شاهدت على مدار يومين مقاطع من قصة ريان الطفل المغربي الذي سقط في بئر في إقليم شفشاون (شمالي المغرب)، ومازالت عملية إنقاذه تجري حتى هذه اللحظة.

لا أريد الخوض كثيرًا في قصة الطفل، ولكن أرغب بالتحدث قليلًا عن التسويق العاطفي الذي لاحظت تواجده في كثير من الصفحات والشركات التي اتخذت من ريان مادة تسويقية أكثر من كونها حالة إنسانية.

ما هو التسويق العاطفي؟

هناك العديد من الطريق التي يمكن للشركات من خلالها جذب مشاعر الأشخاص، ومن بينها هذا النوع من التسويق.

التسويق العاطفي عبارة عن رسائل تستخدمها الشركات لاستهداف مشاعر إنسانية محددة، وإقناع المستهلكين بالتعامل معها.

يمكن أن تشمل هذه المشاعر السعادة، أو الغضب، أو الحزن، أو الخوف.

غالبًا ما تظهر استجابة الشركة للأحداث الجارية أو المواقف التي تحرك مشاعر البشر، مثلما حدث تمامًا بقصة ريان.

حيث تأمل الشركات التي تستخدم هذه التكتيك في تكوين علاقة أعمق بين علامتها التجارية، ومستهلكيها.

قد يُقنع التسويق العاطفي الأشخاص بشراء منتجات معينة، أو مشاركة المحتوى عبر وسائل التواصل الاجتماعي والتعليق عليها.

هل ينجح التسويق العاطفي؟

في كثير من الأحيان تنجح الشركات في التسويق العاطفي لأن المستهلكين بطبيعة حالهم عاطفيون بشدة، ويتفاعلون مع أي خبر أو مشهد يحرك مشاعرهم.

لماذا ينجح التسويق العاطفي؟

فيما يلي بعض الأسباب التي تبين كيف ينجح التسويق العاطفي:

التسويق العاطفي لا يُنسى

من أهم أسباب نجاح التسويق العاطفي أنه لا يُنسى، فهو يرتبط بالتجارب الشخصية للمستهلكين.

وغالبًا ما يتذكر الأشخاص الإعلانات أو القصص التي ترتبط بمشاعرهم، وعندما يتذكر الناس هذه المشاعر يربطونها بعلامة تجارية معينة أعلنت عنها نفسها في ذلك الوقت.

وبالإسقاط على قصة الطفل ريان أثناء بحثي عن بث مباشر عن عملية الإنقاذ وجدت الكثير من مقاطع الفيديو التي تعود للعديد من الشركات والصفحات التي حصلت على أعداد متابعين كُثر بفضل ما حصل مع ريان.

من المؤكد أنني لن أنسى الصفحات التي شاهدت من خلالها ما يحصل فهي ارتبطت بمشاعري الشخصية.

وهذا بالضبط ما تسعى إليه الشركات عند استخدام التسويق العاطفي.

يمكن أن تخلق الأحداث العاطفية رد فعل فوري

يمكن للناس تكوين آراء شخصية حول الشركات خلال اللحظات القليلة الأولى من التفاعل.

ويمكن أن يساعد هذا المستهلكين في التعرف على العلامة التجارية في المستقبل على أنها العلامة التي جعلتهم يشعرون بالعاطفة على الفور.

قد يؤثر التسويق العاطفي على العميل مما يدفعه إلى شراء منتجات من الشركات المعلنة.

التسويق العاطفي يعزز المشاركة

يمكن للتسويق العاطفي دفع الناس إلى التفاعل من خلال المشاركات، والتعليقات، والإحالات.

مثلًا يمكن أن تلهم مشاعر الحزن أو الخوف البشر وتجعلهم يتخذون القرار بالمشاركة، والتعليق، وهذا هو ما تريده الشركات، والقنوات.

في النهاية ندعو الله تعالى أن يخرج الطفل ريان بالسلامة، وندعوه أن يحمي أطفالنا من كل مكروه.

من وجهة نظري أرى أن التسويق العاطفي جيد في كثير من الأحيان على ألا يكون مبنيًا على آلام البشر فما رأيك أنت؟