كنت أفكر في إنشاء شركة ناشئة لتطوير تطبيق محفظة ذكية للعملاء للتعامل بأمان مع العملات المشفرة. الشركة تهتم بحماية بيانات العملاء بشكل كبير وتعتمد على التعلم الآلي لضمان الأمان.

بدأت التفكير بجدية في طرق الحماية بسبب تزايد الهجمات السيبرانية في وقتنا وتطورها المستمر. قررت أنه لا بد من اتخاذ إجراءات قوية لحماية بيانات العملاء وضمان سلامة التطبيق. بعد بحث طويل، اتخذت القرار بالاعتماد على التعلم الآلي كجزء أساسي من مشروعي ليصبح على شكل برمجية مستقلة.

البرمجيات المستقلة هي تلك التي تستطيع أن تعمل بشكل ذاتي دون تدخل من البشر، مثل السيارات الذكية أو الروبوتات أو الطائرات بدون طيار. هذه البرمجيات تتعرض لخطر كبير من الهجمات السيبرانية التي تهدف إلى سرقة بياناتها أو تغيير سلوكها أو إتلافها. لذلك، يجب على هذه البرمجيات أن تحمي نفسها من هذه الهجمات باستخدام أساليب وتقنيات متطورة.

باستخدام التعلم الآلي، يمكن للبرمجية المستقلة أن تحسن من قدرتها على الكشف والتصدي والاستجابة للهجمات السيبرانية. فهي تستطيع أن تتعرف على أنواع وأساليب وأهداف هذه الهجمات، وتطور استراتيجيات وآليات لمنعها أو مواجهتها أو تقليل آثارها، وتتبادل المعلومات والخبرات مع برمجيات أخرى لزيادة مستوى الأمن.

يمكن استخدام عدة تقنيات لتحقيق هذه الحماية. تتضمن هذه التقنيات استخدام الشبكات المضادة (adversarial networks) التي تُستخدم لإنشاء بيانات مزيفة أو مشوهة لخداع المهاجمين، وكذا التشفير المتغير (variable encryption) الذي يقوم بتغيير طريقة التشفير بشكل منتظم لزيادة الأمان، وايضا التحصين الذاتي (self-hardening) الذي يسمح للبرمجية بتحسين نفسها تلقائيا وتعزيز أمانها عند اكتشاف أي ثغرة أو خطأ.

في رأيي، استخدام هكذا تقنيات هو خطوة مهمة وضرورية في عصرنا الحالي. فهذا يساهم في تحقيق مزيد من الكفاءة والفعالية والابتكار لهذه البرمجيات، ويحافظ على سلامة وخصوصية وأخلاقية المستخدمين. لكن هذا لا يعني أن نترك البرمجيات المستقلة تعمل بشكل كامل دون رقابة أو توجيه من قبل البشر، فهذا قد يؤدي إلى مخاطر أخرى أيضا. لذا في رأيك هل تعتقد أنه في يوم ما سيخرج هذا النظام عن السيطرة ويقوم بإنشاء فيروسات من تلقاء نفسه؟ و هل يمكن تطوير نماذج تعلم الآلة لاستدلال التهديدات المحتملة استنادًا إلى أنماط الهجمات السابقة؟