انتشر مؤخراً إعلان غريب ومثير للجدل أطلقته شركة ناشئة في مجال الذكاء الاصطناعي تُدعى 2Wai، حيث تحدث مؤسسها عن تطبيق جديد يسمح بإنشاء نسخة افتراضية من شخص متوفّى اعتماداً على صوره ومعلومات عن شخصيته. الفكرة تقوم على أن يظل المستخدم قادر على التواصل مع نسخة تحاكي الشخص بعد وفاته، وكأن العلاقة لا تنقطع، بل تستمر عبر نموذج مدعوم بالذكاء الاصطناعي.

الخبر أثار ردود فعل واسعة، ليس فقط بسبب غرابة الفكرة، بل لأنها تلامس منطقة حساسة جداً تتعلق بالحزن والفقد والعاطفة. كثيرون اعتبروا المشروع سوداوي ومقلق، لأنه يحول الذكريات والعلاقات الإنسانية إلى منتج للبيع والشراء، ويضيف خطوة جديدة في طريق يصبح فيه الذكاء الاصطناعي بديلاً للعلاقات والمشاعر الحقيقية.

هذه النوعية من التطبيقات توضح إلى أي مدى أصبحت التكنولوجيا قادرة على الدخول في أعمق مساحات الإنسان، وتفتح الباب لتساؤلات كثيرة حول الحدود التي بدأ الذكاء الاصطناعي يتجاوزها، وكيف يمكن أن يعيد تشكيل مفهوم الفقد والعاطفة وحتى الذاكرة نفسها.