عدم اعتقاد الناس أن الإله رحيم لا يجعله ذلك غير موجود أو غير رحيم .
لا ينبغي قياس الرحمة بالمنظور البشري القصير ، قد تأتي الرحمة من حيث لا نعلم ، و نحن كبشر لا نعلم أين الرحمة مقارنة بالإله المطلق الرحمة و القدرة و العلم.
طرح مسألة الخير و الشر و الرحمة سيقودنا لدائرة مفرغة لا تقدم و لا تؤخر بمسألة وجود الإله ، سأوضح لماذا..
بدايةً ، عندما يريد أحدهم الوصول إلى نتيجة عدم وجود إله عن طريق الرحمة فهو يفترض أن الإله مطلق العلم و القدرة و الرحمة ، و هذا ما يتفق عليه الجميع ، بعدها ، ينتقل إلى وصف معاناة البشر ، هذا يتعارض مع هذه الصفات كيف ذلك؟ ، سأقول له : أنك لست مطلق العلم و الرحمة و القدرة لتعلم أين الخير و الشر ، وحده الإله هو من يعلم أين الخير و الشر ، و طالما أنك تفترض هذه الصفات في الإله ، فأنت تعترف أنه أعلم منك ، و أنه بالتأكيد علم مسبقًا بإنكارك للشر و لكنه استمر في خلقه كما هو الآن ، لذا عندما استمر في خلقه فهو يعلم أن ما يفعله لا يندرج تحت الشر ، قد تعتبره أنت كذلك لكن اعتباره كإله ينسف اعتبارك كبشر ، لذلك قلت لك من البداية أن محاولة إثبات أو نفي وجود إله عن طريق الشر و الخير و الرحمة ستقودنا لحلقة مفرغة ، لا أنت و لا أنا نستطيع إثبات شيء من هذا الباب.
لا أعلم أحسنت التعبير عن ما يجول في عقلي أم خانتني اللغة ، أتمنى أن يتوضح قصدي.
التعليقات