هيا كيشي

10 نقاط السمعة
134 مشاهدات المحتوى
عضو منذ
5

مخلفات الحرب ..طفولة مكسورة

  لا أتذكر كل تفاصيل الطفولة. بعضها محاها الخوف، وبعضها الآخر دفنته الأيام تحت ركام البيوت. لكن ما لا أنساه أبدًا هو تلك الليلة… ليلة سقط فيها صاروخ قريب من بيتنا، فارتجفت الجدران، واهتز قلبي كأني كنت أنا الهدف. كنت طفلة حينها، بالكاد أبلغ من العمر ١٠ سنوات. ولكن تلك اللحظة جعلتني أكبر عشرين سنة دفعة واحدة. منذ ذلك الحين، لم تعد أصوات الانفجارات بعيدة. كانت تأتي كل ليلة، أحيانًا من الواقع، وأحيانًا من أحلامي. الحرب لا تتركك حين تنتهي.
2

آت لا محالة الجزء الثاني

سبع سنوات في حنجرة الريح وصلت العائلة إلى قرية نائية شبه مهجورة، ترابها ناشف كأنه لم تطأه قدم من قبل. وجوه يعلوها الشك، وابنية رمادية كئيبة، والناس لا يرحبون، ولا يبتسمون، صفتهم الأساسية هي العنصرية. تلك القرية كانت أشبه بثقب رمادي في قلب الخريطة، منسي بلا ملامح. وبدأت تلك السنوات السبع، واحدة تلو الأخرى، كأن القدر أرادها امتحانًا بلا معلم. كل عام بيت جديد، بيت من صفيح، ثم بيت من غرفة واحدة، ثم بيت لا سقف له إلا السماء. كانت
3

آت لا محالة

كانت في الحادية عشرة من عمرها عندما بدأت الحرب ليان طفلة تحب التفاصيل ورق الشجر الذي تغير لونه صوت الأحذية على الرصيف المبلل و رائحة الخبز التي تأتي من الفرن في اخر الشارع كانت تسكن في حي شعبي بسيط حيث البيوت متقاربة و اصوات الضحكات التي تنتقل بين الشرفات كأنها رسائل من زمن بسيط في تلك الفترة كانت الحياة تتكرر بطريقة محببة المدرسة صباحا الغداء العائلي و قصص الاب في المساء و في الزاوية الشرقية من الحارة يقع بيتهم البسيط