قبل فترة، استيقطنا على أصوات بكاء و نحيب، بعد تتبع الصوت علمنا أن الصوت آتٍ من بيت الحاج "عبد القيوم". جارنا هذا كان في المستشفى لأسابيع لعلة أصابته، لذلك ترحمنا عليه، واتجهنا صوب المنزل لنقدم تعازينا.

هناك لم نجد أحداً من كبار الأسرة، و عندما سألنا قيل لنا بأنهم في "المشرحة" في انتظار الجثمان. لم نفهم ما قالوه، ما الذي ذهب بالرجل من المستشفى إلى المشرحة. لم نستفسر مجدداً لأننا لم نرد الاسترسال في الحديث، و خلال دقائق وصلت عربة اسعاف إلى المكان.

كان أول من ترجل من العربة رجل كبير في السن، لم نرَ وجهه لأنه استدار مسرعاً لكي يحمل الجنازة لكنه ظهر لنا مجدداً عندما خرج يحمل الجنازة. إنه الحاج "عبد القيوم".

تسمر رجال الحي مكانهم لبرهة، و لم يفيقوا إلا على الجنازة توضع أمامهم ليكتشفوا فيما بعد أن المتوفى هو ابن الحاج "عبد القيوم"، توفى في حادث سيارة.


كان مما سمعته ذلك اليوم:

ها هو ذا، فتى آخر يُتوفى قبل والده، أما آن لنا أن نتعظ!؟


كفاك بالموت واعظاً