هل هناك شيء قد تغيَّر فعلاً؟
هل هناك شيء تغيَّر؟ هل فعلاً قد تغيَّر؟ كيف هذا الشيء قد تغيَّر؟ متى قد تغيَّر؟ لماذا قد تغيَّر؟ هل ما قد تغيَّر سيعود؟ كيف سيكون ذلك التغيير؟ هل ذلك التغيُّر إيجابي؟ هل ذلك التغيُّر سلبي؟ ماهو التغيير؟ وما هو التغيُّر؟ قُلي بربك أجبني؟
هل تغيَّر لذاته؟ هل تغيَّر لغيره؟ هل ذلك التغيُّر يستحق؟ كيف أصبح حال هذا التغيُّر؟ ما هو هذا التغيُّر؟ هل هناك تَقَبُل لهذا التغيُّر؟ هل كان هذا التغيير ضرورة؟ هل كان هذا التغيير ترفاً؟ هل سيتحمل ذلك التغيير؟ هل التغيُّر حالة عامة؟ هل التغيُّر حالات خاصة؟
هل هناك شيء قد تغيَّر؟ ولماذا كل شيء قد يتغيَّر؟ هل ذلك الحال باقٍ؟ هل بقاء هذا الحال هو الحال؛ وكما سيكون عليه الحال؟ هل بقاء الحال من المُحال؟ لماذا قد يُستحال بقاء الحال؟ هل تغيُر الحال إرادة ذاتية؟ هل تغيُّر الحال إرادة خارجية؟ هل تغيُّر ذلك الشيء دافعه داخلي؟ هل تغيُّر ذلك الشيء دافعه خارجي؟ هل تغيير الحال كان رغبة سابقة؟ هل تغيير الحال ناتج عن فُرصة مُقتنصة؟ هل عند التغيير للحال تبقى الثوابت كما هي؟ هل عند التغيُّر للحال تُستبدل الثوابت بمرادفاتها؟ هل عند التغيُّر للحال تُستبدل الثوابت بأضدادها؟ متى يكون ذلك التغيٌّر هو فعلاً تغيُّر؟ متى يكون ذلك التغيُّر هو بحد ذاته ليس بتغيُّر؟ متى يكون ذلك التغيُّر هو أساساً ليس بتغيُّر؟
كيف نَصف ذلك الحال بأنه قد تغيَّر وهو في الأصل لم يتغيَّر؟ لما لا يكون ذلك الحال باقٍ ولم يتغيَّر؛ ولكن ذلك التغيُّر إنما هو في من يراه قد تغيَّر؛ ولأن نظرته ورؤيته لذلك هي التي قد تغيَّرت؛ ودون أن يشعر بهذا التغيُّر؛ ولهذا نظرته ورؤيته لذلك الحال أوهمته بحدوث التغيُّر؟ من الذي يكون رأيه هو الصحيح حول مسألة التغيير؟ هل هو الواصف والرائي لذلك الحال هو الذي رأيه صحيحاً؟ أم صاحب الحال بذاته والمدافع عن ذلك الحال هو الذي رأيه صحيحاً؟ من الذي يكون صادقاً حول مسألة التغيير؟ هل هو الواصف والرائي لذلك الحال هو الذي يكون صادقاً؟ أم صاحب الحال بذاته والمدافع عن ذلك الحال هو الذي يكون صادقاً؟
الحالات أو الأحوال أو المواقف من ناحية التغيير الحاصل أو كذلك التغيير الذي قد يحصل فهي على نوعين وذلك توضيحه وفقاً كما في التالي:
النوع الأول: وجود الإمكانية لأجل التراجع والإلغاء للتغيير الحاصل متاح.
ففي هذا النوع الذي تتواجد فيه الإمكانية في حال التفكير كذلك، ومن ثم أيضاً وتتولَّد هناك رغبة كذلك في مسألة التراجع عن التغيير الذي حدث أيضاً، ومن ثم الرجوع للوضع السابق أيضاً، وكذلك وفي الوقت نفسه أيضاً وخاصةً وبهذا النوع كذلك، فالفرصة لذلك متاحة وفي نفس الوقت بالإمكان الإلغاء لجميع ما نتج، وأيضاً التخلي عن كل ما حدث من المستجدات في ذلك التغيير؛ وبالرغم من أن الإمكانية موجودة حال كانت هناك قبول ورغبة في التراجع أو العودة؛ ولكن في البعض من الحالات يحصل فيها مقابل التغيير الذي حدث وكذلك ونتيجةً للرغبة في التراجع والتخلي عن التغيير الحاصل عن طريق الرجوع؛ إلا وأنه قد يكون هناك ضريبة لهذه العملية!
