إذا سألت أى شخص عن لون الشمس، فسيجيبك بدون تردد أن لونها أصفر، وربما سخر من سؤالك البديهى، ولكن هل تعلم أن إجابته خاطئة؟ فما هو لون الشمس الحقيقي؟ ولماذا نراها باللون الأصفر؟

اللون الأصلي لضوء الشمس هو اللون الأبيض، أما سبب رؤيتنا للشمس بلون أصفر نهارًا يميل للحمرة فى وقت الغروب أو الشروق؛ هو أن أشعة الشمس تمر عبر طبقات الغلاف الجوي حتى تصل إلينا، وخلال رحلة ضوء الشمس عبر تلك الطبقات، يتم تشتت بعض الأطوال الموجية القصيرة للونين الأزرق والبنفسجي، مما يجعل لون الشمس الذى يظهر لنا يميل إلى اللون الأصفر.ومع اقتراب الشمس من خط الأفق عند الشروق أو الغروب؛ تزداد نسبة تشتت اللونين الأزرق والبنفسجي، مما يجعل لون الشمس يميل للحمرة لتبدو بلون برتقالي.غروب الشمسويمكننا الاستدلال على ذلك برؤية صور الشمس التي تم التقاطها في الفضاء الخارجي، بعيدًا عن تأثير الغلاف الجوي، لنجد أن لون ضوء الشمس في الصور الملتقطة فوق محطة الفضاء الدولية هو اللون الأبيض.بالإضافة أيضًا إلى أن اللون الأبيض لضوء الشمس، يحمل جميع ألوان الطيف، أو ما نسميه قوس قزح، والذي يظهر بعد هطول المطر.كما تظهر ألوان الطيف أيضًا عند استخدام منشور زجاجي، وتمرير ضوء الشمس خلاله، وهي التجربة التى درسها معظمنا في حصص العلوم في المرحلة الابتدائية، ولو لم يكن لون ضوء الشمس أبيض؛ لما استطعنا رؤية ألوان الطيف عبر المنشور الزجاجي، ولما استطعنا رؤية الألوان حولنا بشكل صحيح أثناء النهار.في المراصد الفلكية يستخدمون بعض المرشحات التي تمكنهم من إلغاء تأثير الغلاف الجوي على لون ضوء الشمس، لنراه باللون الأبيض، ويمكن مثلاً الاطلاع على الصورة التالية التي تظهر فيها الشمس بلون أبيض على مدار العام، وهي صورة للسماء فوق أحد المعابد التاريخية بمدينة دلفي اليونانية، والتي تم تجميعها من صور كان يتم التقاطها أسبوعيًّا في الفترة ما بين 12 من يناير وحتى 21 ديسمبر عام 2002، وتظهر اختلاف موضع الشمس على مدار العام، والصورة من تصوير “أنثونى آيوماميتيس” لصالح موقع perseus.gr .ومع ذلك فإن الضوء المرئي ليس الإشعاع الوحيد المنبعث من الشمس، فهناك أيضا إشعاعات أخرى، كما أن لون ضوء الشمس الأبيض يعطينا مؤشرًا عن درجة حرارة شمسنا، والتي يبلغ متوسطها حوالي 5800 كلفن.فى حين أن النجوم الباردة مثل نجم “منكب الجوزاء” “Betelgeuse” الذي تبلغ درجة حرارته حوالي 3500 كلفن، يكون لونها أكثر احمرارًا.أما النجوم الحارة مثل نجم “رجل الجوزاء” “Rigel” الذي تبلغ درجة حرارته حوالي 10 آلاف كلفن، فيميل لونها للزرقة.

المصدر