Fatma Nasar

أنا فاطمة نصَّار، متخصص مناهج ومدقق لغوي، لي خبرة تتجاوز 10سنوات في إعداد المناهج، وكتابة المحتوى التعليمي الإبداعي. أكتب؛ لأن الكلمة تُعلّم، وأناقش؛ لأن الحوار يُنضج الفكرة.

92 نقاط السمعة
2 ألف مشاهدات المحتوى
عضو منذ
10

لماذا ننشغل بتصوير اللحظة أكثر من عيشها؟

 حضرتُ حفلة لإحدى صديقاتي من الطفولة، وكانت جميلة بكل تفاصيلها… لكن ما لفت نظري أن الجميع كان منشغلًا بتصوير اللحظة أكثر من عيشها. واحدة تعدّل الزاوية، وأخرى تكرر الضحكة لأن الفيديو الأول طلع مهتز، وأنا هناك، أراقب وأفكر: هل ما زلنا نعيش حقًا؟ أم صارت حياتنا مجموعة لقطات جاهزة للنشر؟ أتذكّر أيام كنا نعيش اللحظة دون أن نفكر في كيف نبدو على الكاميرا… كانت العفوية أجمل من أي فلتر. وكنا نستمتع بتكوين ذكريات كفيلة أن تسعدنا إن استرجعناها بأى وقت.
7

لماذا يخشى البعض الشعور بالفرح؟

في مجتمعنا كثيرًا ما نسمع عبارة "خير اللهم اجعله خير". عبارة قصيرة لكنها تكشف عن خوف عميق خوفنا من الفرح نفسه. هناك من يتوقف عن الاستمتاع باللحظة السعيدة قبل أن تبدأ . ومن يضحك بنصف قلب لأن نصفه الآخر مشغول بالترقب والقلق. الخوف من أن تحمل اللحظة السعيدة ألمًا لاحقًا. والحقيقة أن هذا الخوف لم يأتِ من فراغ. لقد تعلمنا أن نربط الفرح بالذنب، وأن نحمي أنفسنا بالاحتياط دائمًا، بدلا من أن نعيش اللحظة كما هي صافية وخالية من الحسابات.
7

لماذا نُهمل مشاعر الطلاب في مدارسنا؟

من واقع عملي كمعلمة بمدرسة أري أننا في مدارسنا نُعلّم الأطفال كيف يقرأون الحروف، لكن نادرًا ما نُعلّمهم كيف يقرأون مشاعرهم. نُلقّنهم قواعد اللغة ونُهمل قواعد القلب. نكافئ من يرفع يده للإجابة، ونتجاهل من يرفع صوته باكيًا لأنه لا يعرف كيف يُعبّر عما يؤلمه. يبدو أن التعليم عندنا يركّز على العقل الأكاديمي أكثر من النضج العاطفي. كم من طالب يُوصَف بالكسل أو الإهمال، بينما مشكلته الحقيقية نفسية أو أسرية؟ وأنا أرى ان الذكاء العاطفي ليس ترفًا تربويًا، بل حاجة أساسية
4

المجاملة ضرورية لحفظ العلاقات ولا نوع من النفاق الاجتماعي؟

منذ فترة حضرت مناسبة كبيرة والذي لفت انتباهي ليست الأجواء ولا الملابس ولا الموسيقى لكن الذي لفت انتباهي هو أن سيدة من الحاضرين تجمعت حولها الكثير من السيدات وكنَّ يجاملونها بكلمات جميلة ورقيقة مثل ( ما شاء الله عليكِ)، (اتغيرتِ للأحسن جدا)، (دايما حضورِك مميز) والكثير من هذه الكلمات الرقيقة. وكانت السيدة مبتسمة وسعيدة، واضح عليها إنها تصدق كل كلمة تُقال لها. ولكن الذي جعلني أتعجب من هذا الموقف أنني سمعت نفس السيدات قبل المناسبة وهن يتحدثن عنها بكلام عكس