على خشبة مسرح الحياة نقف، ليؤدي كل منا دوره، يتخذ كل منا مكانا محددا، يرتدي زيا محددا، و يحفظ حوارا محددا أيضا، ببساطة قد رسمت خطوط حياتنا بتفاصيلنا و شخصياتنا و أحلامنا حتى قبل أن نصعد للخشبة، و ما علينا كمؤديين في هذه المسرحية إلا اتباعها، ليتشبث كل منا بدوره، ليختبئ كل منا داخل صندوقه، ذلك الصندوق الذي أنشأ قبل نشأتنا، و إياك ثم إياك أن تحاول الارتجال، أو التفكير خارج الصندوق، أن تشعر أو تحلم خارج الصندوق، فذلك خطأ
نخب المأساة
موسيقى كلاسيكية مجنونة تعزف في الخلفية، عيون تنتقل من اليمين الى اليسار كساعة البندول، قهقهات تتكسر وسط القاعة، حبات رمان متناثرة، نبيذ يسيل من الزجاجة الى الكأس ليتوقف أخيرا عند شفاه الحاضرين، يتجرعون الباذق و ينتشونه، حتى تتساءل هل هم من استهلكوه أم هو من استهلكهم؟ في ثمول تام يتفق الجميع على خلع الحقيقة و ارتداء أقنعة الخداع و الكذب، نفاق يترأس الدعوة، و مكر يبتسم ببراءة، ترى هل عساه غير زيه أيضا؟ ... ليبقى النقاء منحصرا على أواني الفضة
متاهة
في ليلة حالكة كالحة، غاب عنها القمر و توارى، فتسربلت بالظلام و ما ازدادت إلا سوادا، على أفول القمر حدادا... و بينما الناس نيام، ههه هل للحياة أم منها يرتاحون؟ ... من يعلم... تركد تمازيغت بين الأزقة و هي حافية القدمين، و الرعب يكسوها. وسط تلك الدروب الجامدة، لا يسمع إلا صوت أنفاسها المتسارعة و خطواتها المضطربة .... تجري و هي تلتفت للوراء بذعر، كغزال آمن أن الأسد سيفترسه لا محالة، فدفعه خوفه من عدم النجاة إلى عدم النجاة. "