أحدثت منصات وشبكات التواصل الاجتماعي ثورةً في الطريقة التي نتواصل بها مع الأصدقاء؛ إلا أنها غيرت أيضًا كيفية تفاعلنا مع منظمات الأعمال، وكيف تتفاعل هذه الأخيرة معنا كعملاء؛ وقد أدى هذا إلى انتشار هائل لعمليات التسويق عبر وسائل التواصل الاجتماعي، والتي تعني استخدام منصات وشبكات التواصل الاجتماعي للترويج للمنتجات والخدمات.

توجد عدة طرق يمكن من خلالها استخدام منصات التواصل الاجتماعي للتسويق، وتتضمن هذه الطرق الترويج، أو المحتوى المدعم والتسويق باستخدام المؤثرين، والوصول العضوي، والتفاعل مع العملاء، ومناصرة الموظفين. يغطي هذا المقال كل هذه الأساليب ويقدّم بعض النصائح المفيدة لبدء نشاط التسويق الخاص بك على مواقع التواصل الاجتماعي.

ما هو التسويق عبر وسائل التواصل الاجتماعي؟

توجد عدة تعاريف للتسويق عبر وسائل التواصل الاجتماعي، إلا أن لديها جميعًا عنصرًا واحدًا مشتركًا هو استخدام أدوات التواصل الاجتماعي للترويج أو لتسويق المنتجات والخدمات.

تعاريف التسويق عبر وسائل التواصل الاجتماعي

  1. تعريف موسوعة Investopedia
يدل مصطلح التسويق عبر وسائل التواصل الاجتماعي على استخدام منصات وشبكات التواصل الاجتماعي لتسويق منتجات وخدمات شركة معينة.
  1. تعريف موسوعة Wikipedia
التسويق عبر وسائل التواصل الاجتماعي هو استخدام منصات ومواقع التواصل الاجتماعي للترويج للمنتج أو الخدمة.
  1. تعريف شركة التسويق على الإنترنت WordStream
التسويق عبر وسائل التواصل الاجتماعي هو نوع من التسويق عبر الإنترنت، يتضمّن خلق ومشاركة المحتوى على شبكات التواصل الاجتماعي بغرض تحقيق أهداف تسويقية أو متعلقة بالعلامة التجارية.

أشكال التسويق عبر وسائل التواصل الاجتماعي

قد يتضمن التسويق عبر وسائل التواصل الاجتماعي الأشكال التالية:

  1. بحوث السوق، لمعرفة المزيد حول عملائك ومنافسيك: يشرح هذا المقال حول بحوث التسويق وصناعة القرار التسويقي خطوات بحوث السوق وأساليبها، وتمثل مواقع التواصل الاجتماعي في هذا السياق مصدرًا مهمًا للمعلومات حول العملاء والمنافسين، وذلك من خلال عدة طرق، مثل الاستماع، أو مسح منصات التواصل الاجتماعي بحثًا عن محتوى معين، أو من طرف عملائك ومنافسيك؛ كما تستعمل بعض الشركات شبكات التواصل الاجتماعي للتفاعل المتواصل مع العملاء والتعرّف على ما يريدونه من المنتجات.
  2. مشاركة المحتوى الأصيل بما في ذلك المدونات والفيديوهات: تستخدم العديد من الشركات وسائل التواصل الاجتماعي كأداة لتدعيم المحتوى الذي نشرته على منصات أخرى، بما في ذلك نسخ الإعلانات، وقد تتضمن هذه العملية المدونات والفيديوهات المنشورة على موقعها على شبكة الإنترنت، أو محتوى منشور على مواقع تواصل اجتماعي أخرى، مثل Linkedin و Medium؛ وبالإضافة إلى ذلك، تقدم أغلب مواقع التواصل الاجتماعي خاصية المنشورات المبرمجة، والتي تعني إمكانية نشر محتوى معيّن على مدى فترة أسابيع أو أشهر، مما يضمن أن محتواك سيعرض بانتظام.
  3. مشاركة محتوى أشخاص آخرين مثل مراجعات العملاء حول منتجاتك: من أجل تنويع نمط النشر وعدم حصره في المحتوى الأصيل، ولجعل صفحات مواقع التواصل الاجتماعي الخاصة بالشركات أكثر توازنًا؛ تشارك هذه الأخيرة محتوًى مصنوعًا من قِبل أشخاص آخرين، وقد يتضمن ذلك على سبيل المثال مراجعات إيجابية من العملاء وتعليقات العملاء الراضين، إلا أنها قد تتضمن كذلك محتوى من منافسين إذا كان هذا المحتوى يثير اهتمام وتفاعل العملاء.
  4. الاستماع إلى العملاء والتفاعل معهم استجابةً لتواصلهم الأولي: تلجأ العديد من الشركات إلى الاقتصار على عدد جد محدود من المنشورات على مواقع التواصل الاجتماعي، وبدلًا من تعزيز النشر، تُستخدم الموقع كأداة للرد على والحديث مع العملاء الذين يتواصلون مع الشركة، ويتضمن هذا عادةً التعامل مع الشكاوى، ما يسمح للشركة بالتجاوب السريع معها ونقلها إلى نطاق أقل عمومية مثل الرسائل المباشرة.

