استراتيجية التسعير المنخفض Everyday Low Pricing استراتيجية ترويجية ناجحة لقطاع البيع بالتجزئة فقط!

لكن هذه الاستراتيجية ألا يمكن أن تجعل المحل كصفقة مكشوفة للعميل ومع الوقت يقل اهتمامه بالمحل، ما رأيكم في ذلك؟ 

على الرغم من أني كعميل أستفيد بالطبع من تلك الشركات التي توظف تلك الاسترتيجية (Everday Low Price) إلا أنها على المدةى الطويل قد لا تخدم الشركات طويلاً. فقد تعرفت على تلك الاستراتيجية أو ما شابهها من خلال تعرفي على شركة أمازون لأني أحب نهجها وأحب ما تقدمه من منتجات ومصداقيتها. فهي تقوم ببيع كل أجهزة الكندل خاصتها بهامش ربح بسيط جداً ( وبأقل من أسعار باقي القارئات الالكترونية مثل أو نكس بوكس و كوبو وغيرها ) معتمدة في ذلك على كما تبيعه وتكسبه من كتب. هنا هي تحرق السوق لصالحها و تكتسح برخص قارئاتها الالكترونية. هذا مبرر من جهة رغم أنها الآن تسعى إلى سن سياسات جديدة لرفع هامش ربحها. ولكن بالنسبة لشركة ويل مارت هذه، فإن سياسة إرخاص المنتجات كل يوم فقد يأتي عليها بالسلب: لأنً الناس مع مرور الوقت ستربط بين رخص منتجاتها وبين قلة جودتها وهذا يحلص معي شخصياً لو رأيت " براند" معين رخيص مقارنة بمنافسيه من نفس النوع. ثانياً: فقدان البراند نفسها لقيمتها وسط العملاء ...ثالثاً: هامش الربح القليل قد لا يخدم تطوير الشركة من نفسها مع الوقت.....ولذلك أنا أفضل أن تعلي الشركة من قيمة منتجاتها مع الحرص على الجودة كما تفعل شركة أبل مثلاً....

أنا أسمي هذه السياسة "سياسة حرق الأسعار" وهي سياسة لاأخلاقية، فهي رغم أنها تخدم الزبون إلا أنها تضر بباقي المنافسين في السوق، وتتسبب في خسارتهم وإفلاسهم وربما خروجهم من السوق، وهي تثير الضغائن والأحقاد بين أصحاب النشاطات التجارية.

وأراهن أن والمارت لم تتبنى هذه السياسة في بدايات نشاطها، وإنما بدأتها بعد سنوات عديدة من البيع بالأسعار الطبيعية ذات هامش الربح المرتفع، ثم بدأت بتطبيق هذه السياسة لضرب المنافسين والسعي لاحتكار السوق.

والمفاجئ في الأمر أن هذه النوعية من الشركات إن وصلت بالفعل لاحتكار السوق فإنها ستزيد الأسعار بشكل غير طبيعي ولن تراعي أي عامل أخلاقي في ذلك، وستختفي كل الشعارات الرنانة التي تغنت بها طويلاً من خدمة المستهلك ومساعدته ومراعاة ظروفه.. إلخ.. فالتجارة كالسياسة لا تعرف الإنسانيات!