تقديس عبدة المثناة للبخاري ومسلم :

 منذ القدم ونحن نرى هجوما حادا على كل من شكك في كلمة بكتب البخاري ومسلم ، ومن انتقد حديثا فكأنما قامت قيامته عند البخاريون ، فالبخاري مقدس (إله) عندهم . وصراحة لم أعد استغرب من هذه الهجمات فقد شاهدت شيوخا يقولون بأن البخاري معصوم وهناك آية توضح عصمته ، وهذا شيء لم نسمعه إلا من المطبلين ، فالعصمة أصلا تكون للرسل فقط وفي مقام الرسالة حصرا ، أما خارج هذا المقام فهم يجتهدون فيصيبون ويخطؤون والأمثلة كثيرة في التنزيل الحكيم .

 بعد هذه الفضيحة خرج الصف الثاني من الشيوخ المطبلين وأرادوا ترقيع كلام المخطئين من الصف الأول الذين قالوا أن البخاري معصوم ، فكان دفاعهم عن البخاري أشد غباء وجهالة عن سابقه ، فقالوا أن شخص البخاري ليس معصوم لكن العمل هو المعصوم ، أي أن النتيجة والكتاب الذي وصل له البخاري هو المعصوم من الخطأ ونعوذ بالله عز وجل من هذا القول الخبيث .

إذا كان كتاب البخاري معصوما وليس البخاري نفسه ، فالنتيجة تدل على أن البخاري معصوم لأن عصمة العمل ليست مطلقة إلا بعصمة عامله أو الذي قام بتجميع هذا الكتاب .

أن تقول أن كتاب البخاري هو أصح كتاب بعد كتاب الله عز وجل وأن كتاب البخاري ليس فيه أي خطأ فأنت تجعله شريكا لله عز وجل ، مع الأسف هناك العديد من الناس تتجرأ وتقول هذا الكلام الخبيث والشافعي يقول : أبى الله عز وجل أن يتم إلا كتابه فلا كتاب تمام صحيح غير منقوص وغير مختلف إلا ما كان من هذا الكتاب العزيز . لكنني لا أفهم ما معنى أن كتاب البخاري أصح كتاب بعد كتاب الله عز وجل ؟ ولماذا يتجرؤون ويقارنون كتابا من العزيز الجبار مع كتاب بشري ؟ هل بهذا القول يقارنون الله عز وجل بالبخاري ؟ أم ماذا ؟.

 لا أستطيع أن أفهم ونحن في القرن 21 وما زال الشيوخ وأتباعهم يقولون أنه كتاب صحيح عاري من الخطأ ، فهم بكلامهم هذا يخالفون قول الله عز وجل في سورة النساء الآية 82 ، والجاثية الآية 6 :

*  أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ ۚ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا .

  • تِلْكَ آيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ ۖ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللَّهِ وَآيَاتِهِ يُؤْمِنُونَ .

 أسامة فاخوري .

باحث ومفكر إسلامي .