لطالما تفاقمت المشاكل النفسية في عصرنا الحالي الذي يتسم بضغوطه العالية ورتمه السريع والمتنامي، وأثناء محاولتنا لمواكبة هذا التطور الهائل والسريع ننسى أنفسنا ولا ندرك الكم الهائل من الضغوط التي توقعنا في فخ الهشاشة النفسية التي تعرضنا فيما بعد للأمراض النفسية المختلفة.

  بالتأكيد ليست ضغوط الحياة فقط هي المتحكمة في أمراضنا النفسية بل هناك العديد من العوامل الأخرى مثل تربية الوالدين والبيئة المدرسية و الجينات الوراثية أيضا.

  ومن خلال دراستي لعلم النفس أرى أن العلاج السلوكي المعرفي قد يكون طوق النجاة في حالات أمراض نفسية عديدة فهو يقوم على حل مشكلات الفرد من خلال تغيير نمط تفكيره في مواجته لهذه المشاكل، وبالتالي يتغير إدراكه وشعوره تجاه هذه المشكلة.

كيف نطبق هذا على أرض الواقع ؟ 

يستند العلاج المعرفي السلوكي إلى ثلاث نقاط :

  •  الإدراك وهو ما يفكر به الشخص.
  • العاطفة وهي ما يشعر به الفرد.
  • السلوك وهو ما يتصرف به الفرد.

نلعب هنا على نقطة التفكير والإدراك التي ستتحكم في السلوك

على سبيل المثال

فشلت في مشروعي الناشئ

التصرف الطبيعي من وجهة نظر الشخص هو أنه (سيفكر) أنه شخص فاشل (سيشعر) أنه لن يمكنه النجاح في أي أمر من أمور حياته المقبلة (سيتصرف ) بدخوله في نوبات اكتئاب وقلق وعزلة

العلاج من نظرية العلاج السلوكي المعرفي 

أولا يجب أن أدرك أنها ليست النهاية، أفكر في أسباب الفشل وأحللها جيدا، أتصرف في تطبيق خطوات حقيقية لإنقاذ المشروع وأساليب جديدة

وفي الحقيقة أرى أن العلاج السوكي المعرفي قد يكون علاجا فعالا في حالات عديدة من القلق والخوف والاكتئاب والغضب ونوبات الهلع و أنواع المخاوف المختلفة، مثل مخاوف الأماكن المظلمة والمرتفعات وغيرها.

واقع أم خيال 

أرى أنه واقع يمكن تطبيقه ولكن على يد متخصص أو حتى يمكن أن يطبقه الفرد على نفسه من خلال إدراكه لمشكلاته وتغيير طريقة تفكيره بها وإداركه لها.

فمثلا الخوف من الظلام يمكننا علاجه عن طريق تفكير الشخص لماذا يخيفه الظلام ويعمل على علاجه و ماذا يشعر في الظلام و يقوم بترجمة مشاعره و أحاسيسه و يعمل على تقليل شعوره بها و يقوم بعد ذلك بالتدرب على هذه العملية شيئا فشيئا و تدريجيا حتى يصل لنتيجة مرضية.

و أنتم هل فكرتم من قبل في العلاج السلوكي المعرفي وهل بالفعل يمكن تطبيقه بهذه السهولة؟