الاسم بالعربية: أرض الخوف

التصنيف الفني: دراما، جريمة، تشويق وإثارة 

تاريخ الصدور: 15 مارس 2000

مدة العرض: 135دقيقة

البلد: مصر

قصة الفيلم: 

الفيلم يدور حول يحيى ضابط شريف يُطلب منه عمل وطني بأن يتحول لتاجر مخدرات بعالم الإجرام السفلي مما جعل يحيي يكتشف جانب في نفسه لم يعرفه، اكتشافه لتناقض خطير جعله يمارس الشر، بنفس الصدق والأمانة التي يكتب بها التقارير في مهمة تُدعى أرض الخوف.

مأزق وجودي مروّع

لا أستطيع وصف كم كنت متحمس لمناقشة عمل ناضج المعالجة، قوي ومؤثر، متماسك السرد، ومؤرق بأسئلته المعلّقة، والجديرة بالتأمل.

بحيث يوجد إفتراضان:

الافتراض الأول: هو أن المهمة ليست عقاباً على الإطلاق، بل هي اصطفاء واختيار، فلولا أن الضابط يحيى المنقبادي متميز ومتفرد، ولولا أنه خضع لمراقبة صارمة سجلت قدراته وإمكانياته، لما أسندت إليه المهمة من الأساس، هو موضع ثقة ونزيه وذكي وقوي وحاسم، أي أنه ببساطة جدير بالمهمة على الأقل من وجهة نظر من أسندها إليه، وهي وجهة نظر معتبرة، لأنها من صاحب الشأن، ومالك المهنة، وموزّع المهمّات.

والافتراض الثاني: هام جداً هو حيرة يحيي في النهاية والصراع الداخلي بين مبادئ الضابط وإنسان نزيه بحق وبين تاجر الصنف القاتل المُحب لفعل الشر؛ رغم أنه لم يتم إجبار يحيى المنقبادي على شئ، فقد وافق على المهمة، وحمل الأمانة، ونزل متحمساً إلى أرض الخوف، بكل حرية واقتناع، في سبيل أن يحقق شيئاً مهنياً متميزاً، له ولبلده، وليست مصادفة أن يكون المشهد التالي لمشهد التكليف مشهداً ليحيى وهو يستمع على سريره لأغنية “وطني وصباي وأحلامي”.

لذا إذا كنت في موقف كهذا هل ستقبل بالمهمة تحت عنوان هدف نبيل يُحقق غاية سامية مقابل كل المبادئ التي حييت عليها طوال حياتك؟؟!

بحيث ينبع في الفيلم من اكتشاف يحيى لجانب في نفسه لم يعرفه، اكتشافه لتناقض خطير جعله يمارس الشر، بنفس الصدق والأمانة التي يكتب بها التقارير، لقد أراد أن يعرف أسرار عالم المخدرات، فعرف أسرار نفسه، بل إن دوافعه في نهاية الفيلم تقول إن الرغبة في الإثم وممارسة الشرّ صارت هي الأقوى في داخله. 

لقاء يحيي أبو دبورة بالعميد عمر الأسيوطي الذي يرفض مساعدته بعد علمه بحقيقة مهمته لأنه كان يغار منه فيقول له في لقائهم الأخير:

“عارف يا عمر إيه اللي مانعني عن قتلك؟ حاجة واحدة بس: إن مرت عليا لحظات كنت بشك فيها في نفسي؛ أنا ظابط بوليس ولّا بقيت تاجر مخدرات؟ الحقيقة إن لسه أو ع الأقل.. لسه جزء مني ظابط بوليس.”

مما يدفع للتساؤل عن ما هو متأصل في يحيى/ آدم الخير المطلق أم الشر المطلق أم كلاهما؟.. 

لذا سؤالي المهم هنا: فهل غايته الخيرة الأخلاقية تبرر أفعاله الشريرة غير الأخلاقية كتاجر مخدرات؟!