حدثت هذه القصة قبل سنوات ،ذات عيد إضحى، قررت رفقة عدد من الأصدقاء، أن يجلب كل واحد كمية من اللحم و نذهب لمكان معزول لنقيم حفلة شواء و نتسامر بعيدا عن أهالينا، كان الوقت شتاء و البرد قارصا و الظلام حالكا، لذلك بعد أن أكلنا ما جلبنا معنا من طعام، تحلقنا حول النار نتبادل أطراف الحديث.

إلتفت أحد الشباب فرأى كائنا طويلا جدا يمشي بخطوات واسعة في إتجاهنا كلما إقترب إزداد جحمه، كان أبيض .

-هناك شخص قادم، من يا ترى؟

عندما أمعنا النظر كان حجمه يزداد ،و يقفز من جهة إلى أخرى، فجأة صرخ أحد الشباب "روح، روح"، يعني شبح.

تقريبا إستغرق الأمر واحد على ألف من الثانية، كل واحد منا أطلق ساقيه للريح،لا أعلم كيف عدت إلى منزلنا بدون أن أتعثر في شجرة إو أسقط في حفرة، فالظلام كان دامسا.وجدت أهلي مازلوا يسهرون.إندسست مباشرة في الفراش، كنت أشعر بمزيج من الرعب و الخجل و الشعور بالعار، فكيف نهرب و نحن مجموعة، كما أنه كان عندنا أسلحة (بنادق و مسدسات من مخلفات الحرب العالمية الثانية لكنها تعمل بكفائة، حجزتها الحكومة في أواخر 2008).

فضيحة، لو يعلم أهل القرى المجاورة، أو تعلم بذلك نسائنا.

أردت أن أنام فلم أستطع.

بقيت أفكر في حل لأتدارك الأمر قبل أن يبزغ الفجر.لكن غلبني النعاس.

في اليوم الموالي ، حين كنت أزور أقاربي ، كان الجميع يسأل عن قصة الشبح.طبعا مع ضحكة أو كلمة جارحة، من قبيل "أشباح تخيف أشباح"، "رجال فقط في النهار"،"هل تتركون الرجولة في المنازل؟" أو "الرشاش الذي تحمله تجمد من الخوف..."

حين أجتمع مع الشباب أتسائل عمن سرب الخبر، لو أعرفه ، لا أظن أن أحدا تحدث بالأمر، عادة نحن كتومون، فقد فعلنا عدة أشياء تستحق أن يتحدث عنها المرء و ترفع الرأس و لم يذكرها أحد، فكيف سيتحدث أحدهم عن فضيحة.

أظن أن هذا السؤال يدور بذهن كل شخص، لكن لإعتبارات معينة لم يسأل أحد هذا السؤال على العلن.

مرت الأيام،الجميع نسي تلك الليلة.

2010 سيارة تصدم أحد الرجال ،سمعت أنه تخاصم هو و شركاءه على قسمة كنز، فقد قاموا بتصريف كمية من الذهب و عندما عادوا إلى المنزل و جدوا كرتونة مليئة بالبسكويت عوضا عن المال.لكن هذا الشخص بالذات إشترى منازل و مزارع و بدأت تظهر عليه مظاهر النعمة، فقرر أحد الشركاء أن يعاقبه على خيانته.

جوان 2015

سألني إبن الرجل الذي أصابته سيارة إن أمكن أن أشتري له منزلا و أسجله بإسمي،غريب هذا الأمر، عندما إستفسرت عن السبب أخبرني بأن أمه تريد أن تخرج أموالها من البنك حتى تتجنب الربا و لتجنب المشاكل مع الأب أسجل المنزل بإسمي حتى تنتهي إجرئات نقل العقارثم أعيد نقل الملكية إليها ...قمت بربط الأحداث و الوقائع و إستنتجت أن شبح ليلة العيد هو الرجل، و أن الأمر كله كان يتعلق بالتنقيب عن الكنوز.

قليل من التاريخ:

في الحرب العالمية الثانية و خلال تراجع رومل ثعلب الصحراء من منطقة العلمين في مصر مرورا بليبيا ، نهب الجنود الألمان الآثار المصرية و ممتلكات الشعب الليبي و قبائل جنوب تونس حاملين ماخف وزنه و غلا ثمنه من ذهب و تماثيل قيمة.كل تلك الغنائم طمرت في التراب عندما أنهزم الجيش الألماني أمام قوات الحلفاء بقيادة مونتغمري.

