"مش عيب ابن الحج عبد التواب ميعرفش أصول التخزين؟"

تلك العبارة تجعلني أتذكر أحوال البلاد في شرق أسيا؛ فبلد كاليابان هدف الآباء فيها هي أن يُصبح أبنائهم مثلهم، يصبحون أطباء أو مهندسين أو رجال أعمال مثلهم؛ لذا نجد أن أغلب أعمالهم الدرامية الآن تناقش مستقبل اليابان في ظل تلك الظاهرة. 

الآن لنعود لقصة الفيلم، جملة: مش عيب ابن الحج عبد التواب ميعرفش أصول التخزين؟ المقولة تُخبرنا صراحة أن ابن الوز لابد أن يكون عوام –كما نقول في مصر- فكل ابن يجب أن يعرف ويرث من أبيه المعرفة والخبرة أي أن كان مجاله. عندما أسقطت هذه المقولة على واقعنا وجدتها بعيدة تمامًا، هذا الجيل يسعى إلى الاختلاف، لا يريد أن يشبه أحد حتى والديه، أجد نوع من الرغبة في التغيير على الواقع، حتى بالتصرفات، والسلوكيات داخل المنزل. والأمثلة كثيرة ابن لا يريد أن يكون مثل أبيه في المشاركة في المنزل ومسؤولياته الداخلية، رغم أنها صفة ليست سيئة، وآخر لا يريد أن يتزوج من فتاة تعمل لأن أمه كانت تعمل، ربما لأنه لامس النتائج بنفسه أو تضرر منها.

لكن لو تناولنا الجانب الآخر وهو اكتساب المعرفة والمهارات، فأجد نفسي قد اكتسبت لعب الشطرنج من والدي، وقراءة الكتب من والدتي، وأحرص على الاستماع لخبراتهم وتجاربهم، والتي أجدها تتكرر معي بطريقة مدهشة.

وحتى بالجانب السلبي نجد أباء يرغمون أبنائهم للسير في نفس دربهم سواء كان خيرًا أو شرّا، مثل بطل الفيلم، فالأب تاجر مخدرات وورث الابن نفس المهنة لوالده، لكن لم يتعلم منه كل أسرار المهنة وخسر كل ما يملك نتيجة لذلك.

ولكن هل حقًا يرث الأبناء -طوعًا أو كرهًا- أقدار آبائهم أم أنهم سيرددون لن أعيش في جلباب أبي؟ شاركونا تجاربكم فيما تمردتم على آبائكم وماذا اكتسبتم منهم؟