لتعلموا فقط أني كتبت هذا الموضوع على مضض.. كلما فتحت المفكرة لأكتب شيئا يصيبني نوع من الخدر وكأن دماغي يذوب وعيناي تريدان النوم لا شيء آخر..

بين الماضي والحاضر..

عندما كنت صغيرا، كنت أعتقد أنّ كل من في العالم خُلق من أجلي فقط وأني لو مت فإنّ العالم سيتوقف عن العمل، سيتحول الى سكون كورقة سوداء بلا روح.. فكّرت كثيرا كيف سيصبح العالم بعد وفاتي، لم يتناهى الى مخيلتي سوى اللّون الأسود والسكون التام.. كنت أُرهق والدتي بالأسئلة المتكررة.. هل أنتِ حقا أمي؟ أعطيني دليل أنّك لم تسرقيني من أمي الحقيقية.. أذهب الى اخوتي الكبار.. أنتم هنا قبلي.. هل حدث ورأيتم أمكم تحملني بين ذراعيها.. لماذا لا تحبني.. أهرب للغابة مسرعا وأبقى هناك ساعات حتّى يأتي أبي وأمي ولن أعود معهما حتّى يدللاني.. ويخبراني أنهما يحباني أكثر من أي شخص في العالم.. ذات مرّة أثرت الهرج والمرج في المنزل و بدأت أصيح وأشير بيدي الى أخي الأكبر.. لماذا تحبينه أكثر مني.. لماذا تعطينه الياغورت وأنا لا.. أم تحبينه لأنه فقط ولدك.. آاا نسيت أنا سأذهب لأبحث عن أمي وأنت ابقي هنا و أطعمي أرانبك.. نظرت الي و اغرورقت عيناها بالدموع وقالت لي: لماذا تفعل بي هكذا.. أنتم كلكم أبنائي وقد أخبرتك بذلك أكثر من مرة لماذا تصر على عنادك.. أنتم كلكم كأصابع يدي أتفهم؟؟.. أي اصبع قمت بقطعه فإني سأتذى.. الى متى يا الهي سأتحمل هذه المصيبة الى متى!! وربما صفعتني أيضا كما فعلت خالة غون بكيلوا :) يد واحدة لا تُصفق لكنها تعرف جيدا كيف تصفع..المهم اخترقت كلماتها قلبي لدرجة أني لم أزعجها منذ ذلك الوقت.. مضت الأيام واستمرت الحياة.. اكتشفت أني أزعج الآخرين لاغير، مجرد عدد.. بلا عنوان بلا طموح، فاقد الثقة :/ يداي في الجيب رأسي منكوس، أركل أي حجر يعترض طريقي.. أرغمتني الحياة لاحقا وأقنعتني أني لست شخصا هاما كما أدّعي.. لا- بل العكس كل الناس مهمون سواي كل الناس لهم الحق في الحياة، لهم الحق أن يسعدوا لهم الحق أن يأكلوا البوضة وأنا آكل الفتات.. فكرت كثيرا كيف ستغدو حياة من أزعجهم، كيف سيتحول العالم بعد وفاتي لم يتناهى الى مخيلتي سوى لون النعيم.. بين الماضي والحاضر.. بيني وبين نفسي.. حينما كنت أعتقد نفسي أهم شخص في العالم..

البشر الأشرار..

بالرغم من كل العطف الذي خصّه الله لنا على غرار عديد من المخلوقات لكننا أشرار بالفطرة نحب أن نرى الآخرين في ورطة، نحب أن نعطف عليهم بقدر ما نحب أن نضحك عليهم.. أربما بسبب الملل؟؟ أو ربما لنستفيد درسا.. لا يهم.. المهم أنّك عندما ترى شخصا ضربته سيّارة فإنك تلقائيا ستعطف عليه.. لكنك في قرارة نفسك تحمد الله أنّك لست في مكانه.. دعنا نضرب مثال.. لو كنت مثلا تبيع الكشير.. جاءك زبون وطلب منك بعض القريصات.. قمت بتقطيع واحدة جزء منها فاسد.. فقمت برمي الجزء الفاسد وقدمت الجزء الجيد للزبون وقلت له خذ انها صالحة للأكل الآن.. قال لك معاذ الله إنّك تستهزأ بي؟؟ أنا لن آكل منها أبدا.. ان كنت صادقا حقاً كما تدّعي فكلها أنت أولاً.. وبسبب الإحراج يقوم البائع رغما عنه بأكلها.. لحظة هنا!! هل عرفت أين هو موطن الشر؟؟ لقد أكلها البائع والزبون الشرير يتفرج ولم يعترض.. فقط ليشعر بالنصر.. أو لتكون التجربة كدرس مستقبلي أنّ الشخص اذا أكل كشير مشكوك فيه فإنه سيموت.. لماذا لم يمنعه من الأكل أو يجعله يتراجع!! المهم يستطيع أن يدبّر حلا لكنّه لم يفعل؟؟ نفس الأمر مع الرهانات.. أرى أشخاص يراهنون أن يأكل أحدهم ثلاث علب هريسة ربما ستدخله المستشفى لكن لا بأس.. أجل أعرف أنّ الخطأ يقع على من تقبل العرض لكن يبقى البشر أشرار غير موثوق فيهم أبدا.. ويغتنمون فرص الضحك عليك من ذهب :/

لن تفهم شيئا..

