لماذا يجعل الله الإيمان به صعباً هكذا؟


التعليق السابق

هل تقيس هذا المثال على معاملة الله لعباده؟ حجرة محكمة الإغلاق؟ صوت يكلمك ويهددك بالموت؟ هذا أحد سيناريوهات أفلام الرعب أخي، كما أن الفاعل هنا استخدم مغالطة التوسل بالخوف، وهذا ما تفعله الأديان عمومًا، فهل تقبل هذا على إلهك مطلق الرحمة؟ أنا لو كنت في ذلك الموقف سأبادر طبعًا بالإجابة عن الأسئلة كارهًا وبأقصى سرعة، ولكن سأتأكد من أن الذي فعل بي هذا ليس رحيمًا ولا يستحق مني أن أطيعه ولا حتى أحترمه، فهل يليق هذا بإلهك العظيم؟

مغالطة التوسل بالخوف:

عدم اعتقاد الناس أن الإله رحيم لا يجعله ذلك غير موجود أو غير رحيم .

لا ينبغي قياس الرحمة بالمنظور البشري القصير ، قد تأتي الرحمة من حيث لا نعلم ، و نحن كبشر لا نعلم أين الرحمة مقارنة بالإله المطلق الرحمة و القدرة و العلم.

طرح مسألة الخير و الشر و الرحمة سيقودنا لدائرة مفرغة لا تقدم و لا تؤخر بمسألة وجود الإله ، سأوضح لماذا..

بدايةً ، عندما يريد أحدهم الوصول إلى نتيجة عدم وجود إله عن طريق الرحمة فهو يفترض أن الإله مطلق العلم و القدرة و الرحمة ، و هذا ما يتفق عليه الجميع ، بعدها ، ينتقل إلى وصف معاناة البشر ، هذا يتعارض مع هذه الصفات كيف ذلك؟ ، سأقول له : أنك لست مطلق العلم و الرحمة و القدرة لتعلم أين الخير و الشر ، وحده الإله هو من يعلم أين الخير و الشر ، و طالما أنك تفترض هذه الصفات في الإله ، فأنت تعترف أنه أعلم منك ، و أنه بالتأكيد علم مسبقًا بإنكارك للشر و لكنه استمر في خلقه كما هو الآن ، لذا عندما استمر في خلقه فهو يعلم أن ما يفعله لا يندرج تحت الشر ، قد تعتبره أنت كذلك لكن اعتباره كإله ينسف اعتبارك كبشر ، لذلك قلت لك من البداية أن محاولة إثبات أو نفي وجود إله عن طريق الشر و الخير و الرحمة ستقودنا لحلقة مفرغة ، لا أنت و لا أنا نستطيع إثبات شيء من هذا الباب.

لا أعلم أحسنت التعبير عن ما يجول في عقلي أم خانتني اللغة ، أتمنى أن يتوضح قصدي.

نعم فهمت قصدك بأن مفهوم الرحمة قد يكون عند الله شيء وعندنا شيء آخر، وأن إمكانياتنا محدودة بعكس إمكانيات الإله، فما نراه شرًا قد يكون خيرًا عند الله. وعمومًا النقاش في هذا الأمر سيقودنا لحلقة مفرغة كما تفضلت.

لا أريد الدخول لهذا النقاش لكن قد تكون محقاً

من أجمل الحلقات بصراحة، وتحتاج للكثير من التركيز، وتنطبق على الكثير من تعاملاتنا في الحياة، وقد لا نشعر أحيانًا بأننا مستغِلين أو مستغَلين.

أعتقد أن هذه مغالطة العصا، إذا لم تفعل كذا سيحصل كذا و كذا لأن القوة بيدي.

..لا أعرف اذا كان المنطق يجيب بالطريقة الصحيحة أو العلم أو حتى العاطفة، فكل هذه الأشياء لا تسقط على الخالق، خالق المكان و الزمان و كل شيء.

نعم وليتها كانت عصا لكنت أستطيع تحملها، ولكنها جهنم وإلى الأبد. أقرب توضيح لعقلي لفكرة الخالق هو أنه أزلي، خارج الزمان والمكان وكل شيء، ولا يمكننا إدراكه أو إسقاط قوانين الكون عليه لأنه خالقها ولا يخضع لها.

عزيزي المغالط عندما تريد أن تحكم عن الله أنه شرير فأنت بحاجة لإله نموذجي لتعرف ماذا ينبغي أن يفعل وماذا لا ينبغي وهذا غير موجود طبعا .... بتعبير آخر عندما تريد قياس شيء أنت محتاج لمرجع مثل المسطرة لقياس أطوال الأشياء فما مرجعك يا ترى لتحكم عن أقوال وأفعال الله ?? هل مرجعك هو هواك فقط ?!!!!!

مرجعي هو عقلي، فأنا لدي مفهوم واضح عن العدل والرحمة، وأستطيع الحكم على الأمور من خلال الواقع الذي أعيشه وأشاهده، وهذا الواقع لا يثبت لي أبدًا وجود إله مطلق العدل والرحمة، إلا إن كان للعدل والرحمة معنىً آخر عند الله غير المعنى الذي نعرفه، كما أن الواقع لا يثبت أيضًا أي تدخل إلهي من الأساس. أعطيك مثال للتوضيح، تخيل أنني أب أدّعي أنني رحيمًا حنونًا بأبنائي، ومع ذلك أنت تراني أضربهم ليل نهار بسبب وبدون سبب، فكيف لك أن تصدقني؟

لكن عقلي يقول أن إله الكون مطلق العدل والرحمة لماذا لا يكون رأيي صحيح ورأيك خطأ

بالنسبة للمثال الذي ذكرت قد يكون ضرب الأبناء رحمة بهم لمنعهم من فعل ما يضرهم

ربما تكون أنت على حق في النهاية، من يعلم؟ ليتني أصل لنصف القناعة التي عندك...

نعم إلهي مطلق الرحمة لأنني ملكه فله الحق أن يتصرف بي كيفما يشاء حتى ولو خلقني ووضعني مباشرة في النار دون أي اختبار فهذا عين العدل والرحمة

هذا ليس رحيمًا ولا يستحق مني أن أطيعه ولا حتى أحترمه

هذا الكلام يكون صحيح لو سلمت لك أننا لم يخلقنا الله أو أننا لسنا ملكه لكن في عقيدتي كل شيء خلقه الله وهو ملكه ومن حقه أن يتصرف في ممتلكاته كيفما يشاء فليس معقول أن نحكم عن شيء أنه خطا فقط لأنه لا يعجبك ?


دين ودنيا

مجتمع متخصص في الشعائر ومدى تاثر المجتمعات بالقواعد الدينية المختلفة حسب نوعية الشعوب والأعراق

2.83 ألف متابع