نزلة البرد هي واحد من أشهر الأمراض الفيروسية المعدية شيوعا بين بني البشرعلى الإطلاق، يمكن أن يتسبب بها أكثر من 200 نوع من الفيروسات الضعيفة التي تحدث إصابة علوية في الجهاز التنفسي، يمكن التعرف عليها من خلال احتقان الحلق، السعال، والصداع الخ…. والآن،….. هل تتذكر آخر مرة أصبت فيها بنزلة برد، هل قمت بزيارة الصيدلية وشراء علبة تحتوي على مكملات فيتامين ج (vitamin C) رغبة منك في القضاء على هذا المرض و عودتك لمزاولة حياتك الطبيعية؟ إذا كنت كأغلبية الناس، فعلى الأرجح أنك فعلت ذلك، لكن مهلا، هل يمكن اعتبار فيتامين ج كعلاج محتمل للزكام؟ أو على الأقل سببا لتوفير حماية مسبقة من الإصابة بالعدوى؟
يشيع في الرأي الشعبي وحتى بين أواسط بعض الأطباء والصيادلة الإعتقاد القائل بأن فيتامين ج يعتبر علاجا فعالا لنزلات البرد وأنه يساعد على الحماية من التقاط العدوى الفيروسية إلا أن هذا الإعتقاد لهو اعتقاد خاطئ عند أهل العلم، رغم أنه يشمل على جزء صغير من الحقيقة ولكن قد يصعب علينا وضع أيدينا على هذا الجزء الصغير وسط أكوام المعلومات المغلوطة التي تغطيه
فكيف بدأ هذا الأمر…..
تم إنتاج فيتامين ج أوحمض الأسكوربيك أول مرة في الثلاثينيات وهوعبارة عن مضاد للأكسدة سريع الذوبان في الماء كما أنه علاج فعال لمرض الإسقربوط (مرض تساقط الأسنان والأظافر) ، لا يتم إنتاجه في الجسم و يمكن الحصول عليه بشكل طبيعي من الفواكه والخضروات الطازجة خاصة الحمضيات أو على شكل مكملات غذائية من الصيدليات.
وجاءت سنة 1970 بالجديد حين أعلن العالم لينوس باولينج الحاصل على جائزة نوبل أن الفيتامين ج يمنح وقاية من نزلات البرد كما أنه يستطيع علاج نوبات العدوى بميكروبات البرد في كتابه عن فيتامين ج ونزلات البرد وقد حصل على اهتمام الرأي العام ولازال يفعل حتى يومنا هذا.
لاحقا أجريت عدة دراسات ذات مصداقية عالية جدا حول ما إذا كان تناول فيتامين ج يعتبر كعلاج محتمل لنزلات البرد أو على الأقل يحمي من الإصابة به، فجاءت النتائج غير مبشرة بشكل عام.
ففي سنة 2007 أجريت دراسة أراد فيها الباحثون اكتشاف إذا ما كان تناول 200 ميليغرام من هذا الفيتامين يمكن أن يقلل من عدد مرات الإصابة بالزكام أو حدته أو مدته وبعد مراجعة دامت 60 عاما من البحث السريري وجدوا أن تناول فيتامين ج بعد بداية البرد لا يجعله أقصر أو أقل حدة.
وعندما تم اختباره في سبع دراسات تبين أن فعاليته لا تختلف عن العلاج الوهمي placebo. والعلاج الوهمي هو عبارة دواء يمكن أن يحتوي على سكر أو نشاء أو لا يحتوي على شيء، ورغم أنه لا يوجد سبب واضح لفاعليته إلا أنه قد يعطي نتائج قابلة للقياس وينبع تأثيره من قوة التأثير النفسي والعقلي في الجسم.
والآن نعود لموضوعنا حيث وجدت الدراسة أن تناول فيتامين ج يوميا بعد الإصابة بالعدوى يقلل من مدة الإصابة بنسب طفيفة جدا :
للبالغين ب 8% فقط.
والأطفال14 %فقط.
