يعني أن تكون الرواية مرنة، وصالحة لكل زمان ومكان، نظرا لطابعها الانساني. فعلا ذلك من أهم عوامل خلود الرواية
0
لست متيقّنا بحتمية صراعنا مع الحياة كما قلت، أحيانا قد نخلق نحن صراعا وهميا، كأن نقسو على أنفسنا من أجل تحقيق أهداف بعيدة المنال منا، وقد تعترضنا بعض العوامل التي لم نفكر فيها جيدا، فيتحول ذلك إلى صراع مع الحياة... وكما جاء في منشورك، فنحن دائما بين الحضور والغياب، لذلك وجب علينا أن تعلم كيف نعيش ضمنهما معا، حتى تركن أنفسنا إلى الراحة..
لم أقرأ هذه الرواية، لكن هذا النوع يثيرني دائما، ويجذب قراءاتي دون تفاوض! الواقعية السحرية، وهي من الملاجئ السردية المتطورة، والتي أرادت أن تجد توافقا في ذلك الصراع الذي كان ولا يزال حول هوية الرواية عموما، هل يجب للرواية أن تميل إلى الواقعية أم إلى التخييل حاولت الواقعية السحرية - وهي منتجات رواية ما بعد الحداثة- فضَّ هذا الصراع من خلال الجمع بين الاتجاهين معا، أي من خلال التأكيد على الواقعية المكثفة بالتخييل، فنجد الحدث يبدو واقعيا، لكنه متشبع بنوع
أخي حمزة، الرواية هي تخييل لإثارة فكرة معينة، وذلك الطابع التخييلي له وظيفتين، الأولى تتعلق بالكاتب، حيث يُخفي الطبع التخييلي وراءه المعنى المنطقي أو الحقيقي الذي يريد قوله الكاتب، أما الوظيفة الثانية فتتعلق بالمتلقي، حيث يدعونا النص نحن كقراء إلى محاولة الوصول إلى ذلك المعنى.. إذا رفضنا التأويلات المختلفة للنصوص، فنحن ننتهك حقوقنا كقراء! أليس النص يحفظ وجوده عبر القارئ؟ قد نختلف في تأويل رواية، لكن لا يمكن أن نُقصي أيَّ تأويل.
قرأت الرواية منذ زمن، هي تشبه رواية "الحمار الذهبي" للوكيوس أبوليوس، ذلك النص النادر والراقي بالمقارنة بالفترة التي ظهرت فيها... أما عن كافكا... كافكا والتحول هو كافكا والتمرد، كل رواياته متمردة، سواء فنيا، أو موضوعاتيا. المشكل أن تمرده الذي دائما ما كان يعلنه، سواء على أبيه أو على السلطة أو على المجتمع عادة قد حوّله إلى تحقير الذات، وما تحوله إلى حشرة إلا دلالة على ذلك. هذا تأويلي للرواية بعد قراءتها
صحيح دليلة، عادة وبطريقة لا شعورية نقوم بفتح جسر بين ذواتنا والروايات التي نقرأها، فنحن نقرأ ونُقَــــوِّم أنفسنا باستمرار، وأحيانا أخرى نفتح حوارا داخليا بين ما يأتي في الروايات وما هو مكنون فينا، وفي تلك اللحظة التي يتطابق فيها شعور الكاتب وأفكاره مع شعورنا وأفكارنا، ترانا نتعلق بذلك النص وبشخوصه، وربما نتخيل أنفسنا داخل ذلك النص باستمرار...