مذ كنت صغيرا الى الآن وأنا أرى اللّون الأحمر كما أراه.. هل ياتراه نفسه الذي تراه أنت؟؟.. من يضمن لي أنّ الأحمر عندك هو الأصفر عندي؟ مثلا عندما علمتني والدتي الألوان.. قالت لي انظر لأوراق تلك الشجرة ذلك ما ندعوه اللّون الأخضر.. وأنا أوراقها أراها زرقاء لكن أطلقت عليها تسمية خضراء وهي ربما رأتها بنفسجية... لنبسّط الأمر.. أضع موزة هناك وأقتلع عين صديقي وأبدّلها بخاصتي.. بحيث العين اليمنى هي عيني واليسرى هي عين صديقي.. أتناوب النظر بإغلاق عين واحة كل مرة، أنظر الى تلك الموزة باليمنى أرها حمراء أنظر اليها باليسرى أراها وردية.. ما التفسير!! الجواب الحقيقي كما تقوله الفيزياء أنّ المواد تمتص كل الألوان سوى لون واحد.. ذلك اللّون هو ما نراه فقط.. اذن من غير المعقول أنّ الموزة تمتص جميع الألوان سوى الأحمر معي والأخضر مع شخص آخر.. حسبت نفسي دارون لبعض الوقت لكن لا بأس..

أتساءل ان كانت هناك قوى خارقة تحوم في هذا العالم تنتظر أن نقتنصها ونستخدمها اذ اكتشفنا لغزها! مثلا كلعبة سان أندرياس تستطيع تفجير كل ما حولك من سيارات اذا نقرت الأزرار على التوالي CPKTNWT سنوات ولم أنس هذا الكود ربما لأني أحب الهدم أكثر من البناء.. لكن لنعود الى موضوعنا.. هل يعقل أنّ هناك كائنات في هذا الكون تمتلك قدرات أكثر من تلك التي يمتلكها مدارا مثلا.. الملائكة أو الجن على سبيل المثال.. هل اكتشفوا ذلك اللّغز ونحن لم نكتشفه بعد؟ اعذروني على الأخطاء و السرعة في حشو الكلمات لأني كتبت هذا الموضوع بسرعة فائقة قبل أن يفوتني الوقت لأنّ هذا اليوم هو آخر أجل لجمع التدوينات، سويعات قليلات تفصلني عن منتصف اللّيل.. لذا سأتجاوز هذه الخطوة لأنها تحتاج كثير من التأمل أنا آسف.. سأكمل الفكرة قليلا في الجزء القادم..

تخزعبلات..

حينما ترى شخصا محطّما ويتأنن من الألم.. لماذا يشعر بالألم؟؟ لماذا لا أشعر به أنا؟؟ هل لأن جسدينا منفصلين؟؟ أين مركز الألم هل هو الدماغ أم الأطراف؟؟ ان وجدت يد مقطوعة في الشارع ورفستها برجلك.. هل يا ترى سيحس صاحبها بالألم؟ أكيد لا.. اذا رفستها وهي ملتصقة به؟ أكيد نعم.. اذن الألم يحتاج مترجما وهو الدماغ.. لتفترض أنّي طلبت من أحد الأطباء أن يلصق بي شخص كامل بجسدي بحيث يُلغي دماغ الآخر ويجعل رسائله الحسية تمر من مخي أنا فقط.. هل لو قطّعت رجله هل سأشعر بالألم؟؟ كيف سأحس :0 لنبسّط الأمر.. لنفترض أنك أُصبت بحادث وبُترت يدك.. قام الأطباء بزرع يد حقيقية وطازجة مكان الأولى.. كيف تحسّ الآن جيد؟؟ هل تستطيع تحريكها؟؟ أعتقد أنّ الأمور ستكون على ما يُرام من حيث الإستجابة ونقل الرسائل.. الخ.. لا أدري حقيقة ان كنت ستشعر بالألم في حال وخزتها بشيء لكن ما أنا واثق منه أنّك ستندم كثيرا لو وضعتها في الفرن D: اذن لو أُلصقوا جسدا كاملا بك سوف تشعر بالألم لو أُصيب بأذى.. ها أنا أعدت الإعتبار لدارون الآن :p

