شكرًا لك عزيزي محمد.. أسعدتني جدًا إشادتكم الكريمة.. لم أكتب هذا التحليل أو التدوينة إلا تحت تأثير حاد من هذا الفيلم وقت مشاهدته، لذلك فما ورد في النص لا يعدو مشاعر انتابتني ودونتها، لم أحتكم فيها للمنطق بقدر ما احتكمت لمشاهد الفيلم ومجرياته، لكن نقدكم الكريم فتح لي مزيد من مساحات النقاش والتأمل.. ولكن لو واجهني مجهول لا أعرف نواياه سوف تكون المواجهة وإفتراض الأسوأ هو من أول الخيارات المطروحة للتعامل مع هذا المجهول، وخصوصاً لو كان هذا الفعل المجهول
0
تشبيهاتك جيدة ولها وقعها في إيصال مرادك.. لكنني في الأخير لم أبتعد عن فكرتك، فقط اخترت التوسط طريقًا للتفكير في أولوياتنا.. واخترت كذلك ألا نفعل ذلك قبل أن نقف على عتبة نأمن بها من مستقبل الأيام، حينها وحينها فقط أدعوك لتأخير المال في الحكم على الأشياء وتقديم معاني أخرى تحتاج نفسك وحياتك أن تتلمسها وتهنأ بظلها الوارف..
أتفهم فكرتك جيدًا وفاء، ومقدر أشد التقدير لما تقصدين إليه من معنى، فنحن لا نمتلك الرفاهية للتفكير في غير المال كأولوية قصوى نظرًا لما نمر به من أوضاع اقتصادية مهترئة، إلا أن ما قصدت إليه هو أن نجعل للتراحمية والمعنى في حياتنا مكانا، وأن نلتمس ذلك في كل وقت نستطيعه، دون أن يؤثر ذلك بحال على مسيرتنا في تأمين قوت يومنا، والذي بدون تأمينه سنكون في مهب ريح عاتية لا تُبقى ولا تذر.
لنكن متفقين أن للموهبة دورها الحاسم في إبراز كاتب عن آخر، وما يقطعه الموهوب للارتقاء بمستواه في شوط؛ يقطعه غيره في أشواط، التراكمية وحدها لا تكفي في صنع كاتب مبدع، لكنها تكفي على كل حال لصناعة كاتب وظيفي محدودة قدراته بحدود ما يمارس من مهام.. بعد هذه التفرقة يمكننا أن نتحدث عن الإلهام وإرغام النفس على الالتزام، ولكل نوع من الكتّاب طريقه الأجدى، ولكل شخصية خصوصيتها ونمطها الذي تتلاقى معه.. هنا لا حسم ولا أحكام نهائية، فما يستطيعه البعض، يعجز
ربما أمكن مرواغة النفس مرة أو ثلاثة أو أربعة بمثل هذه طريقة، لكن في مرة ما سوف تعتاد مثل هذه المرواغات، وستكون من المقدرة بمكان بحيث تفشلها وتأتي عليها، رأيي أنه لا طرق ثابتة صارمة يمكنها أن تهدينا انتظاماً أكيداً في سير أعمالنا، الأهم دائماً هو أن نجدد من مرواغاتنا ونطور من طرائقنا في معالجة وقتنا، فهذا هو الطريق الموثوق للوصول إلى ما نتمناه تجاه أعمالنا.