نقي الروح يولد و هو يحمل إعتقاد بأن الحياة مثالية و جنة فوق الأرض .. و يعيش و هو معتنق لمثالية الحياة و بأنها ينبغي أن تكون عادلة و أخلاقية و مسالمة عادلة لا شر فيها و لا صراعات و لا مشاكل و لا ظلم .. و عندما يبدأ في مخالطة البشر على مختلف أنواعهم ينصدم بالحقائق المؤلمة للطبائع و النفوس و الأحقاد و الإنتهازية و الكذب و مختلف الشرور و الآفات التي لا تتحملها القلوب التي ترى بنقاء و ببراءة الأطفال .. يحمل أنقياء الروح وعيا طفوليا يرون به الأرض على أنها مثل البيت الكبير و يرون بأن البشر هم عائلة إنسانية كبيرة ينبغي أن يصارح بعضهم بعضا و أن تتم تسوية الخلافات بالحوار و النقاش المستمر و بأن لا يتم الإعتداء و الظلم .. يرسل الله الأرواح النقية لكي يعيدوا تذكير الناس بأهمية الرحمة و العطف على الأطفال و الضعفاء و المساكين .. هؤلاء الأرواح طفوليو الفهم و الإدراك ساذجو التفكير متهورون و متشتتو الانتباه يتمنون أن يقدر الناس طيبتهم و عفويتهم و أن يقوموا برعايتهم و الاهتمام بهم كاهتمامهم بأطفالهم .. يبقى طفوليو الروح أطفالا حتى لو تقدموا بالعمر .. و إن الجهل بهم و بأرواحهم النقية و الاعتداء عليهم باللفظ و الإهانات و تحميلهم ما لا يحتملون و اهمال معاملتهم كحالات استثنائية تستحق العناية الفائقة من طرف الأهل و المجتمع و التوصية بهم خيرا .. هذا الإهمال يعني الإعتداء على خلق نقي من خلق الله و سيحاسب الناس عليه يوم القيامة و يوم يحشر الله الخلائق جميعا إليه .. لذلك لا ينبغي كسر أرواح الأبرياء و إضعافهم و مؤاخذتهم على النسيان و على المزاح و الأخطاء .. فالتسامح فضيلة و نبتة طيبة ينبغي تقديمها لهؤلاء الأنقياء ..
كيف يرى أنقياء الروح الحياة ؟
الأرواح النقية مثل هذه تعيش لتذكرنا بجمال الأشياء التي ننساها. صحيح أن الحياة صعبة، لكنها تصبح أفضل بوجود هؤلاء الأشخاص الذين يضيئونها بعفويتهم وطيبتهم.. أنا أرى أنهم البوصلة حين تتيه بها أنفسنا في غمرات الدنيا
ذكرتني بحديث للنبي صلى الله عليه وسلم يقول في ما معناه أن هناك اقواما هيّنة ليّنة قريبة من الناس تحرم على النار، وفي حديث آخر أنه يدخل الجنة أقوام أفئدتهم مثل أفئدة الطير..
التعليقات