الفيلم الهندي wake up sid: الشغف رفاهية لا يمتلكها سوى الأغنياء. هل تتفق؟

هل الشغف حقًا ضرورة لكي يعمل الإنسان؟

الشغف ليس شرطا للتحرك، لكنه قد يكون الشغف بالفعل لاعبا حاسما في تحفيز الإنسان ودفعه للتفوق في مجال عمله، فإذا كان الشخص يمارس ما يحب، فمن المحتمل أن يكون أكثر إنتاجية وسعادة، وهذا هو المتوقع، لكن قد يجد البعض أنفسهم مضطرين للبقاء في وظائف لا يحبونها مؤقتا بسبب الظروف المالية أو العائلية، ويمكن أن نجدهم يعملون بجد وإتقان لأن الضمير المهني والأخلاقي يمنعهم من ذلك، الشغف أمر جميل لكن وحده قد لا يكون ذا تأثير كبير بل سيكون محدودا.

فمثلا، يمكن للشخص العمل في وظيفة يكرهها وتحقيق نتائج جيدة إذا كان ملتوما بالمهمة والمسؤولية التي أوكلت إليه.

أعتقد أن الشغف هو عامل مهم في الحياة المهنية والشخصية، ولكنه ليس كافيًا لضمان النجاح والسعادة. فالشغف يمنحنا الحافز والإلهام للقيام بما نحب ونتميز فيه، ولكنه لا يعفينا من الجهد والتعلم والتحديات التي تواجهنا في طريق تحقيق أهدافنا. فالشغف بمفرده لا يكفل لنا الكفاءة والتنافسية في سوق العمل، بل يجب أن نضيف إليه المهارات والخبرات والشهادات التي تؤهلنا للحصول على فرص أفضل.

وبالمقابل، لا يعني ذلك أن نستسلم لوظائف نكرهها أو نشعر بالملل منها، فذلك قد يؤثر سلبًا على صحتنا النفسية وجودة عملنا. فالإنسان بطبيعته يسعى إلى التطور والتغيير والابتكار، ولا يرضى بالروتين والملل. لذلك، يجب أن نحاول دائمًا البحث عن مجالات تثير اهتمامنا وتتوافق مع قدراتنا وطموحاتنا، وألا نستسلم للظروف التي تحد من خياراتنا.

 ولكن في الواقع الأمر ليس بهذه السهولة، فنحن لن نخرج لنجد وظيفة أحلامنا بانتظارنا، هذا إذا وجدنا وظيفة بالأساس. ففي هذا العالم التنافسي تكون الفرص أقل عددًا من المتقدمين لها، فالشغف هنا لا يطعم خبزًا، ويصبح حجة للمتقاعسين، إلا إذا كنا نملك من المال ما يجعلنا ببساطة ننتظر وظيفة الأحلام.

أتفق بشدة، عند مشاهدتي للأفلام وخاصة من هذا النوع، أجد نفسي أشعر بالحماس والالهام وكل هذا ولكن بالنظر لواقعنا تجدين أن الأمر صعب للغاية، كما ذكرتي"إذا وجدنا وظيفة أساسًا" ، في رأيي السعي وراء كلمة الشغف وانتظار الحلم وما شابه من كلام، هو مجرد مماطلة فقط، لأن من يعرف شغفه الحقيقي ولديه المعرفة الكافية للسعي تجاهه لن ينتظر الوقت المناسب ورأس المال وكل هذا، في الأغلب أما تلك العوامل متوفرة له من الأساس، أو لديه خطة محكمة للوصول لهدفه، وهذا في الأغلب ما نشاهده في الأفلام. رجل ظهر فجأه لمساعدة شاب أو إعلان يظهر له على شاشة تليفونه ويف بالضبط ما يريده، ونحن نعلم جيدًا أن الأمر ليس بهذه السهولة في أرض الواقع. لذا واعتقد أن المعظم يعاني نفس المشكلة، وهي عدم معرفة هدفه أو بالضبط ما يريده في الحياة؟ اللإجابة لن تأتي له في مكانه، ولكن من تجاربه الشخصية في أرض الواقع، من السعي في إتجاهات عدة ربما تكون مقاربة لمهاراته وقدراته، سيفشل بالتأكيد في بعضها وسيعني ذلك أن ربما هذا الطريق ليس لي، سأجرب مجال آخر ، وأعتقد أنه أثناء رحلة البحث سيجد نفسه حتمًا يحب مجال ما أو ربما يكتشف نفسه في مجال لم يتوقعه بالمره.

أعتقد أن الشغف هو أمر مهم، ولكنه ليس ضروريًا. يمكن للإنسان أن يعمل في وظيفة لا يشعر بها شغف، ولكنه يستطيع أن يحقق فيها النجاح إذا كان لديه الدافع والالتزام.

في حالة سيد، كان لديه الدافع للنجاح في عالم التصوير، لأنه كان يحب التصوير منذ طفولته. كان لديه أيضًا الالتزام بالعمل الجاد والتعلم، مما ساعده على تحقيق النجاح في مجاله.

في الواقع، قد يكون من الصعب العثور على وظيفة أحلامك. ولكن، إذا كنت قادرًا على العثور على وظيفة تثير اهتمامك، فسوف تكون أكثر عرضة للنجاح.

فما رأيكم من خلال تجاربكم، هل الشغف حقًا ضرورة لكي يعمل الإنسان؟

الشغف ليس ضرورة لكي يعمل الإنسان، ففي النهاية سوف تجبره أشياء كثيرة على العمل إن لم يجد الشغف تجاه عمل ما.

هل يستطيع الشخص أن يستمر طويلاً في وظيفة يكرهها ويحقق فيها أفضل النتائج؟

إن كان الشغف لا يعد ضرورة للعمل، لكنه يعد ضرورة لتحقيق النجاحات.

فأنصح من لم يجد فرصة للعمل في المجال الذي يشغفه فعليه البحث عن شغف لشيء معين في عمله، ومن الممكن أن يعد تحقيق النجاح في ذاته شغفا، فأنت تريد النجاح لأنك شغوف به لا لأنك شغوف بما تعمل. هذا قد يكون حافزا قويا لتحقيق النجاح ومن ثم سهولة الحصول على ما تشعر تجاهه بالشغف.