الشرك ببساطة هو أن تعبد مع الله معبود آخر، وهو دليل على أن الإسلام هو دين شمولي لا يسمح للديانات الأخرى أن تنطوي تحت جناحه ولا يقبل احتوائها كما أحتوت المسيحية اليهودية، وحبذا لو شرح أحدهم الفرق بين الشرك والكفر لأنني لا أدري أيهما ينطبق على الموضوع ولكن الكفر تعريف لا يحتاج لشرح.
والسؤال هنا هل أنه من الشرك أو الكفر أن تعبد الله باسم غير الاسم الموجود له في العربية؟ رغم أن هذا الاسم يعطي نفس المعنى العربي؟ فهل من الكفر أن عبد المصريون القدماء آمون ورع والذان بترجمة معناهما تجد أن أولهما الخفي والثاني الظاهر ظهورًا مطلقًا (وهو الظاهر والباطن)، وهل من الخطأ أن يعبدوا عشتار مع العلم أن عبادتهم لها كانت من منطلق عبادة صفاتها، فنحن فعلًا نعبد الله بصفاته فندعوه بالرحمن والغفور عند ارتكاب الذنب وندعوه بالعديد من الأسماء، ويمكننا حتى ألا نستخدم واحد من أسماء الله الحسنى طوال فترة حياتنا!!
ما المنطلق الذي نطلق منه أن عبادة هذا الاله "بعل مثلًا" كفر وشرك وأنه لا يجوز أن تدعوه لأنك هكذا تشرك بالله؟ هل اختلاف الاسم كافٍ لأن يكون شركًا؟ يمكنني تفهم أديان كثيرة لا يجب أن ندعو الهها لأن الهها لا يطابق المعايير الالهية في الاسلام ولكن ماذا عن الالهة الغيبية التي تطابق هذه المعايير؟ أليس اختلاف الاسماء في النهاية مجرد اختلاف لغات؟ وبالتالي يمكن استخدام كلمات مختلفة للدلالة على المعنى نفسه؟ وما المشكلة في رسم والرمز للاله بصور شمس أو قمر؟ ألا نرمز للإله بكلمة "الله" أو "الرحمن" عندما نسجلها في كتبنا؟ وألا يتعقد الموضوع أكثر عند المصريين القدماء الذين كانت لغتهم صورية؟ وما المشكلة في أن تتحول هذه الصورة من ثنائية الأبعاد الى ثلاثية الأبعاد؟ ولكنها في النهاية تظل ترمز للإله ولا تتحول لمعبود بنفسها؟ وهو فعلًا ما كان يحصل في معظم الديانات فهم لم يكونوا يعبدون صنمًا بل يرموزن به الى معبودهم والذي بعد إحدى أوجه "صفات الإله، أم ماذا؟
التعليقات