بعالم السينما شاهدت عدة مقابلات لنجوم يتحدثون عن كونهم يستحقون مستوى معين من الأعمال الفنية ، وأن قبول الظهور في أي نوع من الأعمال هو بمثابة الإهانة أو التقليل من مسيرتهم الفنية ، بل أن البعض وأبرزهم القدير حسن حسني اعترف في إحدى المقابلات أنه نادم على المشاركة في بعض الأعمال وأن قيامه بذلك لم يكن سوى من أجل الأجر المادي .
ولكن لأن للعملة دائمًا وجه أخر ، هناك عمل قدم صورة مغايرة لطموحات النجوم ، وجعلنا نرى كيف تقبلوا المخاطرة بصدر رَحب من أجل ترك بصمة خالدة في تاريخ السينما .
هذا العمل كان فيلم المنزل رقم 13 الذي تم إنتاجه عام 1952 ، حيث تحدث منتجه ومخرجه كمال الشناوي الذي كانت تلك تجربته الأولى ، عن قبول الثلاثي الكبير عماد حمدي وفاتن حمامة ومحمود المليجي تجسيد الشخصيات الرئيسية في العمل رغم ضعف سيرته الذاتية ورغبته في تقديم عمل يحمل فكرة جديدة كليًا وهي التنويم المغناطيسي حيث لم يكن قد سبق لأي عمل أن جاء بفكرة مشابهة في تلك الفترة .
المشهد الحواري الأول الذي جمع بين عماد حمدي (المهندس شريف كامل) وفردوس محمد (الأم) وشهد اكتشاف الشخصية الرئيسية لأثار دماء على ملابسه وجرح جديد بيده أثار فضول المشاهدين وجعلهم يتسائلون كالشخصية الرئيسية عن ما يحدث من حولهم .
تكرار التساؤل المستمر من الشخصية الرئيسية عن مدى صحة ما رأى حول قتله لأحد الأشخاص وعن إمكانية كون الأمر مجرد حلم ، ومن ثم ظهور شخصية سونيا شاهين (لولا صدقي) جعل كمال الشناوي يلقي مَهمة تحريك الأحداث على عاتق القدير محمود المليجي ، حيث أصبحت كل الأحداث تدور حول شخصية عاصم إبراهيم الطبيب النفسي الذي تلاعب بعماد حمدي (المهندس شريف كامل) وأجبره على قتل الثري عباس شاكر ومحاولته تأكيد إرتكاب الشخصية الرئيسية للجريمة .
المليجي بدأ يدير الأحداث ببراعة رفقة الثنائي لولا صدقي وفاتن حمامة (نادية) مع تدخلات مؤثرة ولو قلت من فردوس محمد (الأم) وسراج منير (المحقق) وهو ما جعل معالم القصة تتضح للمشاهد بشكل بسيط وممتع .
تسارع الأحداث الأخير تمهيدًا للختام الذي ارتكبت خلاله شخصية عاصم إبراهيم جريمة قتل وحاولت ارتكاب أخرى وإنهاء الشخصية الرئيسية لحالة التساؤل بإدراك الحقيقة كان رائعًا رغم أن أحداث جمة جاءت بمشاهد قليلة وذلك لبراعة تنفيذها من الجميع خاصة النجم محمود المليجي .