وهذه الضريبة قد تكون في بعض صُورها وبمقارنتها مع الرجوع والإلغاء من أجل التراجع؛ فإنها تصبح لا تساوي الشيء الكثير؛ مقارنة بما سيكون في المقابل ومن ناحية أخرى أيضاً فإن كًلفتة هذه الضريبة ومهما كَثُرَت؛ أو كانت كثيرة، ففي مقابل ذلك وكما ذكرت قبل قليل؛ وأيضاً فإن النتيجة كذلك؛ وعند مقارنتها أيضاً بتلك الضريبة؛ فبالتأكيد لاوجود لاي أثر ولا أي تأثير! بل في الواقع فلا وجه للمقارنة؛ وذلك لأن الفرق شاسع، وببساطة فمسألة الرجوع عن التغيير الممكنة وأيضاً العودة المتاحة فإنها وبحد ذاتها تساوي وزنها ذهباً! حتى وإن رافق كل هذا الكثير من الجهد أو العناء أيضاً؛ ولو كان أضعافاً مضاعفة، فكذلك وفي المقابل فليست سوى سحابة غيم مؤقتةً وأيضاً سُرعان ما تنجلي ثم تذهب وتختفي.
كذلك في هذا النوع قد يحدث طارىء مما يجعل الخيار ضيقاً والفرصة تكون محدودة كما سيوضح ذلك بأمرين وفقاً لما سيأتي:
الأمر الأول:
عندما يصبح خيار إمكانية التراجع وأيضاً فرصة الإلغاء المتاحة؛ ليست على إطلاقها! بل قد تكون مُقيدةً بتوقيت معين أو مرتبطةً بزمن مُحدد؛ وعطفاً على ما سبق أي أنه سيكون المقصود وكذلك المعنى وهو بأن هذا الأمر مُقيد! وذلك يعني أنه وبمجرد إنتهاء التوقيت وانقضاء زمنه أيضاً؛ ينتهي هذا النوع وكذلك سيصبح باطلاً؛ فذلك الأمر صار وضعه محسوماً وحاله معروفاً وقراره محتوماً؛ وكذلك غير قابل حتى للنقاش، لأنه سيكون كذلك وبلا فائدة منه وأيضاً ولا طائل له.
وفي المقابل وأياً كانت النتيجة في نهاية هذا الأمر، فإنها هي التي ستبقى وكذلك هي التي ستكون عليها الحال؛ وبالإضافة أيضاً فإنها هي التي ستكون في الواق؛ وهي التي ستُمثل الواقع؛ وهي كذلك التي ستقبل الواقع ولأي واقع وأيضاً ومقابل وقع الواقع الذي سيقع فلن يكون في هذا الواقع أي مُحاولة بقصد إحداث واقع فوق الواقع؛ وأيضاً ولن تتاح أي فرصة حينها ولو كانت فقط ومجرد تفكير أو تخيُّل لواقع سيقع أو قد يقع واقع؛ فكذلك وهذا غير مقبول ولا مسموح به أيضاً!
فكيف يُسمح له ولو مجرد أنه سيصبح في فكره وسيجدف في مُخيِّلته؟ وفي المقابل والواقع هو يعيش حقيقةًً وهو مثال على حالة أمام هذا الواقع! فمن غير المنطق وكذلك وليس من العقل، بأن يطلب أو يرغب في واقع وفي نفس الوقت الواقع الذي يرغب بوقوعه هو في ذات اللحظة ليس واقع؛ ولأنه فلو كان هو واقع لكان بإمكانه أن يقع ويصبح واقع هذا من ناحية! ومن ناحية أخرى وعلى غرار ما سبق فكذلك من غير المنطق وأيضاً ليس من العقل وبأن يرغب في أن يحصل او يقع واقع ويكون حينها هو الواقع!
كذلك وفي المقابل وما يثير العجب وهو تعبيره لهذا وعن رغبته أيضاً وعلى النقيض يكون يفعل هذا ومن خلال خيالاته وتخيلاته وهيامه بتفكيره وبكل أفكار؛ وذلك إنما هو وعن طريق خَيَالِه! بينما وعلى النقيض وفي المقابل فإنه قد نسي أو كذلك وبأنه يتناسى وجوده واقعاً وأيضاً وكحالة تعيش واقع وعلى أرض الواقع!! ومرةً أخرى يُمارس غباءه؛ ولكن وكذلك فهو يدَّعي وأيضاً لا يزال يُمَثِّل [ولا زال يستعمل الخيال أي غير الواقع! وهو يريد واقع!]. وبأنه يظن نفسه وهو يعيش في واقع ليس بواقع ولا هو واقع.
