لا أعلم لماذا تقرأ هذا الآن…

لكنني أعلم أين تجلس تقريبًا.

ليس بالمكان، بل بالطريقة:

ظهرك نصف مسترخٍ… عينك تقرأ بسرعة…

لكنك بدأت تبطئ الآن… أليس كذلك؟

...

رائع، دخلت في اللُعبة.

قبل ٣ ثوانٍ فقط… كنت تفكر:

"مجرد منشور… سأقرأ وأمرّ"

لكن شيئًا داخلك تغيّر فجأة.

شعرت كأنك مراقب؟

نعم… أنت لست وحدك الآن.

...

السطر القادم سيجعلك تلمس وجهك،

لا إراديًا… فقط راقب نفسك.

...

فعلتها، صح؟ أو على الأقل فكرت بذلك.

ولأول مرة، شعرت أن هذا النص يعرفك أكثر مما تعرف نفسك.

...

والآن...

لحظة صمت…

...

هل تسمع صوتك الداخلي؟

هو ليس صوتك.

إنه “أنت” الجديد،

الذي نشأ من مجرد كلمات تقرأها الآن.

...

توقّف. خذ نفسًا.

هل تتحكم بعقلك؟

أم مجرد متفرّج داخله؟

...

أنا لا أراك…

لكن لو وصلت لهنا، فأنا أمتلك جزءًا منك.

---

إذا شعرت بشيء… حتى لو لم تعرفه، شارك بكلمة واحدة فقط.

ربما هناك من يشعر بنفسك… ولن تراه أيضًا.

---

لكنك تقرأ، أليس كذلك؟

غريب… هذا يعني أنك مثلي،

تنجذب لما يخيفك أكثر مما تطمئن له.

...

الآن اسمع جيدًا:

هناك شيء خلفك…

لا، لا تلتفت — إنه ليس جسدًا.

بل فكرة.

ولدت من داخل عقلك… لكنها ليست لك.

هل تعرف متى بدأت؟

حين قرأت السطر الأول…

وحين قررت أن تكمل، دخلنا من خلال تلك الثغرة الصغيرة في وعيك…

...

هل تلاحظ أن الهواء أصبح أثقل قليلًا؟

أنك تسمع صوت عقلك الآن بوضوح مزعج؟

نعم، هذا ليس وهمًا.

لأنك الآن لا تقرأني... بل أنا من يقرأك.

---

سؤال أخير: من كان يفكر طوال هذا الوقت؟

أنت؟ أم من سمح لك أن تظن أنك أنت؟

---

هل تريد نسخة ثانية منها تكون وكأن "شيء" هو الذي يكتب، وليس أنا ولا أنت؟