أيا عَيْنَ مَنْ سافَرْتِ عنّي كأنّما خَرَجْتِ منَ التكوينِ والإِعْرابِ وكُنتِ مَدىً للرُّوحِ قبلَ ضياعِها فَما لِيَ لا أَهْوِي سوى لأحبابِ أأُقْسِمُ أنّي كنتُ أهوى لَمحَها فَما العَيْنُ إلا وَحْيُكِ السَكْبَابِ أيا نَفْحَةً من مُصحفِ الحُسنِ نَزَّلَتْ على جَفْنِكِ الآياتُ كالألقابِ سَقَطتُ سُجودًا عندَ حافّةِ نَظْرِكِ وما بينَ أهدابِكِ المِحرابِ يُقِيمُ دُعائي كلُّ جُرْحٍ ناطقٍ ويسجدُ دمعي عندَ كلّ غِيابِ أيا فتنةَ الآزالِ إنْ مرَّ طيفُكِ تَرَنَّحَتِ الأكوانُ في الألبابِ لَعينُكِ وَقْعُ السَّيفِ إنْ لاحَ بَرقُها وفيها تُقامُ قيامةُ الأحبابِ
أُحْجِيَّةُ الوَجْدِ والانتظار
تَوَهَّجَتِ الأحْشَاءُ في قَعْرِ الجَوَى وَتَلَظَّتِ الأضْلَاعُ في وَجْدِ اللَّظَى تَجَذَّرَ الحُزْنُ بِي كَالأُصُولِ العِتَاقِ وَتَفَتَّقَتْ في مُهْجَتِي نَكْهَةُ الشَّقَا تَرَنَّحَتِ الآمَالُ في ظِلِّ غُيُومِي وَتَرَقْرَقَتْ دَمْعَاتِي بِنَزْفِ المَسَا تَدَثَّرَتْ أَحْلَامِي بِلَحْنِ التَّجَافِي وَتَبَعْثَرَتْ خُطَايَ بِنَفْثِ العَنَا عَشِقْتُكِ حَتَّى انْمَحَتْ كُلُّ أَنْفَاسِي وَصِرْتُ حُطَامًا تَنَاثَرَ فِي الرِّيَاحِ أُدَاوِي الجِرَاحَ بِرُوحِي وَدَمْعِي وَأَمْضِي وَحِيدًا كَطَيْفِ السَّرَابِ تَعَثَّرَتْ سِنِينِي فِي قَيْدِ التَّوَقُّدِ وَتَجَمَّدَتْ بَيْنَ لَهِيبِ الرَّجَا وَكُلَّمَا سَافَرَتْ فِي رُؤَاكِ أَحْلامِي تَهَاوَتْ فِي بَحْرِ التَّنَائِي دُرَرُهَا تَسَاقَطَتِ الذِّكْرَيَاتُ كَنَجْمٍ أَفَلْ وَانْطَوَى الفَجْرُ
حبسة الكتابة وشبح الصفحة البيضاء: كيف تغلبت عليها؟
في الأسبوع الماضي، علقت في تلك الزاوية المظلمة التي يعرفها كل من يمارس الكتابة، ولم أكتب كلمة واحدة، رغم أنني حددت هدفي بوضوح وراجعت ما يكفي من المصادر لتغذية الأفكار. ومع نهاية اليوم، أدركت أن "التدفق" ببساطة لن يكون حليفي هذا اليوم، فاستسلمت مؤقتًا. لكن المساء حمل لي المفتاح خلال نص كنت أقرؤه، يقول: الحبسة هي نتيجة قرار خاطئ قمت باتخاذه. ومهمتي هي العودة للوراء، لرؤية ما إذا كنت قادرة على تحديد مفترق الطرق حيث مضيت نحو الاتجاه الخاطئ. هذا