قديما حين كان الرجل يريد أن يحمي مدخراته من الذهب يقوم بوضعها في حفرة ثم يبتعد مسافة معينة و يقوم بنحت شعار على حجارة في شكل بومة أو سلحفات أو حية، تلك الرموز تدل على مكان الكنز، إذا إصطدمت بأحدها يوما ما فقد مررت بجانب كمية لا بأس بها من الذهب.

قصص و عبر

في السنوات الماضية رأيت بعيني الكثير من الناس أحوالهم المادية متيسرة و ينقبون عن الكنوز و قد أضاعوا ثروات بحثا عن المعدن النفيس لو إستثمروا تلك الأموال في مشاريع لأدرت عليهم أموالا كثيرة ، دائما أقول "يضيع المال من أجل جمع المال".

رسائل مشفرة:

و. أيها الأخرق كنا نعمل في تجديد شبكات الكهرباء القديمة، فيعطوننا أسلاك النحاس القديمة لنرميها، أتذكر حين قلت لك حتى و إن لم يدفعوا لنا نحن رابحون بالطول و العرض فكيلوغرام النحاس بثلاث دولارات، لكن أصابك هوس الكنوز فضيعت كل شيء .

معلمي ط. لولا راتبك التقاعدي لأكلك الجوع، بعد أن بعت الجرار و السيارة التي جلبتها من السعودية و المنزل فتسببت في بطالة إبنيك، ثم أخذت المبلغ لشراء الزئبق الأحمر، حين دخلت للمنزل وجدت فوهة رشاشAK47 موجهة إلى جبينك، وضعت الحقيبة و عدت بخفي حنين،الآن تشيع أن ملك الجن طلب المزيد لعلك تغرر بطماع آخر فتعوض جزأ مما فقدت ، فقرت عائلتك بعد العز.

خرافة:

يقال أن الكنز يتملك عليه جن قد يكون مسلما أو كافرا لذلك يجد إحضار "عزومة"، لإرضائه قد تتطلب إراقة دم، أو ما يمسى باللبان الذكر الذي يبلغ سعر الغرام منه 2500 دولار، أو الزئبق الأحمر...كذلك جلب "عزام" الذي هو في نهاية الأمر ساحر يهودي من يهود المغرب، كل هذه خرافات لا تصدقها، إذا شعرت بأن في أرضك كنز إحفر مباشرة وعليك أمان الله لن يصيبك أذى.

نصيحة1:

إذا حصل ووجدت كنزا أكتم الخبر ولا تحدث أحدا حتى أقرب المقربين لك، حاول أن تتناسى الأمر، كل مرة قم بتصريف قطعة من الذهب ، و إستثمرها في شيء ما، حتى لا يقال لك من أين لك هذا، و لا يأتيك زوار الليل فالعالم العربي كله عيون لا تنام.لا تنسى أخراج الزكاة والباقي لك .

أذكر صديقي ح. كان يتحدث على الهاتف كل ليلة مع خطيبته و يقول حين أصرف الكنز سأشتري لك سيارة و فيلا...زاره زوار آخر الليل فجأة، عذبوه لأيام و لم يصدقوا أنه كان يكذب.الغبي لم يكن يعلم أن للهواتف آذان.

نصيحة2:

قد تأتيك رسالة على هاتفك هكذا فحواها "إلحقني يا أبي وجدت جرة مليئة بالذهب"، حين تتصل يرد علي صبي يبدو غرا، إحذر تلك عصابة تنتظرك في "الدورة" كما يقال.

هذه الرسالة كذلك "مروك لقد ربحت مليون دولار"،"أنا إبنة جنرال نيجيري لدي كذا مليار و أنا على فراش الموت أريد أن أوصي بثروتي لك..."

مراجع

الارض المحروقه رومل ثعلب الصحراء:

وثائقي غنائم الحرب العالمية الثانية الذهب القذر:

نظرة عن قرب على ذهب البنك المركزي البريطاني:

وثائقي جامعو الذهب الطريق إلى الثروة:

السلسلة الوثائقية ذهب يوكون:

رومل ثعلب الصحراء( ويكيبيديا) :

صورة حديثة للمكان الذي سهرنا فيه، أصبح فيه سد صغير، لكن مجرى الوادي جاف الآن:

الشبكة الكهربائية للمترو الجديدة أشرف على تركيبها المدعو ح. فهو خبير ببرمجةSTEP 7 و أجهزة automate siemens إلى أن زاره ضيوف ٱخر الليل, آخر مرة شاهدته فيها كان يلعب الورق :

صور متنوعة: