فيلم horrible bosses: ما هي علامات بيئة العمل السامة؟

على سبيل المثال مازال يوجد الكثير ممن لا يدرك أن مديره لا يحق له أن يلزمه بالعمل ساعات إضافية بعد انتهاء الوقت الرسمي للدوام، وأن ما يفعله المدير في تلك الحالة هو اجحافًا لحق الموظف واهدارًا لطاقته بدون مقابل نظير خدماته الإضافية وغير الملزمة عليه.

لم أصادف أمرا مشابها، لكن حتى لو صادفت عملا بهذا الشكل فلن أقبله، خاصة إن كان الإلزام من قبل صاحب المشروع، لكني عادة ومن أجل إتمام المشاريع بالشكل المناسب أقوم بتخصيص جزء من وقت فراغي خصيصا لإنجاح المشروع، وهذا الأمر لا يمكن أن يأتي بالإلزام.

كما أني لا أطلب جزاء على عملي خارج الدوام، لكن في بعض المشاريع قد يواجه المستقلون طرقا إلزام أخرى، مثلا بعض أصحاب المشاريع يعقد إجتماعا لمعرفة مدى خبرة المستقل في المجال، صادفت أحد المشاريع وكانت على شكل مشاريع استفسار، وصاحب المشروع لا يريد قبول العرض إلا بعد عقد الاجتماع، فبرأيك هل الاجتماع هذا يدخل ضمن الميزانية أم من حق العميل أن يختبر المستقل، ويأخذ ساعة من وقته، أليس هذا تضييعا لوقتنا كمستقلين، في حين أني رأيت مساهمة من قبل تتحدث عن العمل بالساعة وأعتقد أن هذا الطرح أقرب للعدل بكثير.

بما أن العمل قد تم تمديده خارج مجال الدوام، فأعتقد أنه من حق المستقل أن يطالب بتعويض أو تحفيز على العمل الذي يقوم به، خاصة إذ كان مجهدا وليس بالأمر الهين، لكن الشيء الأكثر تأثيرا هو التهديد والضغوطات النفسية التي قد تكون داخل بيئة العمل، فهذا الأمر لا يطاق، ولا يمكن فهمه خاصة في بيئة العمل الضيقة والشركات الصغيرة أين يكون عدد العمال صغيرا ويوجد احتكاك كبير بينهم، أرى نفس الأمر في قطاع الوظيف العمومي، لكن في عمل الشركات قد يقلّ كما قد يزداد على حسب طريقة تسيير العمل داخل الشركة، لهذا بيئة العمل المسمومة يجب محاربتها وليس الدخول ضمن نفس الدوامة معهم، مثلا عن نفسي أول أمر أقوم به هو التصريح بما أراه من سمومية داخلها إلى قسم الموارد البشرية.

عملت أكثر من 15 عامًا في القطاعات الحكومية والخاصة وأستطيع بكل بساطة أن أصف كل بيئات العمل التي عملت ضمنها بأنها سامة بل شديدة السمومية ففي القطاع الحكومي كانت أسوأ السموم بالنسبة لي هي بلهجتنا المحلية "طق براغي" أي إيصال ما يجري من نقاشات جانبية أو أو تصرفات بين زملاء العمل إلى المدير المسؤول بالإضافة إلى عدم وجود فرص للتطوير الشخصي مع غياب الحوافز والمكافآت وغياب العدل في التعامل مع الموظفين فمنهم من يحصل على راتبه وهو جالس على أريكته ومنهم من يتحمل ضغط العمل بكامله أما القطاع الخاص فالسموم تختلف وأهمها المشاكل الصحية والجسدية نتيجة استنفاذ كامل طاقاتنا وقوانا في العمل والأسوأ هو عدم وجود تأمين صحي وبالتالي كل سنوات الخدمة تذهب هباء.

تجنب الوقوع في بيئة عمل سامة هو أهم عنصر في رأيي لاختيار الالتحاق بأي عمل، والبيئة هنا ممكن أن تكون فريق أو شخص واحد أو مكان أو وقت إذا كان في الوقت اتساع وتم وضعك فغي وقت غير مريح مثل الذين يضطرون للمداومة اللليلة لسنوات متواصلة بينما توجد إمكانية للعمل نهارا في نفس العمل ......... لنكن واقعيين ويقظين ، بيئة العمل السامة هي بيئة تتصف بوجود سلوكيات سلبية وااااااااضحة نحب تجاهلها في البداية لهوسنا بإيجاد عمل أنسب أو للخوف من البطالة لكن لا نصرح أنها تعيق الإنتاجية وتؤثر سلبا على صحتنا حتى يفيض الكيل وننهار تمامتا. من أهم علاماتها:

• سوء التواصل مع الإدارة: عدم وضوح التوقعات والأهداف من طرفها ، وانتشار الشائعات والثرثرة.
• الإدارة الدكتاتورية وصعبة الارضاءسواء المديرون المتسلطون أو غير الأكفاء، أوعدم وجود فرص للتطوير والتقدم.
• عدم وجود حوافز مادية أو معنوية، وبيئة عمل غير ودية أو غير داعمة.
• توقعات غير واقعية، وساعات عمل طويلة دون راحة كافية.
•  التنمر والتحرش، والنميمة والثرثرة، والصراعات بين الموظفين.
•  عدم وجود معايير سلامة واضحة، والتعرض للمخاطر الصحية أو الجسدية.

لذلك قبل اختيار الشركة التي سننعمل بها يفترض ان نحرص على البحث عن مراجعات الموظفين الحاليين والسابقين على مواقع التقييم والانتباه لعلامات التحذير أثناء المقابلة، مثل عدم وضوح التوقعات أو سلوكيات سلبية من الموظفين.

اتفق معك تماما فهناك الكثيرين لا يعرفون أو ينتبهون إلى أنهم متواجدين في بيئة عمل سامة فوجب التوعية بأن بيئة العمل السامة فيها كل أو بعض هذه الحالات مثل التعرض للإهانة أو الإساءة اللفظية أو الجسدية، والعمل في ظروف غير آمنة، وتلقي أجر أقل من الحد الأدنى للأجور، والعمل لساعات طويلة دون راحة كافية، وعدم وجود فرص للتطور المهني، بالإضافة إلى سوء التواصل بين الإدارة والمديرين، والضغط النفسي بسبب قلة الدعم، وعدم المساواة والتقدير مما يؤدي إلى الإحباط وضعف الإنتاجية.