من خلال تقديمك لهذه الرواية يبدو أن الكاتبة قد شكلت صورة لفتاة واعية ومثقفة، لذلك سأحاول أن أقدم تأويلا حول العلاقة بين التمرد الذي تعلنه هذه الفتاة من جهة والمعنى الذي يخفيه العنوان.. مسنة في عقدها العشرين يعني أن الفتاة تتحلى بعقل كبير ووعي عميق، وقناعة فكرية نشأت من ذاتها، لذلك فهي تعلن نوعا من التمرد على المجتمع وأفكاره، لذلك فليس من السهل إرضاء هذا النوع والتعايش معه.. أظن هذا ما يخشى منه الرجال
بالنسبة للتفكير بالتكشيك، فقد يعتقد البعض بأنها سلوكٌ مرضيٌ، يعني لا بد أن نتحلى بكثير من القناعة الفكرية حتى يمكننا إخضاع أفكارنا للنقد الموضوعي، وحتى لا نرى في ذلك عجزا عقليا، أما عن حماية أفكارنا من الفساد، فيجب أن نبحث أولا عن طريقة لتحويل الأفكار الفاسدة إلى أفكار نافعة، إذا كان ذلك في بعض الحالات غير ممكن، أعيد وأكرر لا ينبغي أن يعني ذلك عجزا عقليا فينا، ولو بوجود أفكار فاسدة، فالفكر فيه ما فيه وعليه ما عليه
لديّ بعض القراءات في هذا النوع من الكتابة، ولعل المشاعر الصادقة التي نلفيها في هذا النوع، مردُها أساسا إلى تحول السجن من حالة واقعية إلى حالة مجازية، يكتب من خلالها الكاتب بعمق، وكلما زادت حالة الانحصار والانقباض في النفس، بالنسبة للكاتب زادت حدّة مقاومته ولو بشكل أدبي. أما إذا أردنا الخروج من السياق الأدبي، والنظر لهذه القضية من وجهة نظر واقعية، فأنا أضيف على الجبن والهلع والخوف الذين ذكرتهم، محاولة الطغاة إظهار قوتهم وتبيان تحكمهم في الأوضاع بأيّة طريقة.
ولقد ذكرتني في الشاعر: أبي نواس، ففي أحد الأيام كاين يسير في الشارع.. فسمع أحد المعلِّمين يسأل تلاميذه: لماذا قال أبونواس "اسقني خمراً وقل لِيَ هي الخمر"؟ فحاول التلاميذ الإجابة.. لكنّ إجاباتهم لَم تقنع المعلِّم.. فأجاب بنفسه قائلاً: حين تأتيك الخمرة فأنت تراها وتشمّها وتلمسها وتذوقها.. فهذه أربع حواس.. لازالت الحاسّة الخامسة.. حاسّة السمع.. لذلك قال أبو نواس: وقل لِيَ هي الخمرُ.. لأنه أراد أن يستمتع بالخمر بحواسّه الخمس.. ففتح أبو نواس الباب وقال للمعلِّم.. والله لقد أحسنتَ التعليل.. وإن
المتنبي دون شكٍ قامةٌ أدبية وشامةٌ إبداعية لا خلاف عليها، المتنبي شاعر المتناقضات، الذي كان يمدحُ بهجاءٍ، ويتعففُ بشِعرِ تكسبٍ، وذلك من منابت الجمالية الشعرية لديه، إذ لا يمكنك تروم مقاصده ولو بطول تأملٍ، وذلك ما يحصل لي الآن وأنا أعيد قراءة هذا البيت الشعري أكثر من مرة، لم أفهم حقا ماذا يقصد بتضاحك الدهر!؟
صراع دائم بين العقد الطبيعية العقد الاجتماعي.. لكن لا أعتقد أن الأمر يتعلق بطرح عقد اجتماعي جديد، ولا بتوطين بنود جديدة، بقدر، وإنما ما تهم سيرورة التطبيق والتجسيد واقعيا العقد الاجتماعي موجود قبل جون جاك روسو وبعده ولا يزال، لكنه لا يثمر عدلا ما دام يُسقى بالاستغلال، ولا يحقق غاية عامة، ولا ينجز حقا مُكرسا، ما دام لم يسلك مجرى التحقيق، أقصد مجرى التجسيد. أحييك على هذا الطرح أماني، وما أحوجنا اليوم لمثل هذه الأفكار!