قبل خمس سنوات كتبتُ موضوعا عن تحول حسوب io إلى نسخة طبق الرداءة من فيس بوك

يومها كان الأخ الجميل ثمود إداريا فكانت الردود كلها تصب في ضفة عمل ثمود في إدارة الموقع وحذف المشاركات المخالفة وفي ضفة التسليب من جهة أخرى.

اليوم بعد سنوات لابأس بها عاصرنا فيها قمة الموقع مرورا بأولى انتكاساته وحادثة الأخوين لمن يذكر من شيوخ حسوب وتدخل الإدارة مرورا بظاهرة أنا سعدي أنا أعرف كل شيء إلى غاية الأشهر القليلة الماضية.

فقط أردت في هذا الموضوع طرح الفكرة من زاوية تسربت من أيدينا جميعا ربما ولم ننتبه لها وهي التي عنونتُ بها الموضوع مقتبسا من كلام ابن خلدون في تنظيره عن هرم الدول والملك وارتفاع السلطان.

يقول ابن خلدون في فصل من مقدمته

و قد ذكرنا أن المجد له أصل يبنى عليه و تتحقق به حقيقته و هو العصبية و العشير و فرع يتمم و جوده و يكمله و هو الخلال و إذا كان الملك غاية للعصبية فهو غاية لفروعها و متمماتها و هي الخلال...

في الواقع حسوب في مراحله الزاهية بلغ أمجاده من خلاله تخصصه التقني وكان الجميع على اختلاف مشاربهم في الحياة ومواضيعهم فيه توحدهم التقنية مبلغا، وكان تعصبهم الدائم لها وحدها لذلك يحصل مايحصل الآن من الرفض وحتى التشتت.

القضية الأخرى المهمة هي التطوع : كان المجتمع الحسوبي كله متطوعا يكتب مواضيعه من غاية النفع وتبادل المهارات والمعارف.

لم يكن أحد يكتب مواضيع شتى من نواحي مختلفة فقط لزيادة رصيده ولا من أجل شيء آخر.

نقاشات التجارب كانت الخِلّة التي تجلب المواضيع القوية والتي كانت تضم فيها آفاق واسعة وكان الجميع يدخل تلقائيا في الإثراء، عكس الرؤية التي غلبت على الموقع هذه الفترة، مواضيع شتى الكل يتحدث في كل شيء حرفيا، الطلاق ، الزواج، الأمومة، المجتمع، الفصام، الرسوب، الحوامض، وزراعة الشعر!

الأمر مخيف حين يتحول مجتمع إلى وسيلة تواصل اجتماعي الأول للإثراء والثاني للفضفضة وهذا هو الفخ!

وكما في الموضوع القديم أضيف هذه الملاحظة:

الموضوع لا أقصد به النحيب..

لكن المجتمع هو مجتمعنا هو شارعنا الذي نمر به كل صباح فإن كان مبتهجا ابتهجنا

وإن كان مليئا بالأكياس وعلب السردين سننكس رؤوسنا ذاهبين إلى العمل مشحونين بالإحباط رغم أن في جانبيه أصيصُ أزهار يلوح دون جدوى .

في النهاية وجدنا ملاذا للقراءة قبل الكتابة فيه لذلك أخشى عليه كثيرا

إنما الموضوع طالب أفكار للحلول لا تشكّي ..