دواء صحيح بتطبيق خاطئ لانفلونزا قديمة من طبيب مجنون لمريض ملعون، هذه هي الديمقراطية!

دواء صحيح حيث اثبت نجاحه في كل مكان وصل له، بتطبيق خاطئ -لنتحدث عنه بعد قليل-، لمرض معروف مرت به كل الدول وهو التاريخ والتطور، من طبيب مجنون فرضه على المريض هكذا بالغصب دون التأكد من اهليته، فهو مريض ملعون مطارد بارواح الماضي السحيق التي تهمس في اذنيه "الخلااااافة".

الديمقرراطية فكرة قديمة ربما قد ظهرت مع بدأ المجتمعات البشرية فهي قائمة في ابسط مبادئها واسسها على ان شخص واحد لا يمكنن فعل كل شيئ، لا وجود للحاكم المطلق، الحاكم المطلق قد يستعين بآخرين دون أن يدركوا انهم يعاونونه فيتعقدون انه وحده في الصورة وهم فقط يخدمونه وما يفعلونه من اعمال هي من الهام القائد الأعظم، والديمقراطية ببساطة تصفعهم على وجوههم الهزيلة صارخة "أفق يا أحمق"، وربما هذا المثال يفسر اول معدلة نعاني منها مع الديمقراطية وهي "ديمقراطية ايه اللي انت جي تقول عليه"

كتب إتيان دو لابويسي عن "العبودية المختارة" وعن كيف أن الشعوب هي من تقبل بوجود الطغاة اولا ليوجد الطغاة، فان هم رفضوا الطغاة حقًا انتهى الطغيان، وفكرة هذا الحاكم الديكتاتوري التي نعاني منها ليست بجديدة ولها الكثير من المهيئات أبسطها تاريخنا الذي لم يعرف الا الحكم المطلق الا منذ ما يقرب من قرن بالكثير، تاريخ وتفسير للدين هيأوا لوجود هذا الحاكم، ولن ننسى من اول من رفض الديمقراطيية، ولن ننسى ثقافةً ورثناها كتبت طرائف وكوارث في الحين ذاته مرت علينا، شعوب اعتادت الذل فأحبته، طورت ميولًا مازوخية مستمتعة بهذا وتقاعسًا موروثا اوقف عقولها، ليأتي احد المجانين الذي درس بالخارج "والاجانب عملوا له غسيل مخ" ليكلم شعبًا لم يذق طعم الديمقراطية عن الديمقراطية فبالتأكيد كان يجب ان يتوقع ان يولد من رحمهم دكتاتوريين جبابرة، ساهموا في تطوير خاصية الخنوع والخضوع والطاعة عند الشعب، وفي الوقت ذاته طور الشعب خاصية دفاعية فاستطاع ان يستفيد من هذا الطغي، فاخترع "التطبيل" و"التكبير -تكبير الدماغ-" و"حلاوة الشغل" وهو المرادف اللطيف للرشوة، في مجتمع يدعي انه يطبق نظاما استورده من الخارج دون ان يتشبع بمبادئه ولا يعايش نفس التجارب التي عايشها أولئك، شعب اخذ استقلالية لم يردها بالبركة ووطنًا مجانيا وقوانين وحرية وديمقراطية لم يدافع عنها بدمهوروحه، شعوب لم تتطور فكريا وتحاول تطبيق اسمى ما توصل اليه الفكر البشري، كيف تتوقع تكون النتيجة.

المعضلة الاكبر انهم واقعون في دوامة، في "دور"، فيطلبون ديمقراطية حقيقية ليصلحوا التعليم والعلم ليعلموا الديمقراطية والحقوق والواجبات للجيل القادم ليستطيع ان يطلب ديمقراطية حقيقية ليصلح التعليم....."، ربما ميزتهم الوحيدة عن كل الثورات القديمة هو ان ظروفهم مختلفة وامكانياتهم التي بين ايديهم كبيرة ولكن لم يدركوا قوتها بعد، هي مسألة وقت وسيفرض التطور نفسه عليهم، لانه سنة الحياة، حتى لو اضطروا لاكتشاف هذه الحقيقة من خلال ملء ثلاجاتهم بالمياه ١٠ سنوات.