قبل مدة قصيرة اتصل بي شخص استدل على رقمي من خلال موقع قام صاحبه وهو صديق لي بإرشاده إلي

فسألني أنه يريد تطبيق جوال يربط بين محلات العرض والمصنع

جرت العادة أن يتم دفع نصف المبلغ مقدماً و النصف المتبقي عند إنجاز المطلوب

ولكن لكوني مخدم مستقل ولست شركة فمن الصعب أن تأخذ نصف المبلغ فالزبون يعرفني لأول مرة والثقة لم تبدأ بعد.

وبنفس الوقت لا أستطيع إنجاز المطلوب بدون أي دفعة لنفس السبب بالنسبة لي.

من طبيعتي أكره أن أضع نفسي في موضع شك ولهذا أخشى أن أقنعه بدفع نصف المبلغ ويبقى قلقاً طيلة فترة العمل ، خصوصاً مما يسمعه ويقرأه عن حالات النصب والاحتيال والإهمال والتجاهل من قبل بعض المستقلين.

و أنا قد أرضى بمباشرة العمل دون دفعة إلا أن هذا سيمنحه فرصة أن يلغي الطلب في أي وقت خصوصاً في حال حصل على عرض أفضل.

من هنا تصرفت الآتي :

بعد أن اتفقنا على العمل و الأجر المقدر و المدة التقديرية قلت له سأقترح طريقة للدفع، وهي أن نقسم العمل إلى مراحل بحيث تكون المراحل الأولى صغيرة ، ونبدأ بدفعة صغيرة قبل البدء قد تصل إلى 10% كدفعة إثبات أن العقد قد أُبرم وبعدها أباشر بتنفيذ المرحلة الأولى والتي قد تكون تصميم واجهة ثم أعرضها عليه لنحقق عدة اهداف منها:

  • إشعاره بالطمأنينة بأن العمل قد بدأ فعلا

  • إنجاز مرحلة بحيث تستحق دفعة صغيرة أخرى

  • التحقق من أن هذا مايريده لا يوجد نواقص أو زيادات

بعدها يتم دفع الدفعة التالية ثم نكمل المرحلة التالية وهكذا حتى انتهاء المشروع ويكون المتبقي قليلاً فيتم سداده

في الحقيقة شعرت بأن هذه الطريقة أعطت الزبون ارتياحاً كبيراً

خصوصاً أني أرسل له رابط ليتفحص مرحلة العمل فيما يتعلق بتطبيق الويب وأرسل له تطبيق الجوال عبر الإيميل ليثبته على جواله ويجرب كيف سيبدو وكيف سيتفاعل مع تطبيق الويب

وفعلا تحققت الأهداف الآنفة الذكر

فقد شعر بالرضى ولم يتأخر في سداد الدفعة التالية

أيضا اكتشفت نقص في العمل لم يوضحه لي من البداية ولكنه انتبه إليه بعد إنجاز إحدى المراحل مما جعلني أتدارك الأمر مبكراً وليس بعد الإنجاز الكامل

مشاركة الزبون في جو العمل وتقدمه يعطيه نسبة رضى عالية

وبصراحة تفاجأت أنه في منتصف المراحلة قام من تلقاء نفسه بسداد كامل المبلغ ليس هذا فحسب بل إني اشتريت له عدة أجهزة تابلت وهي ما زالت معي ومع ذلك سدد لي قيمتها.

من هنا شعرت بتوفيق الله أن وفقني لهذه الطريقة.

سألت الزبون لما سددت المبلغ كامل فقال : "قد تكون مضطراً للمال ، وفي كل الحالات فهو حق علي سداده في النهاية".

فتشكرته و دعوت له بأن يعوضه خير مما أنفق.

وذكرت له أنه جرت عادتي أن أبقي المال المقدم جانباً حتى إنجاز المهمة لأني أجد ثقلاً كبيراً عندما يكون في ذمتي مجهود سبق وصرفت مردوده.

وأحب أن يكون القبض بعد انتهاء الجهد والتعب حتى يكون الإنفاق بهناء.

طرحت الموضوع من باب المشاركة ولعل هناك من يستأنس به أو يستأنف بمواقف مشابهة أو بملاحظات نافعة.

والله ولي التوفيق