لعلَّ الكثير مِنا شاهد تحول مايكل جاكسون وتغيرَ لونهُ من الأسود إلى الأبيض على مراحلَ، حيثُ انتشرت البقع الفاتحة على كفيه فرقبته وهكذا لبقيةِ جسمه، حتى تحول نهائيًا إلى البشرةِ البيضاء، ماذا أصابه ؟ إنه مرض البهاق....
عندما كنتُ في مرحلةِ الثانوية ، كانت لي زميلة مصابه بهذا المرض ، لكن ليست لدي الخلفية حوله في ذلك الوقت ، كنتُ أعتقد أن زميلتي محروقة ،وفي هذا الوقت كان يلازمني الخوف ، حيثُ كنتُ أعتقد أنه معدي ، وكان ينتابني الخوف من هذا المرض ، حيثُ بالأولِ كنت أنا وزميلاتي نرفضُ أن نمد يدنا لمصافحتها وذلك نتيجة الكثير من الأفكارِ الخاطئة حولَ هذا المرض وخوف الجميع من أن يصابوا بالعدوى ....
لاحظت معلمتنا آنذاك ،تصرفاتنا تجاه زميلتنا .. فقررت أن تعرفنا على هذا المرض ، وأنه ليس معدي ،ومن بعد ذلك الوقت قررنا أن ندعمها في مواجهة هذا المرض ..
إذن دعوني أعرفكم على هذا المرض ، مرضُ البهاقِ مرضٌ جلدي مزمن، يظهرُ على شكل بقع بيضاء في أنحاء متفرقة في الجسم، أكثرها في الوجهِ واليد وبين ثنايا الجلد. وهو غير معد.. ولا ينتقل عن طريق التلامس. لكن ثمة عنصر وراثي في انتقال الجين المسبب للمرض إلى الأبناء.
ويرجعُ المرض إلى خلل مناعي يتسبب في نقص الخلايا التي تفرز الميلانين، وهي المادة المسؤولة عن صبغة لون الجلد.
كما ينتجُ البهاقُ غالبًا لأسبابٍ نفسية، فإذا كان السبب نفسي فهو في الغالب ناتج عن ظروف قاسية أو مواقف مؤذية، ويمكنُ معرفتها بتذكر الأحداث والظروف الواقعة قبل الإصابة بالبهاق مباشرة، وأحيانا لا يتم تذكرها إلا بالاسترخاء.
هل هناك أنواع للبهاق ؟
نعم بالتأكيد ، هناك نمطان للإصابة بالمرض. الأول والأكثر شيوعا هو غير القطعي أو الثنائي، وتظهر فيه البقع البيضاء بشكلٍ متساوٍ في الأطراف، واليدين، والذراعين، والركبتين، والقدمين. ويصيب هذا النوع تسعة أعشار المرضى.
النمطُ الثاني والأقل شيوعا هو القطعي، وتتركز الإصابة في بقعة معينة من الجسم. وهو أكثر شيوعا بين الأطفال، إذ يصيب ثلاثة من بين كل عشرة أطفال مصابين, وعادة ما يظهر في سن مبكرة..
هل هناك علاج للبهاق ؟
للأسف حتى الآن لا يوجد علاج نهائيٌّ جذري يقضي على مرض البهاق، ويعيد الجلد إلى حالته السابقة. لكن هناك طرقًا عديدة للعلاج من أجل تحسين الشكل، ومن أجل السيطرة على انتشار المرض ووقف زحفه.
حيثُ سابقًا كان يُلجَأُ للكريمات ومستحضرات التجميل لتلوين المناطق المصابة، خاصةً إذا كانت محدودة... ومنذ سنواتٍ عديدة تستخدم المراهم المحتوية على الكورتيزون لزيادةِ الصبغة في المناطق المصابة، وفي حالة عدم الحصول على نتائج مثمرة منها، يُلْجَأ إلى جلسات العلاج بالأشعة فوق البنفسجية للقيام بهذه المهمة .
في هذا العام .. أظهرت دراسة أخرى فعالية جيدة لمرهم الميثوتركسات في تحسين البهاق لأحد المرضى مع الاستخدام لـ 3 أشهر.
وأخيرًا أتعلم عزيزي/ عزيزتي القارئ/ة أنه من الممكنِ أن تستيقظَ ذات يوم لتجد نفسك ببساطة مُصاب أنت أيضًا بالبُهاق؟! فالدراسات العالمية تُشير إلى أن البُهاق قد يظهر في أي مرحلة عمرية .
التعليقات