نسب النبي.هو محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن نزار بن معد بن عدنان.
قد تزوج والد النبي عبد الله من آمنة بنت وهب، ووُلد النبي ـ عليه الصلاه والسلام يوم الاثنين الثاني عشر من شهر ربيع الاول من عام الفيل. لقد توفى والده وهو حملٌ في بطن أمه على الصحيح من أقوال العلماء فولد الرسول يتيما قال ـ تعالى (أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآوَى)
كفالته.
رضع محمد عليه الصلاه والسلام من حليمة السعدية بعد أن قدمت الى قريش تلتمس اي من الرضعاء وكان لها ابناً رضيعاً لا تجد ما يسدّ جوعه ذلك بعد ان رفضت نساء بن سعد ارضاء النبي عليه السلام بسبب فقده لوالده ظنًا منهنّ ان لا تعود عليهنّ رضاعته بالخير والاجر،وبسبب ذلك نالت حليمه السعديه بركة في حياتها وخيراً عظيماً لم ترى مثله قط ونشأ محمد عليه السلام بخلاف غيره من الشباب من حيث القوه والشدة وعادت به الى امه بعد ان بلغ العامين من عمره واستاذنتها ببقاء محمد عندها خوفا عليه من الامراض في مكه وعاد معها بالفعل وفي احد الايام اتاه رجلان شق بطنه واستخرجا علقة سوداء منه فكانت حادثه شق الصدر، وكان ذلك الامر الفاصل في عودته الى امه.
توفيت والده النبي عليه السلام آمنه بنت وهب وهو ابن ست سنوات وكانت عائده بين منطقه الابواء وهي منطقه واقعه بين مكه والمدينه اذا كانت في زياره لاخواله من بني عدي من بني النجار فانتقل بعدها للعيش في كفاله جده عبد المطلب حيث كان يعتني اعتناءً شديداً ظاناً فيه الخير والشأن العظيم،ثم توفى جده النبي وهو في الثامنه من عمره،وانتقل بعدها للعيش في كفاله عمه ابي طالب،وكان ياخذه معه في رحلاته التجاريه، وفي احدى الرحلات اخبره احدى الراهبان بان محمدا سيكون ذو شان عظيم.
عمله براعي الاغنام عمل الرسول صلى الله عليه وسلم في راعي اغنام اهل مكه وفي ذلك يقول عليه السلام (ما بعث الله نبيا الا روح الغنم فقال اصحابه وانت فقال نعم كنت ارعاه على قيراط جزء من الدينار والدرهم لاهل مكه )وبذلك كان النبي عليه السلام قدوه في كسب الرزق عمله بالتجاره كانت خديجه بنت خويلد رضي الله عنها ذات مال كثير ونسب رفيع وكانت تعمل في التجاره وحين بلغها أن محمداً رجلٌ صادقٌ في قوله امين في عمله كريمّ في أخلاقه استأمنته على الخروج تاجراً بأمولها مع غلامٍ لها يدعى ميسرة مقابل الأجر، فخرج عليه الصلاه والسلام تاجراً الى بلاد الشام، وجلس في الطريق تحت ظل شجرة قريبةً من راهبٍ، فأخبر الراهب ميسرة أن من نزل تحت تلك الشجره لم يكن الا نبياً، واخبر ميسرة خديجه بقول الراهب مما كان سبباً في طلبها الزواج من الرسول، فخطبها له عمه حمزه وتزوجا.
مشاركته في بناء الكعبه، عقدت قريش العزم على تجديد بناء الكعبه لحمايتها من الهدم بسبب السيول،واشترطوا بنائها من الاموال الطيبه التي لم يدخلها اي نوع من الربا او الظلم،وتجرأ الوليد بن المغبرة علي الهدم،ثم شرعوا ببناء شيئا فشيئا الى ان وصلوا الى موضوع الحجر الاسود اذا وقع الخلاف بينهم في من سيضعه في موضعه،وتراضوا علي قبول حكم أول داخل عليهم وكان الرسول صلى الله عليه وسلم وأشار عليهم بأن يضع الحجر الاسود علي ثوبٍ تحمله كل قبيلهٍ من طرفٍ ليضعه في مكانه،وقبلوا بحكمه دون خلافٍ،وبذلك كان رأي الرسول عليه الصلاه والسلام عاملاً في عدم تنازع قبائل قريش وعدم خلافها فيها بينها.
