غالبا ما يتعرض المستقلون لخطر الإفراط في التركيز على العمل مما يجعلهم يهملون جوانب أخرى من حياتهم. إذا كنت واحدا منهم، لا تدع هذا يحدث لك!

كمستقل، قد يكون من الصعب أن تخصص وقتا لنفسك، وتهمل العديد من واجباتك التي ليس لها علاقة بالعمل (واجبات دينية، أسرية، اجتماعية...)، لنواجه الأمر، عندما تكون مستقلا فإن جدول أعمالك نادرا ما يكون منظم لأن العمل المستقل لا يكون له وقت محدد فأنت لا تعلم متى سيأتيك عمل آخر، أحيانا لا يكون هناك ضغوطات وأحيانا أخرى تتراكم عليك الأعمال وعندما يحدث هذا يصبح من الضروري أن تنغمس في مكتبك وتنهي لائحة أعمالك، وهذا ما قد يؤدي بك الى الإرهاق.

بعض المستقلين لديهم القدرة على خلق نوع من التوازن بين عملهم وحياتهم العادية، ونمط حياة المستقل لديهم يسير بشكل جميل وسلس، في حين أن الآخرين تجدهم يعانون من الصعوبة في خلق ذاك التوازن، إذا كنت من النوع الأول فأنا أحييك عاليا أنت مستقل ناجح، وإذا كنت من النوع الثاني فأنت تحتاج لقراءة هذه النصائح والعمل بها حتى تتمكن من تحقيق التوازن المرجو.

1-نظم أوقات نومك

غالبا عندما تكون مشغولا أو ينتظرك عمل مهم يجب أن تنجزه، فالنوم يكون آخر شيء ترغب في التفكير فيه، تحاول أن تقنع نفسك بأن إنقاص بعض الساعات من مدة نومك العادية لن يؤثر في شيء، أليس كذلك؟

ليس تماما فالنوم أهم بكثير مما يبدو عليه، فهو يؤثر بشكل مباشر على مردوديتك، فحصولك على النوم الكافي يجعل عملك أفضل بكثير، لذلك حاول تعويد نفسك على احترام موعد النوم وقم بترتيب جدولك الزمني وفقا له.

2- خصص وقتا ثابتا للاهتمام بنفسك

وسط ضجيج أعمالك كمستقل وتراكم خدمات عملائك هناك أنت، شيء من بين أهم الأشياء التي تنتظر منك الاعتناء، خصص وقتا لنفسك وقتا تقوم فيه بعمل شيء تحبه استرح واسترخ قليلا فأنت لست روبوت أنت مجرد مستقل ولنفسك عليك حق، لذلك حاول أن تخصص وقتا ثابتا تدلل فيه نفسك اذهب للتسوق او للمنتجع أو اجلس قليلا مع عائلتك اجعله وقتا تنسى فيه أنك مستقل، فهذا سيجعلك تجدد طاقتك وتستعد أكثر للعمل.

3 - واظب على التمارين الرياضية

حاول أن تتغلب على الخمول الذي يداهمك أثناء التفكير في الرياضة فكونك مستقل ولديك أشغال كثيرة وأعمال متراكمة لا يعفيك من ممارسة الرياضة بل أنت أكثر شخص يحتاجها حتى تستطيع تصفية ذهنك وترتيب أفكارك والتخلص من الضرر الذي يسببه لك الجلوس المطول أمام الشاشة، خصص وقتا ثابتا كل يوم تمارس فيه الرياضة وسترى كيف أن إنتاجك يتغير للأحسن.

4- اهتم بنظامك الغذائي

من بين إيجابيات العمل من المنزل أنه يمكنك دائما تناول أغذية صحية متى ما أردت فالمطبخ على بعد أمتار قليلة من مكتبك لذلك حاول أن تراقب نظامك الغذائي، حاول أن تجعله صحيا قدر ما استطعت فعمل المستقل يحتاج إلى التركيز الشديد وكلما كان النظام الغذائي صحيا كلما زاد تركيزك وبالتالي تزيد انتاجيتك.

5- لا تعمل في عطلة نهاية الأسبوع !

إذا كان رئيسك في العمل خارج المنزل يطلق سراحك في المساء ويمنحك عطلة نهاية الأسبوع لترتاح فيها وتتخلص من ضغوطات العمل، فكيف تسجن أنت نفسك لساعات متأخرة بل وفي نهاية الأسبوع أيضا وأنت رئيس نفسك!!

تخيل معي الآتي، تلتقي بأصدقائك في المقهى تتحدثون وتدردشون ويبدأ كل واحد منهم بسرد تفاصيل سفره أو رحلته في عطلة نهاية الأسبوع وحين يأتي دورك لا تجد ما تحكي سوى أنك أمضيت كل وقتك بين شاشة وكرسي وسط غرفة مملة، أليس هذا مثيرا للشفقة؟ ما الهدف من جني المال إن كان ذلك على حساب صحتك ونفسيتك؟ حاول أن تعتبر عملك كمستقل مجرد عمل ينتهي مساء الجمعة ويبدأ صباح الإثنين.

6- خصص وقتا لأصدقائك وعائلتك

أحيانا عملك كمستقل يغرقك في بحر الأنترنت والربح منه وهذا ما يحصل للكثيرين، بمجرد أن يبدؤون رحلة الربح من الأنترنت يصبح من الصعب أن يتراجعوا، حتى وإن اضطروا إلى القيام بإحدى واجباتهم المنزلية فهم يحاولون إيجاد أسرع طريقة للانتهاء منها والعودة إلى جهاز الكمبيوتر والغرق مجددا فيه! لا تنسى أنك إنسان والإنسان كائن اجتماعي بطبعه، لديك أسرة وأصدقاء ينتظرونك فخصص لهم وقتا ولا تترك لبحر الأنترنت والأعمال مجالا لتنسيك ارتباطاتك الاجتماعية.

في الأخير، كل مستقل يمر بلحظات يحس بنفسه تائها، غارقا بين أعماله في العالم الافتراضي التي لا تنتهي وبين واجباته في العالم الحقيقي التي قام بتأجيلها حتى تراكمت، لذلك لابد من تنظيم الوقت وتقسيم اليوم الى ساعات عمل وساعات راحة وساعات يقوم فيها المستقل بعمل ما يحبه بعيدا عن شاشة الكمبيوتر.

أتمنى أن تفييدكم هذه النصائح التي بفضلها أصبحت وأخيرا أستطيع الفصل بين حياتي وعملي كمستقلة