عندما يأتيك الفرج اثبت قبل أن تطير من الفرحة والسعادة، وتفكر فى تلبية كل ماكنت تتمناه، ويكون شغلك الأشغال هو كيفية المحافظة على المال واستثمارية، وأن تمتع نفسك التى حُرمت من أشياء كثيرة! وبالطبع تمتع أسرتك المسكينة.
وهنا توقف لحظة، وتذكر الله عز وجل فهو الذي كرمك، هو الذي رزقك، هو الذي أخرجك من كربك، فلا تنساه وتبعد عنه.
أعرف إنك ستقول مستحيل أبعد عنه، كلنا نقول ذلك، ولكن بدون أن نقصد ننشغل بالدنيا، وتأخذنا بعيداً.
لهذا علينا أن نذكر أنفسنا حتى لا نسقط فى فخ الشيطان، فهو يتربص بنا وينتظر منا أى غلطة ولو صغيرة، أى مدخل يدخل منه.
لهذا علينا أن نحصن أنفسنا من الضياع، لأن البعد عن الله ضياع، وإليك أهم الأسس التى نحصن بها أنفسنا كالآتى:
1/حافظ على صلاتك التى كنت تصليها وقت كربك، ولا أقصد النوافل ولكن الفروض، أما النوافل فصلى قدر أستطاعتك.
2/ لا تترك الدعاء الذي كنت تدعوه لله عز وجل، ولا تلغى مناجاتك له، وفكر فالمناجاه هى حديثك لله فجعله يستمر وقت فرحك، فوقت كربك تستغيث ووقت فرحك تحمد وتسبح.
3/اقرأ القرآن فرحاً كما كنت تقرؤه وقت حزنك.
4/استغفر الله كثيراً، وصل على سيدنا محمد(صلى الله عليه وسلم) ولا تنسى أن تحمده على نعمه، وبالطبع لا تنسى التسابيح عموماً.
كن مع الله دائماً، ياالله تقال وقت الشدة ووقت الفرح، وتذكر سورة النصر
(إِذَا جَآءَ نَصۡرُ ٱللَّهِ وَٱلۡفَتۡحُ (1) وَرَأَيۡتَ ٱلنَّاسَ يَدۡخُلُونَ فِي دِينِ ٱللَّهِ أَفۡوَاجٗا (2) فَسَبِّحۡ بِحَمۡدِ رَبِّكَ وَٱسۡتَغۡفِرۡهُۚ إِنَّهُۥ كَانَ تَوَّابَۢا (3))
صدق الله العظيم
فتدبر الآية رقم(3) أمر الله جاء بأن نحمد ونستغفر، وهذا الكلام نزل على النبى(صلى الله عليه وسلم) فما بالك بنا نحن الذى نعصى ونقع فى كثير من الذنوب.
فاذكروكم وأذكر نفسي بأن نتمسك بالقرب من الله، وأن لا نضع فرصة لأى شىء يبعدنا عنه، لا فرحة غامرة، ولا حزن شديد، ولا ظروف معيشية وضيق وقت، ولا أى انشغالات دنيوية.
وأعلم أننا لا يجوز أن نبتعد عن الله سبحانه وتعالى، لا أقول لك بسبب النار والجنة فقط لا، لأننا ببساطة نحن الذين نحتاج له فى هذه الدنيا، نحتاج له فى كل أحوالنا.
نحتاج لله عز وجل وقت الشدة ليزيل عنا همومنا، ونحتاجه فى حل الظروف الحياتية الصعبة والمعقدة، كما نحتاج له وقت الراحة والطمأنينة حتى يحافظ لنا عليها ويدوم علينا النعيم.
بقلم: منة الله بنت محمد
تستطيع أن تقرأ مقالى (أسرار للقرب من الله)