بدايه الوحي كان الرسول عليه الصلاه والسلام يخلو بنفسه في غار حراء في شهر رمضان تاركاً كل من حوله ومبتعداً عن كل باطل محاولاً التقرب من كل صواب قدر ما ااستطاع متفكرا في خلق الله وابداعه في الكون وكانت رؤياها واضحه لابأس بها وبينما هو في الغار جاءه ملك قائلاً(اقرأ)فرد الرسول قائلاً ما أنا (ما أنا بقارئ) وتكررّالطلب ثلاث مراتٍ، وقال الملك في المره الاخيره (اقرأ باسم ربك الذي خلق) فعادهد الى خديجه وهو في حاله فزعٍ شديدٍ مما حصل معه،فطمأنته.وفي ذاك روت ام المؤمنين عائشه رضي الله عنهبما جاء في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة.[٢٦]
البيت النبوي
كان الرسول -عليه الصلاة والسلام- مثالاً يُحتذى به في أخلاقه النبيلة والكريمة وتعاملاته السامية مع زوجاته وأبنائه وأصحابه، وبذلك استطاع -عليه الصلاة والسلام- غرس المبادئ والقيم في النفوس، وقد سنّ الله في الكون التزاوج بين الذكر والأنثى، وجعل العلاقة بينهما قائمةً على المودة والرحمة والسكينة، قال -تعالى-: (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ).[٢٧]
وطبّق الرسول المعاني الواردة في الآية السابقة، وأوصى أصحابه بالنساء وحثّ غيره على رعاية حقوقهنّ ومعاماتهن معاملةً حسنةً، فكان -عليه الصلاة والسلام- يواسي زوجاته ويخفّف من أحزانهنّ ويقدّر مشاعرهنّ ولا يستهزئ منهنّ ويمدحهنّ ويُثني عليهنّ، كما كان يساعدهنّ في أعمال المنزل، ويأكل معهنّ من إناءٍ واحدٍ، ويخرج معهنّ للتنزه لزيادة أواصر المحبة والمودة،[٢٨] وكان النبي قد تزوّج من إحدى عشر زوجةً، وهنّ:[٢٩][٣٠]
خديجة بنت خويلد: وهي أول زوجةٍ للنبي ولم يجمع معها غيرها من الزوجات، وأنجب منها كلّ أبنائه وبناته إلّا ابنه إبراهيم الذي وُلد من مارية القبطية التي كانت ملك يمينٍ عند الرسول -عليه السلام-، وكان القاسم أول مولودٍ للرسول وكُنيّ به، ثمّ رُزق بزينب فأمّ كلثوم ففاطمة وأخيراً بعبد الله الذي لُقّب بالطيب الطاهر.[٣١]
سودة بنت زمعة: وهي ثاني زوجاته، ومَن وهبت يومها لعائشة حبّاً بالنبي -عليه الصلاة والسلام-، وتمنّت عائشة أن تكون مثلها وعلى هديها، وتوفيت سودة في زمن عمر بن الخطاب.
عائشة بنت أبي بكر الصديق: كانت أحبّ أزواج النبي إلى قلبه بعد خديجة، وكان الصحابة يعدّونها مرجعاً؛ حيث كانت من أفقه الناس في علوم الشريعة، ومن أفضالها أنّ الوحي نزل على رسول الله وهو في حِجْرها.
حفصة بنت عمر بن الخطاب: تزوّجها رسول الله في السنة الثالثة للهجرة، وقد احتفظت بالمصحف حين جُمع.
زينب بنت خزيمة: لقّبت بأمّ المساكين؛ لشدّة حرصها على إطعامهم وقضاء حوائجهم.
أم سلمة هند بنت أبي أمية: تزوّجها رسول الله بعد وفاة زوجها أبي سلمة، وقد دعا لها وأخبر أنّها من أهل الجنة.
زينب بنت جحش: تزوجها الرسول بأمرٍ من الله، وهي أوّل زوجةٍ كانت وفاتها بعد وفاة رسول الله.
جويرية بنت الحارث: تزوّجها رسول الله بعد وقوعها أسيرةً في غزوة بني المصطلق، وكان اسمها بُرّة فسمّاها الرسول جويرية، وتوفيت في السنة الخمسين للهجرة.
صفية بنت حيي بن أخطب: تزوّجها رسول الله بمهر عتقها بعد غزوة خيبر.
أم حبيبة رملة بنت أبي سفيان: هي الزوجة الأقرب لرسول الله نسباً بجدّهما عبد مناف.
ميمونة بنت الحارث: وهي آخر زوجات النبي -عليه السلام-.
صفات النبي
صفاته الخَلقية
اجتمعت برسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- مجموعةً من الصفات الخَلقية، يُذكر منها:[٣٢]
مربوعاً؛ أي ليس بالطويل ولا بالقصير.
الصحل في الصوت؛ أي الخشونة.
أزهر اللون؛ أي أبيض فيه حُمرةٌ.
وسيمٌ قسيمٌ؛ أي حسنٌ جميلٌ.
أزج الحاجب؛ أي رقيقاً في طوله.
أكحل العينين.