وأيضاً ويتخيَّل وبأنه يعيش واقع وفي الواقع -الذي لا يزال يحلم به- وكأنه وقع وقد أصبح هو الواقع؛ وكل هذا وهو لم يقع بعد ذلك الواقع، وكذلك ولن يقع أي واقع وكيف أذا وقع ان يكون واقع؟ وفي الحقيقة وقبله واقع فكيف لواقع أن يقع ومن ثم يصبح هذا الواقع الذي وقع سيكون واقعاً على الواقع! ولن يجيب؟ لأنه لو أجاب فسيُجيب ما بمُخَيِّلته؛ وهو يعلم أن هذا ليس في الحقيقة واقع؛ بل صورة في خيالاته! ولكنه ما زال ولم يستوعب الواقع الذي وقع ولا يزال واقعاً وعلى أرض الحقيقة والواقع!
ولأن ما يرغبه من واقع أن يقع ويكون واقعاً؛ فإن الفرصة أمامه إلى أن يستيقظ من أحلامه ويرجع إلى واقعه الذي هو الواقع وعين الحقيقة! وفي حال لم يستيقظ واستمر في حُلمه وخيالاته ويعيشها وكأنها واقع ولم يقع؛ وَيَتَخَّيل بأن واقعاً سيقع وسيكون هو الواقع؛ ويرى كذلك نفسه على أنه الحالة التي ستعيش على أرضية الواقع عندما يكون الواقع وقد وقع؟! ألم يستيقظ بعد؟ ألم يفوق من خبالاته؟ ألم يسقط بسبب أحلامه وخيالاته؟ ألا يزال كذلك؟ إذن فإن لم يستقيظ ويكف من استمراره السباحة أيضاً.
وكذلك تعاطيه التجديف في مياه أفكاره العكرة، متنقلاً ما بينها وبين مياه البحور في تخيلاته! إذن ما رأيكم ما دام أنه يشعر في تخيلاته وكأنها واقع وهو واقع فوق ارضية الواقع لواقعه الذي لم يقع ولن يقع؟ ولكن يرى هو وبأنه واقع وقد وقع وهو يشعر بوقعه الواقع وكأنه قد وقع؟ إذاً فلنتركه إذا لم يستيقظ ويرى الواقع والحقيقة على أرض الواقع وهو حالة على هذا الواقع! فلما لا نتركه يرتاح دام وهو يرى وكأنه واقع! ومنها أيضاً ويُكمل حُلمه ما دام وأنه يراه كواقع وهو نائماً ويشعر به وكأنه واقع وهو الآن وفي هذه اللحظة يعيش ذلك الواقع؛ الذي يراه وكأنه واقع!
لذا وعندما لا نسمح له بأن يستيقظ وذلك وبأن نجعل واقعه الذي يراه في أحلامه واقع ونُمكنه من عيش ذلك الواقع الذي يرى بأنه واقع ويشعر وكأنه يعيش في ذلك الواقع وسيكون سعيداً حينها؛ وكي لا يتضايق ويعيش الصدمة في الواقع وعلى أرض الواقع بعد أن يستيقظ ومثل كل مرة فمن المؤكد بأنه لن يعجبه الواقع الذي سيكون على أرضه واقع لحظة استيقاظه كذلك ونهوضه من النوم! لذا كذلك ومن مُنطلق وأيضاً ومن باب المفاجأة؛ وعلى اعتباره كمعروفاً له يٌعطى، والذي سيُقدم وعلى طبق من ذهب؛ ولكنه لا يعلم عن المعروف الذي حصل عليه؛ لأنه نائماً ولا نريد إزعاجه؛
ونرجوا كذلك وبأن يَهِيم في نومه أيضاً، وبأن يلقى السعادة في نومته الأبدية، والتي سيعيشها كذلك وكواقع، وأيضاً وكحقيقة كذلك؛ وكما أراد أيضاً، ووفقاً لإرادته وبناءً على رغبته! برجاء ألا ينزعج منكم ولتتركوه واقع في الواقع وبناءً على رغبته التي كان يراها واقع وهي في الحقيقة وعلى أرض الواقع لم تكن واقع ولن تكون واقع إلا وفي مُخيِّلته التي كان يراها وعلى أنها واقع؛ وفي الواقع فقد أبى من الواقع ولا يعتبره واقع ظاهرياً، ولكن في باطنه وخفايا ذاته وبين خلجات نفسه كان مُدركاً ومؤمناً ومصدقاً بحقيقة الواقع وبوجوده كحالة في الواقع وعلى أرضية الواقع! ولكن فقط ولمجرد لحظة هوى!
الأمر الثاني:
انعدام الإمكانية لأجل التراجع عند الرغبة والإلغاء للتغيير الحاصل غير متاح.
ففي هذا النوع الذي تنعدم فيه الإمكانية في حال التفكير ومن ثم تتولَّد الرغبة كذلك في مسألة التراجع أو الرجوع للوضع السابق أيضاً، وكذلك وفي الوقت نفسه أيضاً تكون الفرصة كذلك غير متاحة للتراجع أولإلغاء جميع ما نتج وأيضاً كل ما حدث عن التغيير الذي حصل......
........يتبع......
بقلم: عبدالله بن سلمان السحاري