في الحقيقة أن قصة خلق آدم عليه السلام فى التوراة مُتشابهه بدرجة كبيرة لقصته في القُرآن ماعدا بعض الإختلافات الجوهرية التي سيرد ذكرها الآن.
والآن هيا بنا لنعرف قصة آدم كما وردت في التوراة 🌼
ذكرت التوراة ان ﷲ سبحانه وتعالى خلق آدم من التراب وشكله بيديه حتى أصبح انسانًا ونفخ فيه من نسمة الحياة ثم خلق ﷲ الجنة في الأرض كما ذكرت التوراة ان موقعها كان شرقي عدن وأسكن آدم فيها ولكنها كانت فارغة فأنبت ﷲ فيها شجر صالح للأكل وشهيٌ للنظر كما ذكرت التوراة وجود شجرتين في مُنتصف الجنة وهما شجرة الحياة وشجرة معرفة الخير والشر وقال ﷲ لآدم انه يستطيع ان يأكل من كل الشجر ماعدا شجرة معرفة الخير والشر وفكر ﷲ انه ليس من الجيد ان يكون آدم وحده في الجنة فخلق ﷲ الحيوانات والطيور وقال لآدم ان يُسميها وان ما سيُسميه آدم سيُصبخ اسمها حقًا فسماهم آدم ولكن ﷲ وجد آدم وحده بدون مؤنس فجعله ينام واخذ ضلع من اضلاعه وكساها لحمًا وخلق منها انثي وعندما استيقظ آدم سماها إمرأة لأنها اُخذت من إمرئ وقال لذلك يترك الرجل اباه وأمه ويلتصق بإمرأته فيصبحان جسدًا واحدًا وذكرت التوراة انهما كانا عريانان ولا يخجلان ويُرجح ان ذلك بسبب عدم معرفتهم بالخير والشر وما ظهر في نفوس البشر بعد ذلك.
والآن دعني اُكمل لك القصة حتى آخرها كما توجد في سفر التكوين فمن هنا سوف يتضح الإختلاف بين قصة آدم في القرآن والتوراة.
تذكر القصة التوراتية ان الحية كانت أحيل جميع الحيوانات التى علمها الله فسألت المرأة أحقًا قال ﷲ الا تأكلا من جميع شجر الجنة؟ فأجابتها بأن ﷲ قد سمح لهم بالأكل من جميع شجر الجنة ماعدا ثمر الشجرة التي في مُنتصف الجنة فقد قال ﷲ ان لا يأكلا منها ولا يمساها حتى لا يموتا فقالت لها الحية انهما لن يموتا ان اكلا منها بل سيُصبحان كالله عارفين الخير والشر فأُغويت المرأة للأكل من الشجرة فأكلت منها وأعطت رجلها فإنفتحت عيونها وعلما انهما عريانان فخاطا أوراق تين وصنعا لأنفسهم مآزر وأثناء ذلك سمعا صوت ﷲ ماشيًا في الجنة فإختبأ آدم وامرأته وراء شجر الجنة فنادى ﷲ على آدم وسأله أين هو فرد عليه آم بأنه سمع صوته فإختبأ لأنه عريان
فسأله ﷲ من اخبره انه عريان ام انه اكل من شجر الجنة فأخبره آدم ان المرأة التى خلقها هي التى أعطته فإستنكر ﷲ فعلها فأخبرته ان الحية هي من اعطتها فعاقبهم الله جميعًا فلعن الحية وجعلها من بين جميع الحيوانات هي الوحيدة التي تزحف على بطنها وتأكل التُراب وجعل بينها وبين نسل المرأة عداوة هم يستحقون رأسها وهي تسحق عُقبهم وعاقب المرأة بتعب الحمل والولادة وبالإشتياق لرجلها وبسيادة الرجل عليها وعاقب آدم لأنه سمع لقول إمرأته بالتعب كل ايام حياته حتي يعود للأرض التي أُخذ منها لأنه تراب سيعود للتراب وسمر آدم إمرتها حواء لأنها ام كل حي وصنع ﷲ لهما ملابس من جلد وقال إن الإنسان أصبح على علم بالخير والشر كواحد منا وخاف ان يمد يده ويأكل من شجرة الحياة فيحيا للأبد فطرده من جنة عدن ليعمل في الأرض وجعل حُراس بسيوف يحرسون طريق شجرة الحياة.
وكانت هذه هي قصة خلق آدم كما وردت في التوراة ويتضح لنا الآن التشابه والإختلاف بينها وبين القرآن مثل انهما يتفقان على خلق آدم من التراب والإختلاف مثل قصة الحية التي وسوسوت لحواء وغيرها.