من حين لآخر أحاول ايقاظ أحد تلك الخوى القادرة فوق قدرات البشر وربما أحرزت تقدما في ذلك.. إنّه التخاطر ذلك الشيئ الذي يدغدغني و يجعلني أهتز عندما أصل لذروتي.. -لا تقلقوا سأخبركم بعد حين كيف تقومون بذلك علّنا نصل لأمرٍ ما- اكتشفت هذه القدرة عندما كنت صغيراً (أيام الشعور بالأهمية) ولازلت لدي حتّى الآن.. تعلمتها من أنمي دراغون بول كما يفعلها سون جوكو.. الفكرة أن تقوم بغلق عينيك جيدا وتتخيل أنّك في مكان آخر ويجب أن تركّز جيدا وتجعل عقلك يصدق حق اليقين أنّه بمجرّد فتحك لعينيك، تفتحهما في المكان المرغوب.. لا تفلت التركيز ولا تفتح عينيك إلّا عند وصولك للذروة اتفقنا.. سيبدأ جسدك الآن بالإهتزاز وكأن سلسلة من الموجات الكهربائية تتخللك لا تخف.. تلك هي الأعراض الذي ستصاحبك وذلك هو مفتاح النجاّح.. جرّبت الأمر في منزل عمتي البعيد جدا عن بيتنا.. أغمضت عيناي وأرغمت عقلي أني في منزلنا فبدأ نمط الهزّاز يشتغل ويشتغل العرق يتصبب التركيز يزدادا ثواني حتّى أصل للذروة.. ثانية واحدة.. فتحت عيناي... و.. وجدت نفسي في منزل عمتي :p حسبت أني بمجرد مشاهدتي لدراغون بول سأتعلّم.. لكن يخطئ من يعتقد بأنّه يصبح مسيحياً بمجرّد دخوله الى الكنيسة.. فالمرء لا يتحوّل الى سيارة بمجرّد دخوله الى المرآب... شكراً على المعلومة -ألبرت شفايتزر- XD

الخاتمة..

البارحة فقط وُلدت.. البارحة فقط كان هذا المكان يعج بزغاريد و طقوس الصيد لدى قبائل ما قبل التاريخ.. كانت هذه البقعة.. نفس المكان الذي وُلد فيها ماموث صغير وانطلق الى الحياة.. كان البشر قبيلة واحدة فتفرقوا.. متى كان هذا؟؟ البارحة فقط!!

عندما تقارن ما عشناه جميعا لحد الآن بدءاً بأول مخلوق (أياً كان نوعه) الى آخر كائن (على الأرجح أنه ملك الموت)... مع ما سنعيشه لاحقا، عندما تفكر في المستقبل السحيق والطويل جدا الذي ينتظرنا.. عندما تفكر بأنه منذ نشأة الكون الى يومنا هذا لم تقم القيامة بعد (نحن لا نزال في المرحلة الأولى ولم ننصفها ربما حتّى).. تقول أننا لازلنا نعيش في الماضي.. لازال هناك الكثير بانتظارنا.. لازالت هناك ملايير السنين لنعيشها بل ملايير الملايير.. مقارنة بما عشناه الى حد الآن فنحن لم نقل بعد بسم الله للحياة -لامجال للمقارنة- 2016 نحن بدائيون جدا.. الى الآن لا أستطيع تقبل فكرة أن آدمي مثلي ومثلك سيعيش مليار سنة.. قم بضرب العدد لاحقا بعشرة.. وعندما تنتهي اضربه بألف.. أي عدد رهيب تتخيله ستصل الى ذروته يوما ما.. ستصل الى ذلك الرقم الذي تحتاج لثلاث سبورات لكتابته.. ستصل اليه ليس بالعد من واحد الى عشرة بل بعدد السنين التي ستعيشها.. هل يخيفك هذا الرقم؟؟ 10417090600300420034040301002 ستصل اليه ذات يوم أتمنى أن تبتسم حينها وتفهم ما أرمي اليه ;)

أريد أن أتعاطى المخدرّات الآن وبشدّة بعد انهائي هذا المقال الطويل.. هذه العبارة بنفسها لا تكفي لوصف الخدر الذي يجتاح عيناي في هذا الوقت.. -لا تعيدوا قراءة التدوينة أرجوكم لأنها سيئة جداً وأنا أعرف هذا، - كلامي عن المخدرات كان مجرّد مزاح.. كي لاتغتنموا الأمر للهجوم علي.. أو اغتنموه لا يهمني.. أراكم لاحقا.



مبادرة التجميع_الديواني برعاية حسوب برعاية حفاضات وشفاطات بنت ان ستلت ان ستيلا :]