التقدم المذهل الذي يصيب عالمنا اليوم في شتى المجالات تدفعنا إلى التعلم بشكل أسرع حتى نصبح متميزين في مجالنا ومرغوبين من قبل الأفراد في العمل الحر وأيضاً من قبل الشركات.

هذا ما دفع الناس إلى تطبيق مختلف طرق التعلم لتسريع وتيرة تعلمهم ومنها القراءة السريعة.

"القراءة السريعة تمنحك قوة استثنائية تمكنك من تعلم ما تريده في فترة قصيرة من خلال تطبيق بعض التقنيات لتسريع قدرتك على القراءة، إذا كنت مهتماً اشترك في هذا الكورس"

هذا الكلام سمعته في إحدى الإعلانات التي ظهرت لي.

وفي كل يوم تزداد كمية الكورسات والكتب حيال فكرة "القراءة السريعة" مما أدى إلى ترسيخ هذه الفكرة في عقول البعض للأسف.

القراءة السريعة، في نظري، ستجعلك تنهش الكتب وستقرأ كمية كبيرة في وقت قصير أو على الأقل ستوهمك بذلك ولكن سرعان ما تدرك أنها كانت مجرد خداع للنفس عندما تنوي استرجاع المعلومات التي قرأتها فإنك لن تتذكر إلا الفتات وذلك لكون القراءة السريعة تتعامل مع الكلمات على أنها في سباق جري، كلما أنهيت أكثر أصبحت أفضل.

والواقع هو عكس ذلك فالكلمات إذا لم تفهمها وتستشعر بها فلا فائدة من ما تقرأ، فما الفائدة من قراءة ١٠٠ صفحة أو أكثر في فترة وجيزة ولكنها لا تضيف شيئاً لحياتي؟

الفكرة أن لا ننخدع بما يسوقه البعض عن القراءة السريعة لشراء كورساتهم.

إذا لم تفهم ما تقرأه فلا فائدة منه.

"لا تقيس التعلم بعدد الصفحات التي تقرأها، بل بمدى فهمك لما قرأته."

ما هو رأيكم؟ هل تؤمنون بوجود القراءة السريعة أم لا ولماذا؟

وفقكم الله.