فيلم موسيقي واستعراضي وغنائي ممتع للغاية والأجمل أنه مبني على أحداث حقيقية عن ممثل وكاتب مسرحي [مغمور] رغم موهبته الهائلة التي لا تؤدي به لأي مكان. نظراً لعدم وجود دعم حقيقي له أو علاقات تؤدي لنجاحه، بالحقيقة الفيلم يحكي عن فشل البطل في تحقيق حلمه رغم موهبته ورغم تمسكه بالحلم ودفاعه عنه لآخر لحظة ((ولكنها الحياة)) ومع ذلك بقى مستمتعاً بممارسة هذا الحلم راسماً لوحات خيالية تبتعد عن الواقع وقسوته وقسوة الحياة في كل محطة يصل إليها تدمر جزء من حلمه وحياته وعمره حتى لا يتبقى شيء .

وهو الذي ذكرني بحياتي الشخصية في ذلك الجزء المتماثل مع هذا الشاب تقريباً في كل محطة مر بها وتطور مفهومي للحياة من شاب مقبل على الحياة يشعرك أنه سيغير بفنه العالم لكيف أكتشف هذا الشاب العالم الجديد عالم الفن بكل مميزاته وعيوبه لكيف قام بجمع فريق من الموهوبين في التمثيل والكتابة والتصوير والغناء والمتوافقين معه على ذات الحلم وهو إنتاج فيلم سينمائي، ثم كيف أنبهر الموهوبين بمدى شغفه بما يفعل ومدى وقدرته على صياغة حلمه إلى واقع، ثم تحويله لواقع قابل للتحقيق لكيف يقنع جهة ما لدعم إنتاج أو عرض أفلامه الأول والثاني والثالث وحتى الحصول على الجوائز والتكريمات وعرض أعماله في التلفزيون وعقد لقاءات معه ((نعم لقد مررت بكل هذا)) ... ثم فشل كل شيء لا جمهور حقيقي لا نجاح مالي لا يوجد دعم فعلي وهروب الأصدقاء وتخاذل الممولين عن الالتزام بوعودهم وسوء حال البلد الاقتصادي والاجتماعي الذي أثر علي كثيراُ وفشل حتى قصص الحب التي تظن أنها ستستمر معك وتدعمك مهما حدث والتخلي عنك عند أول محطات الفشل لأعود كما بدأت منفرد وحيد مع حلمي الذي أتمسك به ... نفس نغمة الفيلم نفس قصة البطل ولكن بطريقة أخرى لأقف مع نفسي أمام سؤال فارق : هل يمكن أن تصارع بموهبتك وتفرضها حتى وإن لم تنجح هل تحافظ على حلمك حتى مع توقف الجميع عن الإيمان الحقيقي بك وبحلمك حتى مع توقفك أنت نفسك؟ وهل هو أمر صحي الالتزام بالواقع وعيش حياتك البسيطة العادية البعيدة عن الضغط والفشل شبه المستمر لكون هذا الأمر هو المنطقي أكثر؟