت من عادتهم جمع الناس فى موسم الحج على مفتى واحد، فجاءه شاب سائلا، هل أفتيت كما قال الشاعر(سل المفتى المكى هل من تزاور وضمة
4

هذا الوقت سيمر

هذاالوقت سيمر وهذا المكان سيفنى وما من شئ خالد فلماذا أنت عاكف على تلك الأوهام ما زلت تمنى القلب بها وبها تحزن و لأجلها تمرض أليس ثمة دواء لتلك الأوهام؟ أمازلت كما أنت أنت؟! يمر الوقت عليك سواء أما آن للعقل أن يستيقظ وللبصيرة أن تبصر السبت 15 رجب 1445 هجريا 27 يناير 2024 ميلاديا
2

عاصم وزوجه

فى قصر مزخرف بشتى أنواع الزينة، محاط بأسوار طوال، مأمن من كل مكان برجال ضخام ، وكاميرات مراقبة ترصد كل شاردة، فى منطقة راقية لا يقطنها إلا كبار القوم، يسكن عاصم وزوجه وأبنائه الثلاثة، أخذت جميلة تبحث عن عقد ثمين كان عاصم قد أراها إياه بالأمس، و عندما لم تجده فى غرفته، خرجت غاضبة تنادى بصوت جهور . -عاصم يجلس عاصم على مائدة عليها ما لذ وطاب من الأطعمة بين أبنائه الثلاثة؛ أيمن ورودينا ورياض، ووضع أمامه طعامه الخاص، خالى
2

معجبتى

عم الهدوء المكان فجأة فصاح مناديا زوجه أن تعيد تشغيل الإسطوانة من جديد، أبلغته أنه لم يشغل أى أسطوانة، فاعتذر منها وطلب منها أن تشعل المروحة، فصوتها كان يؤنسه فى غرفة مكتبه، بينما كان سارحا فى تفكيره محاولا التدوين وإذ بالصوت ينقطع ويعم المكان هدوء يكرهه، ما زال لا يعرف سر انزعاجه من هذا الهدوء، عرضت عليه زوجه أن تحضر له كوب حليب فرفض، فغيرت طلبها إلى شاي فصاح فى وجهها، تضايقت، فعاد معتذرا منها، طالبا أن تتركه وإن أرادت
2

مرآتى

مر يوم أو بعض يوم، جلس متعب عقب لعب كثير، ينظر صفحة النهر، فترأى وجهه والعرق يسيل من على وجنتيه، أنفاسه يسارع بعضها بعضا. من الصباح الباكر يلعب مع هؤلاء الفتية كرة القدم، اتخذ اللهو هدف، وصار يحلم به، متيم بكل لاعب ينشد المجد وراء تلك الكرة، فبركلة قدم سيصير مليونير وبالركلة الأخرى ماذا؟! ربما يخسر تلك الملايين؛ لا بأس، على كل حال صارت الكرة هدفه، لم يضع مباراة، ثم إن المباراة لم تضيعه، فليل نهار تبث، فى الماضى كانت
1

خواطر مع اللغة

وليس هناك متعة أجمل من أن يعطيك اللفظ بعض من نور معناه، فتشرق النفس وتستشرف به كل فضل وإن من العبث أن تقتصر اللغة على التخصصات الأكاديمية فقط فإذ بنا بجيل سطحى لا يفقه أكثر ما يقرأ، فإذ به يستورد المعانى العوالى من الأخر، والأخر متغير بتغير زمانه إذا لا منهج ثابت، بينما اللغة العربية فموردها القرآن والسنة وآداب العرب ومن العبث أن تقضى ستة عشر عاما فى دائرة من التعليم ثم يكون محصلتنا من اللغة أن النحو صعب وأن
1

درب الصالحين

فى أعلى قمة فوق الهضاب اتخذ مسكنه، زاوية صغيرة لا تسع إلا فردين أو ثلاثة، يجلس بمفرده ومصحفه أمامه وسبحته وسجادته ، فهذا كل ما يملكه من متاع، مبتسم الثغر، مشرق الوجه، ممتلئ قلبه بالإيمان، منذ زمن بعيد وهذا مسكنه، ألتقيه هناك، كلما تعبت من نفسى ومن الحياة ومن كل ما فيها أجد فى حديثه راحة وفى نصحه هداية، فالنظرة فى وجه كفيلة أن تخمد كل فكر ، فبعد لقائه يهون كل شي فى عينى، مساكين نحن حينما فقدنا مثل
3

العرف

ماذا لو كان العرف ظالما والتقاليد جائرة؟!، يعد العرف أحد مصادر التشريع، هذا عندما لا يوجد نص صريح فى القرأن والسنة، وهذا عندما لا يخالف العرف نصوص الشريعة، فكيف الحال عندما يكون مخالفا؟، المرأة ووضعها فى عالمنا العربى ملف محظور، يخشى الجميع الحديث عنه، يعدونها عورة بالجملة، لكن ماذا عن الدين؟ هل أعدها عورة بالفعل؟!، أم أنه كرمها وحررها من براثن عبوديتها للرجل، فى الماضى كانت تعامل على أنها أحد ممتلكاته أو أنها حمل عليه، يريد التخلص منها، أو ستجره
1

