مخترع الهاشتاج، واليوم يُحدث الذكاء الاصطناعي (Ai) ضجة كبيرة. والسؤال هنا، هل يمكن أن تكون الخطوة القادمة في تطور الإنترنت من نصيب العرب؟.
كريس ميسينا
ببساطة لا لأننا متخلفين عن الدرب كثيرا بمئات السنين، ناهيك أن حتى الدول العربية المنتعشة اقتصاديا تستعين بالأجانب لتتمكن من المواكبة، بدلا من تخصيص ميزانية للبحث والابتكار
صحيح، حتى أولئك العرب القادرين على الإبداع والابتكار، وهم ليسوا قلة أبدًا، فإنهم لن يجدوا في الغالب مكانًا في الوطن العربي يرعى مواهبهم الفريدة ويدعمها، لأن غالب الدول العربية بالفعل لا تدعم الباحثين والمبتكرين، وتبخس حقوقهم، ففي الغالب سيجدوا دولًا أجنبية مستعدة لاستقبالهم ورعاية أفكارهم.
البارحة بالصدفة شاهدت مقطع لباحث اكاديمي كان يعمل بأحد الجامعات العربية وسافر للخارج كمنحة دراسية، وكان يقارن بين ميزانية الباحث هنا وهناك وبين خطوات التعقيد التي تمارس هنا من أجل إجراء بسيط مثل تحليل عينة بجهاز معين وتأخذ شهور وتحتاج لموافقات وتصعيدات من رئيس القسم لرئيس الجامعة، وبين أن هذا بالخارج يحدث بخطوة واحدة وبنفس الوقت وبدون موافقات أو تصعيدات، هذا الفيديو يختصر واقعنا العلمي بدقائق للأسف
واقع مخزي للأسف، كثير من الدول الأجنبية تضع ضمن ميزانيتها المخصصة للبحث العلمي، ميزانية أخرى مخصصة لاستقطاب الكفاءات من الدول الفقيرة خاصة دول قارة أفريقيا، وتوظف تلك الميزانيات في صورة منح، وتسهيلات للباحثين القادمين إليها سواء في البحث العلمي أو حتى المعيشة، وفوق ذلك أنها قد تسهل لذوي الكفاءات منهم الإقامة فيها إذا ما أثبت جدارته. من الواقع الساخر أيضًا أن شاهدت مرة طفلة مصرية مخترعة عمرها حوالي 15 عامًا ونالت براءة اختراعها، وكل ما فعلته الدولة معها أعطتها مكافأة ألف جنية!!! ولم يسأل عن تلك النابغة أحد بعد ذلك، وغيرها المئات.
على صعيد آخر، هناك تخبط واضح في المحتوى العربي على الإنترنت كتابة وقراءة وما صاحبه من تقنيات، مثل تقليد مواقع الويكي، ومثل مواقع المراسلة مع مجهول، وغيرها من التقاليع العجيبة تشعر معها أن المرء لا يعرف ماذا يفعل بنفسه ووقته!.
أراقب الإمارات والسعودية، في هاتين الدولتين هناك فرصة كبيرة في الأمر، ميزانيات عالية جداً تُرصد في استقطاب الأمور التكنولوجية، قد ينفر البعض من هذه العملية ويقول لماذا لا يقوموا بافتتاح مراكز أبحاث، على أنهم لا ينتبهوا لتمويل وجودة التعليم عندهم، مع الوقت سوف يبدأ الاستثمار التدريجي في هذه القطاعات، هناك أشخاص لم يؤمنوا أن دول الخليج العربي قد تتحرر يوماً من اعتماديتها النفطية ولكن اليوم مثلاً بالسعودية الإقتصاد عندهم لم يعد يعوّل كثيراً على هذه العائدات وبالمثل سيكون هناك نقلات نوعية علمية، قم بزيارة متحف المستقبل في الإمارات مثلاً للتعرف على مستوى الوعي المُستقطب حالياً للشعب وبالتالي أخذ خيال الناس إلى إمكانية تحقيق هذه الأمور وزيادة في المستقبل بات وشيكاً.
التعليقات