معضلة الشر

السلام عليكم مجتمع حسوب،

في هذا الموضوع سوف احاول اظهار بعض الحجج التي تقدم للدفاع عن افعال الله وتوضيح عدم صحتها.

انواع الشر

الشر الأخلاقي: الشر الناتج عن أفعال البشر

الشعر الطبيعي: الأمراض، الزلازل، غيرها


حجة الإرادة الحرة

الإرادة الحرة تسبب وجود الشر الاخلاقي

الارادة الحرة ضرورية

بالتالي وجود الشر الاخلاقي ضروري

حرية الإرادة هي المقدرة على اتخاذ قرار ما بذاتك. فعندما تسأل طفل هل تريد ايسكريم شوكولاتة أو فانيليا، يجاوب الطفل انا اريد شوكولاتة. كذلك عند وجود الشر والخير في الكون يصبح في امكان الفرد الذي يمتلك حرية الإرادة اختيار إحداهما اذا أراد.

ولكن السؤال المهم هنا هو لماذا خلق الله الشر في الأساس الذي بوجوده يستطيع الفرد اختياره. في عالم لا وجود للشر فيه سيظل المرء ممتلكا لحرية الإرادة، ولكن أفعاله كالضرب مثلا لن تكون مؤلمة.

وجود الشر مع إمكانية الفرد في اختياره هو ما يسبب الشر الأخلاقي.

بالتالي حرية الإرادة وحدها لا تسبب الشر مما ينفي المعطى الأول من الحجة.

يجب على من يستخدم هذه الحجة أن يبين لماذا حرية الإرادة ضرورية.

من صفات الله كلية العدل وبالتالي هو لا يمتلك حرية الإرادة لأنه غير قادر على اختيار الظلم.

فلماذا خَلق مخلوقات تمتلك حرية الإرادة كان ضروريا ؟

وكيف لكائن كلي العدل أن يخلق اشخاص قادرة على الظلم ؟


الشر الطبيعي ليس إلا قواعد فيزيائية وجيولوجية ضرورية

اذا لم تحدث الزلازل ستدمر الارض

بقاء الارض مهم

بالتالي الزلازل ضرورية

يجادل البعض في هذه الحجة أن وجود الزلازل على سبيل المثال ضروريا للحفاظ على الأرض. ولكن الاشكال هنا أن هذه القوانين الجيولوجية الله هو من وضعها. الله كلي القدرة قادر على أن يخلق أرض لا تحتاج لزلازل للحفاظ عليها.

الله كلي العلم عالم قبل خلقه لكل شئ أن هذه القوانين الفيزيائية ستسبب المعاناة للناس. فكيف لخالق كلي الخير أو الرحمة أن يخلق متعمدا ارض تسبب المعاناة لمخلوقاته.


شرور الدنيا بعدها خير عظيم وهو الجنة

يجادل البعض في أن وجود خير عظيم يبرر وجود الشر بسيط. فعلى سبيل مثال المثال جنة ابدية فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على بال بشر يبرر بعض الآلام البسيطة في الحياة الدنيا. تماما كلاعب الكرة الذي يشقى ويتعب من أجل الفوز في المباراة.

اذا افترضنا أن الدين من الله، كيف من الممكن أن تثق في الاه خلق المخلوقات لتعيش تأكل في بعضها حية. كيف من الممكن أن تسميه ارحم الراحمين.

الله قادر على أن يخلق مخلوقات تأكل الحجر لتعيش ... فلماذا خلقها تأكل في بعضها البعض ؟

وجود جنة ابدية لا تبرر أفعاله، وخلقه الشر سبب كافي لعدم الثقة في كلامة، وصفاته ككلية الرحمة والخير متناقضة مع الواقع. فالله الذي خلق الأمراض اكثر قساوة من الطبيب الذي يعالجها. بالتالي لا يمكن الحكم عليه بأنه ارحم الراحمين.


في الموضوع القادم سوف أناقش بعض النقاط الاخرى حول معضلة الشر:

٤) ما هو غاية الخلق ؟ هل هو الاختبار ؟ ولماذا الابتلاء ؟ (وَنَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً ۖ وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ)

٥) الشر في الحياة الثانية كما في الأديان الإبراهيمية. وهل العقاب متناسب مع الفعل ؟

«إنَّ أهونَ أهلِ النارِ عذابًا رجلٌ مُنتعِلٌ بنعلَين من نارٍ، يغْلي منهما دماغُه ... »

٦) حجة "لحكمة لا يعلمها الا الله"

(قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ ، قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ)

وبعد كل هذا، اترككم مع موسيقى صوفية ممتلئة بالسلام والحب.


كل ما أعرفه أنى لا أعرف شيئا، فإذا كنت تدعي المعرفة فاقنعني بها.