أتابع هذه الفترة أخبار التكنولوجيا الحديثة في مجال الزراعة ومن ضمن التقنيات الحديثة تقنية تسمى "التحدث إلى النباتات" حيث يتم توصيل النبات بكمية كبيرة من المجسات لقياس نسبة كل عامل مؤثر في زراعته، فهناك مجس لقياس نسبة المياة في التربة وأخر لقياس درجة الحرارة والرطوبة والرياح إلخ من جميع ما يوجد في بيئة النبات، ومن ثم يتم التواصل مع النبتة عن طريق تحليل هذه البيانات ومعها نتائج الزراعة وفهم ما يريد النبات قوله ولا يستطيع، والذي قد يكون أنه ينقصه الماء مثلاً أو درجة الحرارة لا تناسبه وخلافه. 

بعض الناس يرون أن هذه الطريقة هي مستقبل الزراعة بينما يرى الآخرون أنها تساهم في جعل كل المنتجات آلية مما سيضرها، فلماذا هذا الاختلافات؟

من ناحية الفريق الأول يرى أن التكنولوجيا هي سمة العصر وبالتالي عليها أن تتواجد في كل المجالات مثل الزراعة.

أما الفريق الثاني فيرى ان التواجد يجب أن يكون له حدود، والزراعة علم كأي علم لها مختصوها، والفلاح أدرى بزراعته فإن كان له رأي مختلف عن رأي الآلة فلمن سنحتكم؟ 

كما يرون أن التدخل التكنولوجي المبالغ فيه سوف يؤدي في النهاية بضرر مشابه لضرر الكيماويات، حيث تكون الإنتاجية في مقابل الطعم.

وكذلك يرى هذا الفريق أن الجودة الطبيعية تتفوق دائمًا على الجودة الصناعية وأن هدف إدخال التكنولوجيا في الزراعة هو الحصول على كمية أكبر للبشرية لكنها لا تركز على جودة هذه الكمية ومدى مناسبتها لنا بل وقد تراها أيضًا تنتج بعض الأكلات الممسوخة غير الجيدة طعمًا. 

بينما يرى الفريق الأول أنه لولا الهندسة الجينية لما حصلنا على مختلف المزروعات من الأساس، فبعض النباتات الآن هي نباتات مصنعة ولم توجد من قبلها منها الموز الذي نأكله الآن.

لا شك أن التوتر بين الفريقين كبير لكنه سيؤدي في النهاية إلى النتيجة الأفضل للبشرية وهذا المهم، والتكنولوجيا لها دور كبير في حياتنا لكن في مكان حساس كالزراعة علينا توخي الحذر، فما رأيكم إذن في حجة الفريقين وماذا تعتقدون عن فكرة التواصل مع النباتات بشكل عام؟