تحتاج الشركات أيضًا إلى مراقبة صفحاتها على شبكات التواصل الاجتماعي تفاديًا لأي مشكل، مثل الانتشار واسع النطاق لأحد المنشورات للأسباب الخاطئة، والذي يتطلب معاملةً سريعةً وحذرةً.

  1. التسويق باستخدام المؤثرين: تتمثل هذه الطريقة في استخدام ما يُعرف بالمؤثرين على منصات التواصل الاجتماعي للتسويق. والمؤثرون هم مستخدمون مستقلون لديهم عدد كبير من المتابعين ويقبلون تلقي أموال أو منتجات مقابل الترويج لمنتج أو خدمة معينة. تنجح هذه المقاربة عادةً لأن الأشخاص أكثر أرجحيةً في أن يصدقوا شهادة شخص ما حول جودة منتج أو خدمة شركة معينة عندما يعدّون هذا الشخص مستقلًا عن هذه الشركة.
  2. مناصرة الموظفين: تعني مناصرة الموظفين ببساطة أن تسمح لموظفيك بالتفاعل مع العملاء على وسائل التواصل الاجتماعي بصفتهم الشخصية وبصفتهم موظفين لديك في ذات الوقت، وغالبًا ما تشجع منظمات الأعمال موظفيها على مشاركة محتوى ذو علاقة بمنتجاتها على منصات التواصل الاجتماعي، ما يمكن أن يوسّع نطاق الوصول الطبيعي. تجعل مناصرة الموظفين الشركات تبدو أكثر إنسانية، إلا أنها قد تكون سلاحًا ذو حدّين إذا استخدم الموظفون النبرة الخاطئة في منشوراتهم على مواقع التواصل الاجتماعي.
  3. المحتوى المدفوع والإشهار: عملت شركات التواصل الاجتماعي بجهد خلال السنوات الأخيرة على خفض معدل الوصول الطبيعي لمنشورات الشركات على هذه المنصات، فقد أصبح حاليًا من الصعب جدًا على منظمات الأعمال الوصول إلى عددٍ كافٍ من العملاء تلقائيًا، لجعل وسائل التواصل الاجتماعي المجانية جديرةً بالمحاولة؛ وبدلًا عن ذلك، تُعَد أفضل طريقة للوصول إلى عملاء معينين هي أن تدفع مقابل هذه الخدمة، وتعرض شركات التواصل الاجتماعي للشركات المستعدة للدفع خدمات إشهارية دقيقة التوجيه لشرائح خاصة جدًا من قاعدة مستخدميها، وهو ما يجعل مردودية المحتوى المدفوع مرتفعةً جدًا.

لا يُعَد أي من أشكال التسويق عبر وسائل التواصل الاجتماعي المذكورة أعلاه حصري الاستعمال، إذ تستطيع الشركات وتستخدم عادةً العديد من هذه الأساليب تزامنيًا.

كيف تبدأ التسويق عبر وسائل التواصل الاجتماعي؟

قبل أن تبدأ في أي نوع من أنواع التسويق عبر وسائل التواصل الاجتماعي، تحتاج إلى أن تكون واضحًا جدًا بشأن ما تريد تحقيقه منه. لا تستخدم هذا النوع من التسويق ببساطة لأن الجميع يستخدمه، لكن بدلًا عن ذلك ينبغي أن توضّح أهدافك من خلال التسويق عبر التواصل الاجتماعي، والتي تدخل ضمن السياق الأوسع لاستراتيجيتك التسويقية الشاملة، بالتالي تحتاج إذًا إلى استخدام هذه الأهداف لتحديد شكل النشاط الأفضل لك وكيف ستقيس نجاحك.

تحتاج أيضًا أن تأخذ بعض الوقت لتطوير وتحديد صورة علامتك التجارية، حتى يكون كل ما تنشره على مواقع التواصل الاجتماعي متناسقًا معها. وتتمثل الخطوة الموالية في اختيار منصتك أو منصاتك، ويتوقف ذلك على ما يلي:

  1. المنصة المفضلة لدى جمهورك، لأنه من غير المفيد مشاركة محتوى ممتاز إذا كان جمهورك المستهدف لن يتمكن من مشاهدته أبدًا.
  2. نوعية المحتوى الذي تريد مشاركته، إذ تتناسب بعض المنصات مع أنواع معينة من المحتوى أفضل من غيرها.

قد يكون عليك القيام ببعض البحث لمعرفة أي المنصات أفضل لك، وتذكر أن تستمر في تحديث عملية البحث للتأكد من أنك ما زلت في المكان الأفضل.