على حافة الطريق

إنها السابعة والشمس مشرقة من السادسة، ها هى شمس يوليو بحرارتها الشديدة، أقدام كثيرة لا بد أنها منتظرة، فالمواصلات فى قريتنا تتلخص فى حالتين لا ثالث لهما ، إما أن تقف ساعات تنتظرها لتأتى وإما أن تنتظر بداخلها كى يحضر الركاب، لا بأس فعقب السادسة هذا هو المتوقع، إنها هكذا منذ أن كنت فى الجامعة،هم هم من يقفون معك كل صباح، لا تغير لا جديد ، عقول كل عام تتخرج من الجامعة ثم يأتى العام التالى لتراهم يقفون معك أيضا
1

قبح جميل

وهل ثمة جمالٌ فى القبيح؟! هكذا يبدأ الرفعى عنوان مقالته، فكيف لمتضادين أن يجتمعا إلا لو كان فى ذاتين مختلفين أو معنين مختلفين كمعنى الصورة ومعنى النفس، فقد تجد صورة تجمع جل الجمال ثم إذا ما عايشت النفس وجدتها تجمع القبح، أو ظاهرا أوهمك جماله، حتى إذا ما عايشت نفسه أيقنت قبحه، يروى المقال شاب فى ريعان شبابه وككل شباب عصره مأخوذا بمظاهر الدنيا، مفتون بها، سافر البلاد شرقا وغربا كتاجر وامتلائت عيناه من زينة الدنيا، حتى أوهم نفسه ببعض
0

ملاك الرحمة

جالس على كرسيه، ناظرا صوب النافذة ، واضعا قدم على قدم، ممسك بفنجانه الخاص دُون عليه"ملاك الرحمة"، يأخذ رشفة ثم نفس من سجياره، دُق الباب، بصوت جهور: -ادخل. -صباح الخير دكتور. بحركة دائرية التف إلى الطارق. -صباح النور، تفضل. وضع سجياره، ثم أردف قائلا: -علمت من الأمس رغبتك الشديدة بلقائى، ماذا هناك؟! بحماس يملائه تحدث: -لدى اقتراح أتقدم به إلى إدارة المشفى؛سيكون عونا للمرضى. ثم قدم له الملف الذى حوى الدراسة. بطريقة باردة أخذه و وضعه بجواره، وبنظرة ثاقبة قال
3

حقيبة

يجر حقيبته من خلفه، يدخل المطعم يضعها بجواره، يخرج قلما وورقة ويدون ما يريد، يعطيعها إلى الطاهى ويعود إلى موضعه، شاب وافد ربما فى السابعة عشر أو الثامنة عشر، ملامحه هادئة ، فى حقيبته جل أحلامه وأغراضه ونواياه، ترك وطنه ودف العائلة وأنس الصحبة، واختار الغربة وأنس الكتب، وجاء متجها إلى مصر، إلى كعبة العلم إلى الأزهر الشريف، طالبا للعلم ، منفقا فيه الغالى والثمين؛ العمر والمال، غير عابئ بما سيلاقى، من غربة الوطن وغربة اللسان، فلسانه غير لسا أهل
2

سطوع شمس

الشمس ساطعة،و السماء صافية، والطيور محلقة ، الحركة عادية، صغار يلعبون فى السيارة المجاورة، فجأة ترج السيارة رجة قوية تهوى بها من أعلى الكوبرى، أدركت أنها النهاية لا محال، تعلقت عيناى بالسماء ورددت أن لا إله إلا الله محمد رسول الله. ظلام دامس،و دقات جهاز إن إن إن ، صوت دافئ لطالما اطمأننت لسماعه، إنه القرأن الكريم أحدهم يرتله فى خشوع تام ، لكن عينى لا أستطع فتحها، ويكأننى أحلم ولا أستطع الاستيقاظ، يُفتح الباب وصوت بجوارى يهمهم، عقبها شعرت
1

البدايات

ليت العمر كله بدايات، دائما البدايات جميلة ممتعة خفيفة ليست مثقلة بمسؤليات الحفاظ، رأيته ورأنى ثم كانت مشاعر إعجاب، ليست بشئ، إنما مشاعر بريئة ولدت لتو واللحظة، إحساس جميل عند رؤيته أسر به وحدى، ولاأدرى حاله، ليت الأمر يقف عند ذاك الحد ولا يتعدى، ليت العقل يكف عن تغذية القلب بالأوهام، اللهم لا ظلم، ليس العقل فالعقل دوما مستيقظا يريد إفاقتى كل حين ، إنما الهوى فهواى أن يهوانى، ظللت لفترة أحتفظ بها وكل يوم تزداد بالهوى زيادة، ليت الهوى
1

آلة صرف

إنها أيام عيد، كل آلات الصرف مزدحمة إن لم تكن فارغة من الأموال. هاهى آله صرف ؛ ليست فارغة، إنه صف من إمرتين وصف طويل من الرجال؛ لا بأس سريعا سأنتهى من سحب الأموال فطابور النساء شبه فارغا ، وقفت دقائق وجاء دور المر أة التى تسبقنى أحدهم غاضب يبغى أن يسبقها، ليس عدلا أيها الرجل، أليس رجل منكم وإمرأة منا هكذا هو العدل أيها الرجل فالتزمه. الرجل لا يقبل إلا هواه، إنها إمرأة لا بأس أرفع صوتى وأستغل قواى