بارك الله فيك أخي ضياء.. أظن أن التعود على التعاطي مع القراءة بشكل أكاديمي أو علمي بحت هو ما يخلّف هذا الانطباع. فإذا قرأ المرء عشرات الكتب على سبيل المتعة والترويح ووجد منه أربعة فقط أو ثلاثة أعجبته وحققت له تلك المتعة.. سيبحث عن مثلها في أوقات الملل أو الضجر وهكذا يتكون هذا الإدمان والبحث عن (المتعة) والله أعلم.. كالشاعر المتغزل بالنساء، للتمتع الذي يحصل له مع النساء لا لمجرد التغزل فحسب.
1
قيل لي مثل هذا قبل سنوات ووجدت صحيحا اليوم.. كل ما ذكر من الأسباب يبدو منطقيا، والأمر محزن فعلا لولا أن العزوف المتزايد عن الزواج من شأنه أن (يترك) العديد من الجواهر التي لم يبحث عنها أحد.. وربما أنسف ما قلته للتو بذكر قضاء الله وقدره فما هو لك لا يمكن أن يأخذه غيرك في عقيدتنا.. وإذن فحتى مسألة (التأخر) يعاد فيها النظر.. هل تأخرنا فعلا أم لم يكن في الإمكان أن نرتبط أصلا ؟ حسب عقيدتنا الإسلامية فإن ما
أنا مثلك لا أومن بالقراءة السريعة.. إما إقرأ وتأمل فيما تقرأ أو اترك الكتاب.. كنت فيما مضى أتحرج كثيرا من ترك كتاب بدأته ولم يعجبني، حتى أني كنت أركض تقريبا بعيني على بعض الكتب أو الكتيبات حتى ينضاف رقم جديد لعداد قراءاتي. ولكني الآن أوطن نفسي على ترك كتاب إن لم يعجبني بعد عشرات الصفحات.. المهم أن أقرأ أي كتاب قرأته.. لا أن (أمر ببصري) عليه.. أي متعة للقراءة وأي شيء إن كنا ننظر للكتاب كما ننظر لعناوين الأخبار ؟..
موضوع مهم، ذكرني ببعض كتابات عبدالوهاب المسيري رحمه الله عن (التحيز للغرب)، الذي لاحظه في مختلف المجالات، حتى تلك التي لا تخطر على بالك.. إنه اكتساح كامل. وله كتاب يسمى (العالم من منظور غربي) توسع فيه في هذا الباب.. بالنسبة لي، ما أنقذ وسينقذ العربية من الانقراض والقتل المتعمد هو القرآن الكريم، بل هو من جمعها أصلا بإذن الله.. وإلا ظلت لهجات صوتية متفرقة يتحارب الدول أيها يستحق لقب الفصحى. ولذلك لا عزة ولا توحيد للصفوف من دون هذا العامل