أغلبنا إن لم يكن كلنا، أجرينا صور طبية مختلفة، وانتظرنا ليفحصها الأطباء ليخبرونا ما بها، أو يطلبون نوعا أكثر تخصصا ودقة لتشخيص أوضح، بجانب الأخطاء التي تحدث بالتشخيص نتيجة عدم وضوح الصور أو قلة خبرة الطبيب.

لكن الآن يمكن للذكاء الصناعي (AI) والرؤية الحاسوبية (CV) أن يجعلان تحليل الصور الطبية أكثر دقة وسرعة و لكن كيف يتم كل هذا؟ الصور الطبية هي صور تظهر جزءًا من جسم الإنسان، مثل الأشعة السينية، الموجات فوق الصوتية، التصوير بالطبقات المقطعية (CT)، التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI)، التصوير بالإشعاع (PET)، وغيرها. هذه الصور تستخدم لتشخيص ومتابعة حالات مختلفة، مثل الأورام، التهابات، كسور، خلل خلقي، وغيرها. تحليل الصور الطبية يتطلب خبرة عالية من قبل أطباء مختصين، مثل أطباء الأشعة والأطباء النوويين، الذين يقومون بفحص الصور وتفسيرها وإعداد تقارير عنها. هذه العملية قد تستغرق وقتا طويلا وتكون مكلفة ومعرضة للخطأ البشري. لتحسين هذه العملية، يمكن استخدام الذكاء الصناعي والرؤية الحاسوبية لمساعدة الأطباء في تحليل الصور الطبية بشكل أسرع وأدق.

حيث نستخدم التعلم الآلي (ML) والتعلم العميق (DL) لتدريب نماذج الذكاء الصناعي على التعرف على أنماط وميزات محددة في الصور، مثل حجم وشكل وموقع الأورام، وتصنيفها إلى أنواع مختلفة، مثل حميدة أو خبيثة. تستخدم هذه التقنيات خوارزميات متقدمة ايضا، مثل شبكات الطي العصبونية (CNN) وشبكات الذاكرة طويلة المدى (LSTM) وشبكات المولدات التنافسية (GAN)، لتعلم تمثيلات مجردة للبيانات المرئية وإجراء عمليات تحليل وتوليد عليها.

أما الرؤية بالحاسوب (CV) تستخدم لتحسين جودة ووضوح الصور، وإزالة التشوهات والضوضاء منها، وزيادة تباينها. تستخدم هذه التقنيات خوارزميات مختلفة، مثل التحويلات المجالية (FFT) والفلاتر المكانية (Spatial Filters) والتحويلات المورفولوجية.

أرى أنه يمكن للذكاء الصناعي تقديم تقارير دقيقة وسريعة، مما يساهم في تسريع عمليات التشخيص واتخاذ القرارات العلاجية بشكل أكثر فعالية. و هذا يعني تحسين جودة الرعاية الصحية وزيادة فرص النجاة والشفاء للمرضى، ولكن دائما هناك احتمالية للخطأ، فهل تعتقد أن خطأ من الذكاء الاصطناعي سيكون له نفس عواقب الخطأ من الطبيب؟ وهل تعتقد أن المجال الطبي لم يستفد بالقدر الكافي من التطور التكنولوجي الحادث؟