شاهدت فيلم دونكيرك Dunkerque منذ قليل

قرأت مُراجعة مُثيرة للاهتمام له ركز صاحبها فيها على الروح الامبريالية للفيلم ، على اعتبار أن كريستوفر نولان وشقيقه جوناثان هُما سفيرا الامبريالية الغربية في العالم

حيث طوال الفيلم لم يرد اسم النازيين أو ألمانيا ،على أنهم الأعداء ، ولم تظهر صورة الصليب المعقوف رمز النازية أو أي جندي ألماني إلا في لقطات باهتة ، لأن هدفه لم يكن التأريخ للحرب العالمية الثانية أو لمعركة دنكيرك ، بل اجتثاث الانهزامية من الغرب واستعادة السيطرة على العالم (على أساس أنهم فقدوها)

اقتباس للمُراجعة :

"عدد الأفلام التي أنتجتها هوليود عن النازي والحرب العالمية الثانية، بعد 11 سبتمبر 2001م؛ يكاد يوازي عدد الأفلام التي أنتجها الغرب مجتمعًا في نفس الموضوع طوال ذروة الإنتاج السينمائي عن الموضوع، إبان عقود الخمسينيات والستينيات والسبعينيات، حين كانت دماء القتلى ما تزال طرية في ذاكرة عشرات الملايين من جيل منكوب.

لكن فيلم كريستوفر نولان الأخير -دنكرك Dunkirk- ليس فيلمًا عن الحرب العالمية الثانية ولا عن النازي، على الطريقة الهولويدية المعتادة؛ بل هو فيلم يحاول شحذ الروح الإمبريالية الأمريكية التي بدأت نيرانها تخبو وتبرُد. فالفيلم يُخاطب الروح الإمبريالية الانغلوسكسونية بوجه عام، والروح الأمريكية بوجه خاص، ومؤشرات ذلك ثلاثة:

1- لم تَرِد طوال الفيلم أي إشارة إلى النازي أو إلى الألمان بوصفهم "عدو" الحلفاء طوال الحرب، وإنما كان يتم الإشارة إلى "العدو" بصورة مبهمة ومن غير بيان لهويته. مرة واحدة فقط وردت الإشارة إلى جندي فرنسي باعتباره جاسوس ألماني مُتخفي.

ويبدو أن مقصد الفيلم ليس "محاكمة" النازية أو الألمان -كالعادة- على هذا التجلي النماذجي المدمِّر، بقدر ما هو شحن الغرب بالروح الحماسية لخطاب تشرشل الشهير في مجلس العموم بعد معركة دنكرك (4 يونيو 1940م)، الذي توعَّد فيه النازيين بالحرب حتى آخر رمق، وهو الخطاب الذي اشتهر تاريخيًا بعنوان: "سنحاربهم على الشواطئ We shall fight on the beaches". وقد وردت بالفعل مقاطع صغيرة من الخطاب في الخلفية الصوتية للدقائق الأخيرة من الفيلم.

2- لم ترد راية النازي في أي من مشاهِد الفيلم، على الإطلاق. وحتى في المشاهِد التي يتتبَّع فيها نولان الطائرات الألمانية المغيرة على المراكب البريطانية التي تحمل الجنود المنسحبين عبر القنال الإنكليزي؛ فإن ملامح الطائرات المهاجِمة وهويتها لا تظهر بوضوح في المشهد، ناهيك عن راية النازي. وإن كان الحوار يكشف الماركات الألمانية للطائرات "المعادية". وذلك رغم أن المخرج حرص على إبراز الراية البريطانية بوضوح، سواء على المركبات البحرية العسكرية أو القوارب المدنية الصغيرة التي تطوعت لنقل الجنود عبر القنال.

3- التغييب الكامِل تقريبًا لأي وجه "ألماني" أو زي عسكري ألماني، إلا من صورة غائمة ومشوشة في مشهد أول الفيلم حين كان البطل يهرب من الجنود الألمان داخل مدينة دنكرك، أما المشهد الثاني فهو لحظة استسلام الطيار البريطاني (توم هاردي) للألمان بعد أن أحرق طائرته. وهي نفس اللحظة التي بدأت فيها مقاطع خطاب تشرشل تتردد في الخلفية. وكأن المقصود عمدًا هو شحذ المستسلمين ضد عدو "مجهول" أو "غير معروف"، من خلال تنشيط الذاكرة التاريخية.

وربما كان أهم هذه الشواهِد جميعًا هو إهداء نولان الفيلم إلى "كل من تأثرت حيواتهم بنتائج ما حدث في دنكرك"... أي إلى الغرب قاطبة!

وإذا كان كريستوفر نولان يُثبت في كل فيلم جديد أنه بحق نبي الإمبريالية في هوليود... فإنه قد تفوَّق في هذا الفيلم على نفسه، وأطلق نفير حرب يجهل أنها ستكون آخر شهقة في جسد النسر الأمريكي، كما كانت الحرب العالمية الثانية (التي كانت دنكرك نقطة تحول فيها) هي القشة التي قصمت ظهر الأسد البريطاني " -مُعتز أحمد (مُدون مصري)

من المُؤسف أني قد لا أتمكن من مُشاهدته (على الأقل بطريقة شرعية ، ودون قرصنة D: )

من ناحية المؤثرات الصوتية توقعته كذلك بوجود المبدع hans zimmer

ساشاهده واعود للمناقشة

الموسيقى التّصويرية و المؤثّرات الصوتيّة في قمّة الإبداع.