من منا لم يحمل يوما هاتفه في ساعة كسولة، متسلقا بأصبعه سلم شاشة هاتفه الذكي باحثا عن اللاشئ وعن كل شئ ، من منا لم يقضي بضع أوعدة ساعات أمام منوعات مقاطع فيديوهات فيسبوكية أوانستغرامية تكاد لاتنتهي حتى يتنهي يومه أوتقتل زمن وجوده ذلك الحين؟ هنيهات تفقدية مسروقة، تتحولت بقدرة قادر إلى ساعات طويلة مديدة ، ومقاطع فيديوهات عشوائية و عبثية لا لون ولاطعم لها ، تنثر شرارة أضواءها من كل حدب وصوب عبر سلاسل فيديوهاتية تلد إحداها الأخرى كدمية
"ميمات" اليوم وأمثلة الأمس ...الوعي الجماعي يساير الخط الزمني
إن معرفتنا وفهمنا للعالم الخارجي غالبا ما تستمد من حواسنا وتجاربنا الإنسانية، لتكتمل صورة هذا الإدراك وهذا الفهم المعمق لسيرورة الواقع. غير أننا نجد أنفسنا أحيانا أو ربما غالبا أمام نوع آخر من الإدراك والإحساس بمسلمات حدسية لم تطئ بعد أقدامها الأرض ، ولم تعرف الحجج والبراهين لها طريقا، فتصنف في خانة الحدس ،هذا الحدس الذي يصنف على الأغلب كتجربة روحية غير مفهومة ،إلا أنه خلاصة معرفة مسبقة وتجارب ثقافية مبنية على التفكير الغريزي ليس إلا . فإدراكنا لهذا العالم
خدش في أصبع أسد ... المغرب الخدش الصغير و الهوية الثابتة
كثيرا ما نسمع عن قيم أساسية وفطرية داخل المجتمع ، كعشق وطن ما أوفخر الإنتماء إلى أرض ما . هذا العشق الذي تغنى به الشعراء وخط نصوصه الأدباء والذي يمثل الحجر الأساس لأي دولة أو أمة،او ربما لأي بقعة جغرافية تضم تجمعا إنسانيا يجمعه نفس المصير تحت تأثير نفس المناخ ،نفس العادات ورائحة التراب الواحدة ،وقد نجزم بأن الطيور لأعشاشها عاشقة و المواليد لمسقط رأسها محبة ، وان هذه هي الفطرة . رغم أن الأرض مكان واحد إلا أن التقسيمات
عقد اجتماعي جديد ... بين مطرقة حق الخصوصية وسندان الرفاه
العقد الإجتماعي الجديد في إحدى أقصوصات الأطفال للجيل القديم والتي عنونها ساردها "جربي يافاطمة"، ظهرت تجليات مشهد فلسفي مصغر يضعنا أمام جدلية الحرية المطلقة والفوضى والتي تقابل الحرية المقننة والإمتيازات الإجتماعية . لقد قيد التردد الدائم على المدرسة من حرية "فاطمة" إلى أن قررت التخلي عن إلتزامها هذا والإقتداء بحياة القطط الحرة مما أفقدها سيل الإمتيازات وسط أسرتها الصغيرة وسرعان ما هرعت لتعانق إلتزاماتها الإجتماعية مقابل ما توفره لها أسرتها من حقوق . إن مشهد "فاطمة" وهي تعود للإلتزام المجتمعي
الشيخ أم الشيخة... تراند المغاربة الرمضاني
هل هلال رمضان بموائد إفطاره الممتلئة الكريمة حد التخمة، فأعتلت التهاني المنصات الإجتماعية الواقعية و الافتراضية كما كل سنة،غير أن التراندات الرمضانية لا تكف عن التكاثر الموسمي ككل عام. وصيحة هذا العام اكتست طابعها التنافسي داخل حلبة صراع يتوسطها الشيخ و الشيخة فإنقسم مجتمع الفيسبوك إلى فريقين ، فريق يدعم الشيخ وفريق يدعم الشيخة،وجماهير تهتف وراء شاشتها تارة شيخا وتارة شيخة ، فكانت استراتيجية جمهور الشيخ الوعض والإقتباس من النصوص الدينية، أما جمهور الشيخة فقد كان الميمات والنكات سبيلهم .وهرج