كما درس باحثون من الشبكة الشهيرة Cochrane Collaboration (والجدير بالذكر أن Cochrane هي شبكة من الباحثين من جميع أنحاء العالم تهدف لتجميع الأدلة والبراهين للخروج بتوصيات تساعد على اتخاذ قرارات مبنية على الطب المسند بالدليل) عما إذا كان تناول جرعات كبيرة من فيتامين ج يحمي من نزلات البرد لذلك قارنوه بدواء وهمي في 29 دراسة على 11000 شخص من بينهم أطفال تناولوا 1000 ميليغرام يوميا على مدار عدة سنوات و كشفت الدراسة أن تناول فيتامين ج كل يوم لفترة طويلة لم يقي من نزلات البرد ولكنه يقلل من مدة الإصابة بالعدوى بنسبة 10% فقط.
وأقدمت المنظمة العالمية للصحة على تأكيد هذه النتائج حين كشفت في نموذجها الذي نشرته في 2008 أن الإدعاءات بأن فيتامين ج له قيمة في علاج نزلات البرد لا أساس لها
قبيل أن أقدم على نشر هذه المقالة، قال لي بعض الأصدقاء في تعليقه على مواقع التواصل الاجتماعي : إذا كان فيتامين ج لا يحمي من نزلات البرد! إذن فلماذا جعل الله البرتقال خاصة والحمضيات عامة تنمو في فصل الشتاء أين تكثر نزلات البرد؟ ودعوني أعترف أن هذا السؤال لهو سؤال ممتاز جعلني أبذل مجهودا إضافيا في البحث وكان مما وجدت أن الحمضيات بمختلف ألوانها وأشكالها في الشتاء : البرتقال، الأفندي والليمون الحامض والغريب فروت وغيرها، تمنح العديد من الفوائد، حيث يوجد فيها
مركبات غذائية وفيتامينات واقية أبرزها الفيتامين ج كما يعلم غالبية الناس، و على غرار مرض الإسقربوط يقاوم
هذا الفيتامين ضعف البُنية، إدماء
الجلد، تحلل المادة الكلسية في
العظام، ويقاوم إرتباك الهضم، فقدان الشهية، و الإلتهابات، وفي مقدور
برتقالة واحدة فقط أن تمد الإنسان بكل ما
يحتاجه من هذا الفيتامين في اليوم الواحد
كما أن هذا الفيتامين يقاوم الروماتيزم الذي يستفحل في الشتاء عادة و يمنح طاقة كبيرة للجسم من أحل آداء المهام اليومية في الأجواء الباردة
فيتامين ج هو فيتامين جد مهم و مضاد للأكسدة
يساهم في إعطاء دفعة لجهاز المناعة وجعله قويا وتقوية العظام والعضلات كما يساعد الجسم على امتصاص الحديد ليبقى في صحة جيدة. وعليه فإن تناول فيتامين ج لن يضر على العموم إذا تم الحصول عليه بشكل طبيعي من الخضر والفواكه
أما في حالة المكملات الغذائية فلا بد من احترام الجرعات الموصى بها
90 ميليغرام للرجال
75 ميليغرام للنساء
في حالة تجاوز جرعة 2000 ميليغرام يوميا قد تتسبب في مشاكل للجسم كحجارة الكلى، الغثيان والإسهال.
وكخاتمة ، إذا أصبت بنزلات البرد فلا بد من زيارتك للطبيب وحينها تأكد من حصولك على اللقاحات والأدوية المضادة للمرض ونسأل الله العافية والسلامة للجميع.
المصادر :
Science Daily : Vitamin C Offers Little Protection Against Colds, Review Finds
Amanda Bucher and Nicole White, PharmD, CDE : Vitamin C in the Prevention and Treatment of the Common Cold
Vitamin C does not prevent
the common cold but may
reduce its duration and
severity : Hemila H, Chalker E. Vitamin C for preventing and
treating the common cold. Cochrane Database Syst Rev.
Vitamin C forthe
Common Cold Reviewed by Poonam Sachdev on September 24, 2021
WHO MODELFORMULARY 2008
مجموعة فلسطين "الإعلامية الموقع الإعلامي "
موقع الشيخ النابلسي