صفاته الخُلقية
بعث الله -تعالى- رسوله -عليه الصلاة والسلام- ليبين للنّاس مكارم الأخلاق ويؤكّد الصالح منها ويُصلح ما فسد، وقد كان أعظم الناس أخلاقاً وأكملهم، ومن صفاته الخُلقية التي تحلّى بها:[٣٣]
صدقه في أعماله وأقواله ونيّاته مع المسلمين وغيرهم، ودليل ذلك تلقيبه بالصادق الأمين، فعدم الصدق من صفات النفاق.
سماحته وعفوه عن الناس وصفحه عنهم بقدر الاستطاعة، ومن القصص الواردة في ذلك عفوه عن رجلٍ أراد قتله وهو نائمٌ، قال -عليه الصلاة والسلام-: (إنَّ هذا اخْتَرَطَ عَلَيَّ سَيْفِي، وأَنَا نَائِمٌ، فَاسْتَيْقَظْتُ وهو في يَدِهِ صَلْتًا، فَقالَ: مَن يَمْنَعُكَ مِنِّي؟ فَقُلتُ: اللَّهُ، -ثَلَاثًا- ولَمْ يُعَاقِبْهُ وجَلَسَ).[٣٤]
كرمه وجوده وعطاؤه، فعن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-: (كانَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أجْوَدَ النَّاسِ بالخَيْرِ، وكانَ أجْوَدُ ما يَكونُ في رَمَضَانَ حِينَ يَلْقَاهُ جِبْرِيلُ، وكانَ جِبْرِيلُ عليه السَّلَامُ يَلْقَاهُ كُلَّ لَيْلَةٍ في رَمَضَانَ، حتَّى يَنْسَلِخَ، يَعْرِضُ عليه النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ القُرْآنَ، فَإِذَا لَقِيَهُ جِبْرِيلُ عليه السَّلَامُ، كانَ أجْوَدَ بالخَيْرِ مِنَ الرِّيحِ المُرْسَلَةِ).[٣٥]
تواضعه وعدم تعاليه وتكبّره على الناس أو الانتقاص من قيمتهم، ذلك كما أمره الله -سبحانه-، فالتواضع من الأسباب التي ملك القلوب وتأليفها، وكان يجلس بين الصحابة دون أن يميّز نفسه بأي شيءٍ، ولا يترفّع على أي أحدٍ منهم، إذ كان يخرج في الجنائز، ويزور المرضى، ويجيب الدعوة.
حفظه للسانه وعدم نطقه بالسيء والقبيح من الأقوال، رُوي عن أنس بن مالك -رضي الله عنه-: (لَمْ يَكُنْ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فَاحِشًا، ولَا لَعَّانًا، ولَا سَبَّابًا، كانَ يقولُ عِنْدَ المَعْتَبَةِ: ما له تَرِبَ جَبِينُهُ).[٣٦]
احترامه للكبير وعطفه على الصغير، فكان -عليه الصلاة والسلام- يقبّل الأطفال ويحنو عليهم.
حياؤه من ارتكاب الشرور من الأعمال، وبذلك لا يقع العبد بأي عملٍ لا تُحمد عواقبه.
وفاة النبي
توفّي النبي -عليه الصلاة والسلام- يوم الاثنين، الثاني عشر من شهر ربيع الأول من السنة الحادية عشر للهجرة النبوية،[٣٧] ذلك بعد مرضه واشتداده عليه، وطلب من زوجاته أن يمرّض ببيت أم المؤمنين عائشة، وكانت عادة رسول الله في مرضه أن يدعو الله -تعالى- ويُرقي نفسه، وكانت عائشة تفعل ذلك له أيضاً، وفي مرضه أشار بقدوم ابنته فاطمة الزهراء، وتحدّث إليها مرتين سرّاً فبكت في الأولى وضحكت في الثانية، فسألتها عائشة -رضي الله عنها- عن ذلك، فأجابتها بأنّه أخبرها في الأولى بأنّ روحه ستقبض، وأخبرها في الثانية بأنّها ستكون أول من يلحق به من أهل بيته.[٣٨]
وفي يوم وفاته -صلّى الله عليه وسلّم- كُشف ستار حجرته والمسلمين منتظمين للصلاة وتبسّم ضاحكاً، فظنّ أبا بكر أنّه يريد الصلاة معهم، إلّا أنّ النبي أشار عليه بإتمام الصلاة ثمّ أرخى الستار، واختلفت الروايات في تحديد عمره حين وفاته، فقيل: ثلاثة وستون سنةً وهو الأشهر، وقيل خمسة وستون، أو ستون،[٣٩] ودفن مكان وفاته في حفرةٍ حُفرت تحت فراشه الذي تُوفّي فيه.[٤٠]